تعمقت الأزمات التي تواجه مجموعة أداني الهندية بعد خفض التصنيف الائتماني من وكالتين إضافيتين، مما زاد من التداعيات الناجمة عن اتهام الولايات المتحدة للمؤسس الملياردير غوتام أداني في قضية رشوة بقيمة 265 مليون دولار.

ووفقًا للائحة الاتهام الأميركية، فإن معظم هذه الرشاوى استُخدمت لتأمين اتفاقيات شراء طاقة في ولاية أندرا براديش الهندية، وهو ما دفع الولاية إلى النظر في تعليق إحدى صفقاتها المرتبطة بالمجموعة.

يأتي هذا في وقت تشهد فيه المجموعة انتكاسات مستمرة، إذ خفضت وكالة موديز تصنيفها لـ7 شركات تابعة للمجموعة إلى “سلبي”، مشيرة إلى أن الاتهامات قد تضعف قدرة المجموعة على الوصول إلى التمويل وتزيد من تكاليف رأس المال.

أثر الاتهامات

ومن بين المشروعات التي تأثرت مشروع تطوير ميناء في سريلانكا، فقد أعلنت الجهات الحكومية هناك أنها تراجع تداعيات الاتهامات قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن التعاون مع المجموعة، وفق رويترز.

وأوضحت وزارة المالية السريلانكية أن قرارها سيُبنى على التقارير المقدمة إليها من الجهات المعنية.

وفي الوقت نفسه، قالت وكالة فيتش إنها وضعت سندات أداني بالدولار وسندات الروبية تحت المراقبة مع احتمال خفض التصنيف، مؤكدة أن ذلك قد يؤثر على أسعار ديون المجموعة. وشملت السندات المتأثرة كيانات مثل “أداني إنرجي سوليوشنز” و”أداني إليكتريسيتي مومباي”.

خسائر مالية وضغط على الأسهم

ومنذ الإعلان عن الاتهامات، فقدت المجموعة 34 مليار دولار من قيمتها السوقية في غضون أيام قليلة، بحسب رويترز.

وسجل سهم “أداني غرين إنرجي” أكبر خسارة، إذ انخفض بنسبة 7.3% يوم الثلاثاء، بينما انخفضت أسهم شركات أخرى مثل “أداني ويلمار” بنسبة 2.3%.

وتأثرت خطط المجموعة أيضًا بتجميد شركة “توتال إنرجيز” الفرنسية استثماراتها في مشاريع “أداني”، مؤكدة أنه لا توجد التزامات مالية جديدة قيد المناقشة.

آثار ممتدة على التمويل والديون

وأوضحت تقارير أن مجموعة أداني قد تواجه تحديات إضافية في جمع رأس المال من الأسواق الأجنبية بما قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفة ديونها. ورغم أن بعض سندات أداني شهدت استقرارا طفيفا وارتفاعا في الأسعار الثلاثاء، فإن بعضها خسر بين 8 إلى 12 سنتا منذ انتشار أخبار الاتهامات.

ونفت مجموعة أداني جميع الاتهامات، سواء في القضية الجنائية أو القضية المدنية المرتبطة بها، وأكدت أنها ستتخذ كل الإجراءات القانونية للدفاع عن سمعتها ومصالحها، مشيرة إلى أن الاتهامات لم تشمل سوى عقد واحد من إجمالي أعمالها الضخمة.

القضية الحالية ليست الأولى التي تواجه فيها مجموعة أداني اتهامات تهدد مكانتها؛ ففي العام الماضي واجهت المجموعة تقريرا من شركة هيندينبرغ ريسيرش يزعم سوء استخدامها للملاذات الضريبية الخارجية.

ورغم نفي المجموعة لهذه الادعاءات، فإن التقرير تسبب في انخفاض كبير في أسهمها آنذاك.

خلفية عن أداني

مجموعة أداني عبارة عن تكتل شركات هندية متعددة الجنسيات، يقع مقرها الرئيسي في مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات (غربي الهند). أُسست عام 1988 على يد غوتام أداني، وهو رجل أعمال بارز وأحد أغنى الأشخاص في الهند والعالم.
القطاعات التي تعمل فيها مجموعة أداني:

البنية التحتية: تطوير وتشغيل الموانئ والمطارات.

  • الطاقة: توليد الكهرباء، ومن ذلك الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية وطاقة الرياح) والطاقة التقليدية.
  • التعدين: تعدين الفحم والمعادن.
  • الزراعة: تجارة السلع الزراعية وإدارة التخزين.
  • الخدمات اللوجستية: النقل البحري والبري والتخزين.
  • الغاز والبتروكيماويات: استكشاف الغاز الطبيعي وإنتاجه وتوزيعه.
شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version