تحتاج ريادة الأعمال إلى كثير من المهارات الفنية والشخصية، بالإضافة إلى المخاطرة. وفي حال توافر الإمكانات المتاحة لتأسيس شركة، يظل عليك أن تمارس العمل بنفسك لكي تتأكد من النجاح.

ومع انتشار التطبيقات الذكية في العالم، ظهرت كثير من الألعاب الممتعة التي تضع اللاعب في ظروف قريبة للغاية من عالم ريادة الأعمال، وتقدم له كثيرا من المعلومات والدروس في إطار شائق يضمن له الاستفادة.

بمعنى آخر، يمكنك من خلال ممارسة هذه الألعاب أن تخوض تجربة ريادة الأعمال وتتعلم من قراراتك وهو ما قد يدفعك لاحقا نحو اقتحام عالم ريادة الأعمال الحقيقي.

ونشر موقع “سمول بيزنس تريندز” (Smallbiztrends) تقريرا كتبته سامانتا ليل التي تحدثت فيه عن أهم الألعاب التي قد تكسبك مهارات عديدة في مجال الأعمال، ومنها ما يلي:

“مدن ناطحات سحاب”

إنشاء وإدارة مدينة يشبه كثيرا إنشاء وإدارة عمل تجاري. ففي الحالتين، تحتاج إلى تخطيط وموارد ورسومات ودراسات جدوى وأرباح، وتحتاج إلى بحث عن الأشخاص ذوي الكفاءة للتنفيذ والعمل، وتحتاج إلى إدارة الموارد والأمور المالية، وتحتاج إلى أرباح وفرض نظام.

“مدن ناطحات سحاب” (cities-skylines) لعبة تفاعلية إستراتيجية نُشرتها شركة “برادوكس إنتراكتيف” (Paradox Interactive) الأميركية عام 2015. يشيد اللاعب فيها المدن العملاقة بكل تفاصيلها، بدءا من تقسيم المناطق وبناء الطرق الجانبية والسريعة ووضع أنظمة اقتصادية وضرائب وخدمات عامة وبناء وسائل نقل ومواصلات، كما يجب أيضا أن يعمل على بناء معدلات للسعادة والتنمية ومكافحة البطالة والتلوّث. بمعنى آخر، يتولى اللاعب المسؤولية الكاملة عن بناء المدينة وإدارتها.

اللعبة تركز على التنظيم والتنويع والإدارة بشكل كبير، وستكون لديك القدرة على تخطيط المدن وبناء وهدم ما تراه مناسبا ومفيدا لشعب المدينة ومنظرها الجمالي. وكذلك، ستستخدم قوالب لإدارة الميزانيات المتاحة وتشغيلها، وتوزيع الأعمال على الموظفين والعمال، وتوفير جميع الأساسيات المطلوبة من مستويات جودة ومكافحة تلوث ومواجهة أزمات. بمعنى آخر، ستتحول إلى “باني مدينة” بكل معايير الاقتصاد والتخطيط والإدارة التي ستتعلمها في أثناء ممارستك اللعبة.

Capitalism Lab والمصدر : نفسه

“رأس المال”.. لعبة محاكاة التجارة

عندما أطلقت لعبة “رأس المال” (Capitalism) للمرة الأولى عام 1995، اعتبرها كثيرون أدق لعبة محاكاة لعالم التجارة والأعمال على الإطلاق من بين عديد من الإصدارات في عالم الألعاب التي امتدت منذ الثمانينيات حتى منتصف التسعينيات بأشكال وأنماط مختلفة.

الهدف الأساسي من لعبة “رأس المال” هو دخول عالم الأعمال بكل تفاصيله تقريبا، بدءا من التصنيع والتمويل وبيع المنتجات وزراعة الأراضي وإدارة المحال التجارية، إلى جانب إدارة الموارد والمواد المتاحة للإنتاج، فضلا عن التعامل مع المورّدين وإستراتيجيات تعظيم الأرباح وحتى إستراتيجيات المنافسة مع الشركات الأخرى. وفي حال أنك فشلت في أثناء اللعبة في توسيع عملك والنجاح فيه بالشكل المطلوب سوف تسقط في فقاعة من الديون والانهيار والكساد وخسارة التجارة ككل.

بشكل أكثر اختصارا لعبة “رأس المال” تمنحك وضعا افتراضيا كمدير تنفيذي لشركة أو مجموعة شركات وتضعك في نفس ظروف رواد الأعمال، سواء في تنميتها أو الانهيار أو خسارة المشروعات والتعامل مع المنافسين. وهذه “الحالة الافتراضية” المطابقة لواقع ريادة الأعمال هي ما جعلها من أفضل الألعاب التجارية على الإطلاق لسنوات طويلة.

وفي تقرير آخر لموقع “إنتربرينور” (Entrepreneur) الأميركي المتخصص في ريادة الأعمال، كتبت بريرادرشيني باتوا تقريرا عن مزيد من الألعاب التي تساعدك في أن تكون رائد أعمال، ومنها:

بيزنس.. كل ما يمر به رائد الأعمال

تعد لعبة “بيزنس” (Business-inc) باختصار اللعبة التي تضعك مباشرة مكان رائد الأعمال بكل تفاصيل تأسيس الشركات الناشئة وإدارتها.

ستبدأ اللعبة وأنت لا تعرف بالضبط ما الذي يجب عليك فعله، ثم بمرور الوقت ستعرف أنك مسؤول عن إدارة شركة تعمل على تطوير ألعاب الهاتف المحمول. ستبدأ في الاستعانة بموظفين، وتحقيق أهداف تدريجية في سبيل الوصول إلى الهدف النهائي وهو توسيع شركتك الناشئة بقدر ما تستطيع حتى تصبح الشركة الرائدة في سوق الترفيه للهواتف الذكية الذي تعمل به. هذا الطريق ستصل إليه عبر إنجاز مجموعة من المشروعات المختلفة التي ستتطلب منك توظيف مزيد من المبرمجين، وأيضا متابعة أعمالهم وتطورهم الوظيفي ومستوى جودة ما يقدمونه، إلى جانب إدارة الموارد المالية التي تبدأ محدودة ثم تشرع في التصاعد التدريجي بعد إنجاز عدد من المشروعات والتوسّع في جني الأرباح وإعادة تشغيلها مرة أخرى.

اللعبة تضعك في عالم ريادي بالكامل. ستكون مطالبا بتطوير العديد من الأمور في أثناء إدارتك شركتك الافتراضية، مثل دعم مستوى الإبداع والابتكار، ورفع مستوى التحفيز والمهارات لكل موظف في شركتك الناشئة، فضلا عن متابعة الموارد المالية واتخاذ القرارات الصحيحة بخصوص المشروعات التي تعمل بها.

ختاما، خلال السنوات الماضية تم إصدار عدد هائل من تطبيقات ألعاب ريادة الأعمال على الهواتف الذكية، بعضها بسيط وموجه للمبتدئين، وبعضها كان مقصودا أن تكون ألعابا صعبة مليئة بالتفاصيل الشبيهة تماما بالتعقيدات التي قد يواجهها رائد الأعمال على الأرض. وفي الحالتين، تبقى هذه التطبيقات من أهم المداخل التي يجب أن يضعها رواد الأعمال ضمن اهتماماتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version