وافقت مجموعة مقرها هونغ كونغ على بيع حصتها المسيطرة في شركة تابعة تدير الموانئ بالقرب من قناة بنما إلى تحالف يضم شركة بلاك روك الأميركية، ما يضع الموانئ فعليًا تحت السيطرة الأميركية بعد أن زعم ​​الرئيس دونالد ترامب تدخل الصين في عمليات ممر الشحن الهام.

وقالت شركة سي كيه هتشيسون هولدنغ في إفصاح مساء أمس إنها ستبيع جميع الأسهم في هتشسون بورت هولدينغس وفي هتشسون بورت هولننغس إلى التحالف في صفقة تقدر قيمتها بنحو 23 مليار دولار، بما في ذلك 5 مليارات دولار من الديون.

سيطرة

وستمنح الصفقة اتحاد بلاك روك السيطرة على 43 ميناء في 23 دولة، بما في ذلك موانئ بالبوا وكريستوبال في بنما، بالإضافة إلى موانئ أخرى في المكسيك وهولندا ومصر وأستراليا وباكستان وأماكن أخرى.

ولا تتضمن الصفقة، التي يجب أن توافق عليها حكومة بنما، أي مصلحة في صندوق يدير الموانئ في هونغ كونغ وشنتشن وجنوب الصين، أو أي موانئ أخرى في الصين.

ونحو 70% من حركة المرور البحرية التي تعبر قناة بنما تغادر أو تذهب إلى موانئ الولايات المتحدة.

وشقت الولايات المتحدة قناة بنما أوائل القرن العشرين خلال بحثها عن طرق لتسهيل عبور السفن التجارية والعسكرية بين سواحلها، تخلت واشنطن عن السيطرة على الممر المائي لبنما في 31 ديسمبر/ كانون الأول 1999، بموجب معاهدة وقعها الرئيس جيمي كارتر في عام 1977، وقال ترامب أن كارتر أعطى القناة “بغباء”.

واشتكى ترامب وأنصاره من الرسوم التي تفرضها السفن لاستخدام الممر المائي وزعموا أن الصين كانت تدير القناة، وهو ادعاء نفته حكومة بنما.

وفي يناير/ كانون الثاني، أثار السيناتور الأميركي تيد كروز، رئيس لجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ، مخاوف من أن الصين قد تستغل أو تمنع المرور عبر القناة وأن الموانئ “تمنح الصين نقاط مراقبة جاهزة” لاتخاذ الإجراءات اللازمة، وقال كروز: “أعتقد أن هذا الوضع يشكل مخاطر حادة على الأمن القومي الأميركي”.

زيارة وانسحاب

وزار وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بنما في أوائل فبراير/ شباط الماضي وأخبر رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو أن بلاده يجب أن تحد من النفوذ الصيني على القناة أو تواجه انتقاما محتملا من الولايات المتحدة، ورفض مولينو فكرة أن الصين لديها أي سيطرة على عمليات القناة.

وانسحبت بنما من مبادرة الحزام والطريق الصينية في أعقاب زيارة روبيو، مما أثار إدانة من بكين.

والحزام والطريق هي استراتيجية التنمية العالمية لبكين لبناء الطرق والموانئ والسكك الحديدية لفتح أسواق جديدة.

ولكن في حين ركزت الكثير من الاهتمام على تهديد ترامب باستعادة السيطرة على القناة، وجهت إدارته أنظارها إلى موانئ هتشيسون، التحالف الذي يتخذ من هونغ كونغ مقراً له والذي يدير الموانئ الرئيسية في كل من طرفي القناة.

وحصلت موانئ هتشيسون مؤخراً على تمديد لمدة 25 عامًا من دون طرح مناقصة لإدارة الموانئ، لكن التدقيق في هذا التمديد كان جارياً بالفعل، ويعتقد المراقبون أن التدقيق كان خطوة أولية نحو إعادة طرح العقد في نهاية المطاف، لكن الشائعات كانت تدور في الأسابيع الأخيرة بأن شركة أميركية قريبة من البيت الأبيض كانت تستعد لتولي المسؤولية.

وقال المدير الإداري المشارك لشركة سي كيه هتشيسون، فرانك سيكست، في بيان إن الصفقة كانت “نتيجة لعملية سريعة ومنفصلة ولكنها تنافسية حيث تم تلقي العديد من العطاءات وتعبيرات الاهتمام”.

وقال سيكست: “أود أن أؤكد أن الصفقة تجارية بحتة بطبيعتها ولا علاقة لها على الإطلاق بالتقارير الإخبارية السياسية الأخيرة المتعلقة بموانئ بنما”.

وبالإضافة إلى بلاك روك، وهي شركة إدارة استثمارية عالمية مقرها نيويورك وبلغت أصولها المدارة 11.6 تريليون دولار في 31 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، يضم التحالف شركة غلوبال إنفراستراكتشر بارتنرز التابعة لبلاك روك وشركة ترمينال إنفيستمنت ليمتيد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version