تناول تقرير حديث لوكالة بلومبيرغ قضية التقدم الكبير الذي أحرزته شركة “بي واي دي” الصينية للسيارات الكهربائية في السوق العالمي، مع تركيز واضح على الأسعار التنافسية والتوسع السريع.

وذكر التقرير أن الشركة بدأت في بيع سيارتها الكهربائية بالكامل “أتو 3” في أسواق صغيرة مثل مالطا، وهي دولة يبلغ عدد سكانها نحو 564 ألف نسمة.

وتأتي السيارة بسعر يقارب 28 ألف دولار وتتميز بمقاعد مدفأة من الجلد النباتي وشاشة دوارة بزاوية 360 درجة، مما يجعلها خيارا شائعا في الأسواق الناشئة التي لا تمتلك صناعة سيارات محلية.

وعلق يو تشانغ المدير التنفيذي لشركة “أوتو فورسايت” في شنغهاي في حديث للوكالة بأن هذه الأسواق توصف بأنها “أسواق أضلاع الدجاج”، والتي عند جمعها تمثل أكثر من 10 ملايين سيارة سنويا.

وأدى التوسع السريع لشركة “بي واي دي” إلى مفاجأة صناعة السيارات العالمية، فقد زادت مبيعات الشركة بنسبة 15 ضعفا لتصل إلى 3 ملايين سيارة في 3 سنوات فقط، وهي الآن موجودة في 95 سوقا، وأعلنت عن إنشاء مصانع تجميع في 10 دول.

وأدى هذا التوسع العالمي السريع إلى فرض تدابير حمائية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد فرضت الأولى ضريبة جمركية بنسبة 100% على السيارات الكهربائية الصينية، في حين فرضت الثانية ضريبة بنسبة 17% على واردات “بي واي دي”، مشيرا إلى مخاوف بشأن الدعم الحكومي.

ونقلت بلومبيرغ عن معهد “كيل” الألماني للاقتصاد العالمي بأن “بي واي دي” تتلقى دعمًا حكوميًا كبيرًا يفوق ما تحصل عليه الاقتصادات القائمة على السوق

صعود “بي واي دي” العالمي

و”بي واي دي” التي تشير إلى “بناء أحلامك”، تأسست على يد وانغ تشوانفو، العالم السابق في مجال البطاريات. وبدأت الشركة في الأصل بالتركيز على البطاريات القابلة لإعادة الشحن للهواتف المحمولة والأدوات الكهربائية، لكنها انتقلت إلى السيارات الكهربائية في عام 2003.

وساعدت ابتكارات وانغ في تكنولوجيا البطاريات -المدعومة بسياسات الصين الصديقة للسيارات الكهربائية وحجم سوق السيارات المحلي الكبير- الشركة على تحقيق ما لم يحققه العديد من المنافسين وهو بناء سيارات كهربائية ميسورة التكلفة على نطاق واسع مع الحفاظ على الربحية.

ومنذ تقديم تكنولوجيا البطاريات الجديدة في عام 2020، تجاوزت “بي واي دي” اللاعبين الرئيسيين مثل تسلا وفولكسفاغن في الصين، ولفترة وجيزة أصبحت أكبر بائع للسيارات الكهربائية عالميًا في أواخر عام 2023 وفق بلومبيرغ.

وأكدت ستيلا لي، نائبة الرئيس التنفيذي لشركة “بي واي دي”، أن نجاح الشركة ليس فقط متعلقًا بالربح، بل أيضًا بكونها “رائدة تكنولوجية في تغيير العالم”. ومع ذلك، تعترف لي بأن التعريفات الجمركية في الولايات المتحدة وأوروبا تمثل تحديًا كبيرًا لتوسع الشركة العالمي.

(FILES) This photo taken on April 18, 2024 shows BYD electric cars for export waiting to be loaded onto a ship at a port in Yantai, in eastern China's Shandong province. - Talks in Brussels over the European Union's tariffs on Chinese electric vehicles have ended with "major differences" remaining, the Chinese commerce ministry said on October 12, 2024. (Photo by AFP) / - China OUT / - CHINA OUT

وبالرغم من هذه التحديات، تواصل “بي واي دي” تحقيق النجاح في الأسواق الدولية، لا سيما في الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل والمكسيك، حيث قامت الشركة بتكييف منتجاتها لتناسب احتياجات السوق المحلية.

في البرازيل، تقوم “بي واي دي” ببناء أول مصنع لتجميع السيارات خارج آسيا، ووقعت اتفاقيات لتحويل أسطول الحافلات في البلاد إلى حافلات كهربائية. وفي المكسيك، تقوم الشركة بطرح سيارات كهربائية ميسورة التكلفة للمستهلكين المحليين على ما ذكرته الوكالة.

ومع توسع “بي واي دي” عالميًا، تستمر في تحدي شركات السيارات التقليدية في أوروبا والولايات المتحدة.

وفقًا لفلافيو فولبي، رئيس جمعية مصنعي قطع السيارات في كندا، “قد يعتمد دخول بي واي دي إلى السوق الأميركية على التحولات السياسية المستقبلية، حيث تضع الشركة نفسها عرضة لأي تغييرات محتملة في سياسة التجارة الأميركية”. في الوقت نفسه، تعمل الشركة على إستراتيجيات طويلة الأجل لبناء علامتها التجارية على مستوى العالم، بهدف أن تصبح اسمًا مألوفًا في سوق السيارات الكهربائية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version