تناولت شيفالي كوكريجا، رئيسة قسم المخاطر والامتثال في شركة التأمين العملاقة “نيب” بنيوزيلندا، رؤيتها لتحويل إدارة المخاطر من مجرد آلية امتثال إلى ميزة إستراتيجية تدفع للابتكار والنمو، في مقال نشرته مجلة فوربس.

واستعرضت كوكريجا 5 خطوات أساسية لتحقيق هذا التحول، مستندةً إلى خبرة تمتد لأكثر من 23 عاما في دمج إدارة المخاطر مع إستراتيجيات الأعمال.

1. إدارة المخاطر بدافع الأهداف والقيم

كشفت كوكريجا عن أهمية تحويل إدارة المخاطر إلى وظيفة مدفوعة بالقيم، مشددةً على أهمية الشفافية والمسؤولية في جميع الأنشطة. وأوضحت أن القادة، بدءا من مجلس الإدارة إلى الموظفين، يجب أن يجسدوا ثقافة أخلاقية تعزز الثقة وتُمكّن من اتخاذ قرارات مستدامة.

على سبيل المثال، طورت كوكريجا لوحة بيانات لمؤشرات المخاطر على مستوى مجلس الإدارة. هذا النظام يربط بين المخاطر الإستراتيجية والمالية وغير المالية، مما يُمكّن من تحسين الشفافية واتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.

2. دمج إدارة المخاطر مع إستراتيجية الأعمال

وركزت كوكريجا على ضرورة مواءمة أطر إدارة المخاطر مع رؤية المنظمة. يتم ذلك من خلال تقييم المخاطر عند اتخاذ قرارات إستراتيجية، مثل إطلاق منتجات جديدة أو عمليات الدمج.

على سبيل المثال، شددت كوكريجا على أهمية اختبار مرونة الشركة في مواجهة اضطرابات السوق، مثل تغيرات سلاسل التوريد أو التحولات التنظيمية. هذا يضمن استعداد المنظمة للتغيرات غير المتوقعة.

3. التركيز على النتائج الموجهة للعملاء

أكدت كوكريجا على أهمية إعادة صياغة دور إدارة المخاطر بحيث يدعم تحسين تجربة العملاء وتعزيز الثقة. وأشارت إلى ضرورة تحليل رحلة العميل بالكامل لتحديد المخاطر وتقليلها.

على سبيل المثال، أظهرت كوكريجا كيف يمكن لأداة مراقبة ردود الفعل أن تكشف عن مشكلات نظامية، مثل تأخير معالجة المطالبات. وباستخدام هذه البيانات، يمكن تحسين العمليات وتعزيز الكفاءة.

4. استخدام التكنولوجيا للحصول على رؤى فورية

وشددت كوكريجا على أهمية الاستفادة من تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية لتوقع الاتجاهات وتحديد نقاط الضعف قبل أن تؤثر على العمليات.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين أداء الجودة، واكتشاف الاحتيال، وتخصيص النصائح المالية. هذا النهج يقلل المخاطر ويعزز القدرة التنافسية.

business Entrepreneurs

5. إطار عمل مرن ومتكيّف لإدارة المخاطر

أوصت كوكريجا بتحديث إطار العمل باستمرار ليعكس التغيرات الجديدة في المخاطر والتوقعات التنظيمية. وأكدت على أهمية مراجعة الإطار بانتظام لضمان مرونته.

على سبيل المثال، ذكرت أهمية الاستفادة من مراجعات ما بعد الحوادث لتحسين الاستجابة والتخطيط للمستقبل.

وتختتم كوكريجا بالقول إن إدارة المخاطر يجب أن تتجاوز كونها مجرد ضرورة امتثال. عندما تصبح إدارة المخاطر أداة إستراتيجية، فإنها تدعم النمو، والابتكار، وبناء الثقة مع العملاء.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version