يدرك معظم المستثمرين القاعدة الأشهر في الأسواق المالية وهي شراء الأسهم أو العملات المشفرة بسعر منخفض والبيع في أعلى نقطة سعرية.

وتعرف الأسواق المالية دورات ارتفاع وانخفاض، وتساعد تلك القاعدة على جني الأرباح في حالة ارتفاع الأسواق بشكل مستمر.

ولكن ماذا تفعل في حال شهدت الأسواق المالية انخفاضا مستمرا؟ هنا يأتي دور “البيع على المكشوف”.

ونشر موقع “نيرد والت” (Nerdwallet) تقريرا كتبته مجموعة من الخبراء حول أهمية التعرف على بيع الأسهم على المكشوف، وما مميزاته ومخاطره.

في بداية التقرير، يؤكد الخبراء أن “البيع على المكشوف” هو آلية للمضاربة يستخدمها المتداولون للربح عند انخفاض الأصول المالية، وذلك من خلال البيع على المكشوف للأصول المالية -سواء كانت أسهما أو عملات رقمية- بسعر مرتفع وإعادة شرائها بسعر أقل.

وعادة خلال البيع على المكشوف لا يملك المستثمر الأصل المالي، ويتم اقتراضه عبر الوسيط، ويبيع بسعر السوق الحالي ثم يشتري لاحقا بسعر أقل، ثم يعيد ما اقترضه للوسيط، والفرق بين سعر البيع ثم إعادة شراء الأصل هو ربح أو خسارة المتداول.

كيف يتم البيع على المكشوف؟

على سبيل المثال، إذا اعتقدت أن سهم شركة أمازون وقيمته 100 دولار سينخفض لسوء أداء الشركة خلال الربع الأول من العام؛ ستقوم ببيع السهم (الأصل تم اقتراضه من الوسيط) وإعادة شرائه عند سعر 70 دولارا، في هذه الحالة سيكون لديك 30 دولارا مكسبا هو هامش الربح الخاص بك من إجراء بيع الأصل وإعادة شرائه مرة أخرى، بالإضافة إلى سهم الشركة. ويجب إعادته إلى الوسيط فورا مع دفع رسوم التداول.

ويمكنك اعتماد الصيغة الرياضية التالية عند استخدامك آلية البيع على المكشوف:

  • (سعر البيع – سعر الشراء) × عدد الأصول – تكلفة المعاملة = الربح.
  • سعر البيع = السعر الذي يبيع فيه المتداول الأوراق المالية.
  • سعر الشراء = السعر الذي يسترد به المتداول الأوراق المالية المباعة.
  • عدد الأصول = عدد الأصول المباعة من قبل المتداول.
  • تكلفة المعاملة = عمولة الوسيط.

إذا كانت نتيجة هذه الصيغة إيجابية ستكون حققت ربحا من الصفقة، أما إذا كانت الصيغة سلبية ستكون تعرضت لخسارة.

تداول البيع على المكشوف عبر العقود

من الممكن للمضاربين استخدام آلية “عقود الفروقات” التي تسمح للمضارب ببيع وشراء السهم من دون امتلاك الأصل الأساسي.

وعقود الفروقات عبارة عن عقد بين طرفين: المتداول والوسيط.

وفي نهاية العقد، يتبادل الطرفان الفرق بين سعر السهم في الوقت الذي بدأ فيه العقد وسعر السهم في نهاية العقد.

وتنطوي آلية المضاربة بالبيع على المكشوف على العديد من المميزات والمخاطر. ونشر موقع “إنفستوبيديا” (Investopedia) الأميركي -المعني بشؤون الاستثمار- تقريرا كتبه كريس سيبيري تحدث فيه عن مميزات ومخاطر البيع على المكشوف، ومن أهمها ما يلي:

مميزات البيع على المكشوف

التحوط

يلجأ كثير من المستثمرين إلى البيع على المكشوف من أجل التحوط في الفترات التي يتم فيها ترقب أخبار مهمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأسواق. وفي هذه الحالة، يلجأ المستثمر إلى البيع على المكشوف لتقليل المخاطر في حال هبوط السعر بشكل سريع عند صدور خبر يحول دون قدرته على إغلاق مراكز البيع لديه بسرعة كافية.

مخاطر البيع على المكشوف

مخاطرة غير محدودة

من أهم مخاطر البيع على المكشوف عدم وجود حدود للمخاطر التي يتحملها المستثمر في حال ارتفاع سعر الأصل الذي قام ببيعه. فإذا كان هدف المستثمر من البيع على المكشوف هو المضاربة وليس التحوط، فإن الارتفاع في سعر السهم ليست له حدود بخلاف الانخفاض الذي لا يمكن أن يهبط إلى مستوى أقل من صفر. وبالتالي تعتبر مخاطر الخسارة نتيجة ارتفاع الأصل غير محدودة مقارنة بمخاطر الانخفاض.

وهو ما يعني أن المستثمر الذي يلجأ إلى البيع على المكشوف يحمل خطر التعرض لخسائر يمكن أن تتخطى قيمة رأس المال الإجمالي له، وأن يصبح مطالبا بمبالغ أخرى.

مخاطر توزيع الأرباح

تقوم الشركات بالإعلان عن تاريخ محدد لمن يستحق الحصول على توزيع الأرباح على السهم؛ وبالتالي يتم حصر من يحملون السهم في تاريخ محدد، عادة يكون تاريخ اجتماع الجمعية العمومية، وهم من يحق لهم الحصول على توزيع الأرباح في هذه الحالة.

عند البيع على المكشوف بتاريخ يسبق تاريخ استحقاق الأرباح وبيع السهم بعد انتهاء فترة الاستحقاق يصبح البائع على المكشوف مدينا بقيمة توزيع الأرباح التي يمكن أن تتخطى قيمة الأرباح المتحققة من انخفاض السعر؛ وبذلك يكون البيع على المكشوف قد حقق أرباحا نتيجة انخفاض السعر، ولكنه خسرها نتيجة دفع بدل توزيع الأرباح الذي استحقه السهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version