منذ فوز والده في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، أصبح دونالد ترامب الابن أحد أبرز المدافعين عن رؤية “اجعل أميركا عظيمة مجددا”، حيث استثمر في قطاعات تعكس سياسات الإدارة الجديدة، وفقا لما أوردته فايننشال تايمز.

وذكر التقرير، الذي أعده أليكس روجرز، وجيمس فونتانيلا خان، وبول كاروانا جاليزيا، أن ترامب الابن انضم منذ الانتخابات إلى مجموعة صغيرة من المستثمرين الذين يدعمون أجندة والده الاقتصادية، حيث ضخ أموالا في شركات تنشط في مجالات التمويل، والإعلام، والأدوية، والأسلحة، والعملات المشفرة، المراهنات، والكحول، مستفيدا من موجة القومية الاقتصادية التي عززها الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.

استثمارات في مواجهة “التنوع والحوكمة البيئية”

وأوضح التقرير أن ترامب الابن يركز استثماراته على الشركات التي تعارض مبادئ التنوع والمساواة والحوكمة البيئية، والتي تعتبرها إدارة والده عبئا على ريادة الأعمال والنمو الاقتصادي.

وخلافا لفترة رئاسة ترامب الأولى، يبتعد دونالد الابن وإخوته عن المناصب الحكومية، مما يتيح لهم العمل بحرية أكبر، بينما يستفيدون في الوقت ذاته من قربهم المباشر من الرئيس.

الإعلام والتأثير السياسي

ويُعد ترامب الابن الأكثر نشاطا سياسيا بين أبناء ترامب، حيث كان له دور بارز في دعم اختيار جيه دي فانس نائبا للرئيس. كما يروج لرؤية “أميركا أولا” من خلال البودكاست الخاص به “تريجرد”، الذي يُبث عبر منصة “رامبل”، التي تُعرف بأنها بديل محافظ لموقع يوتيوب.

ومنذ الانتخابات، أصبحت الشؤون المالية لعائلة ترامب أكثر ارتباطا ببعضها البعض. فقد عيّن الرئيس ابنه الأكبر وصيا وحيدا على مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا، مما منحه سيطرة على حصة بقيمة 3.2 مليارات دولار في الشركة الأم لمنصة “تروث سوشيال”.

مكاسب مالية واتهامات بالمحاباة

وحصل ترامب الابن على أسهم تزيد قيمتها على 779 ألف دولار، إضافة إلى رسوم بقيمة 33 ألفا و900 دولار مقابل عضويته في مجلس إدارة مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا في عام 2024.

ووافقت الشركة مؤخرا على خطط توسعية، تشمل إطلاق صندوق مؤشرات متداولة مرتبط بالبيتكوين، بالإضافة إلى خطط للاندماج والاستحواذ على شركات أخرى.

ورغم هذه التحركات، سجل سهم المجموعة انخفاضا بنسبة 50% خلال العام الماضي، في ظل استمرار الخسائر التشغيلية، وفقا لإفصاح قدمته الشركة إلى هيئة الأوراق المالية.

استثمارات في الشركات الناشئة والتكنولوجيا المالية

ويُعد قطاع التكنولوجيا والأسلحة والعملات المشفرة من أبرز المجالات التي يركز عليها ترامب الابن، حيث أصبح مستشارا أو عضو مجلس إدارة في 3 شركات مدرجة في البورصة الأميركية بين نوفمبر/تشرين الثاني 2024 وفبراير/شباط 2025، وهي:

  • “أنيوجوال ماشينز”: شركة تصنيع الطائرات المسيرة.
  • “بابليك سكوير”: سوق إلكتروني بميول محافظة.
  • “دوميناري هولدينغز”: شركة للتكنولوجيا المالية.

وحقق ترامب الابن مكاسب ضخمة، حيث ارتفع سعر “أنيوجوال ماشينز” بشكل كبير بعد انضمامه إلى مجلس إدارتها، كما زادت قيمة أسهمه في “دوميناري” إلى أكثر من 7 ملايين دولار بعد تعيينه في مجلسها الاستشاري، مما دفع سعر السهم للارتفاع بنسبة 74% خلال يومين.

علاقة متشابكة مع العملات المشفرة

وتشير فايننشال تايمز إلى أن ترامب الابن يواجه اتهامات بالتربح من موجة العملات المشفرة، حيث روّج العام الماضي لمنصة “وورلد ليبرتي فايننشال” مع والده وإخوته، وهي منصة يدعمها الملياردير الصيني جاستن صن، المتهم بقضايا احتيال من قبل هيئة الأوراق المالية الأميركية.

وأطلق ترامب الابن مشروعا خاصا بالعملات المشفرة قبل أيام من تنصيب والده، محققا ما لا يقل عن 350 مليون دولار خلال 3 أسابيع، وهو أمر أثار مخاوف بشأن تضارب المصالح.

شراكات جديدة في قطاع الأعمال

وفي أعقاب الانتخابات، أصبح ترامب الابن شريكا في 1789 كابيتال، وهي شركة استثمارية في الأسهم النامية تركز على شركات تتجنب معايير البيئة والمجتمع والحوكمة، بقيادة المدير التنفيذي السابق في بنك أوف أميركا، أوميد مالك.

وبعد انضمامه، حصل ترامب الابن على منصب في مجلس إدارة شركة “بلينك آر إكس” لخدمات توصيل الأدوية عبر الإنترنت، كما أصبح مستشارا لمنصة بيع الأسلحة عبر الإنترنت “غراب آي غان”.

وتشير هذه التحركات إلى أن ترامب الابن ليس مجرد وريث سياسي، بل أصبح لاعبا اقتصاديا بارزا، مستفيدا من الأجندة القومية الاقتصادية التي يتبناها والده. ومع ذلك، فإن الانتقادات حول تضارب المصالح، والمكاسب الضخمة من استثمارات مرتبطة بسياسات الإدارة، تثير تساؤلات عن مدى شفافية هذه الأنشطة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version