على مدار شهر من العمل المتواصل، استطاع الخطاط الفلسطيني عادل فوزي عودة (45 عاما) تحويل مسجد قرية رنتيس -غربي مدينة رام الله- إلى لوحة فنية، مزركشا إياه بآيات قرآنية وزخارف إسلامية.

يمزج الفلسطيني عودة بين الخط العربي والرسم العثماني في عمله، ويقول إنهما “توأمان”. ويعتمد ألوانا يقول إنها “إسلامية وتتمثل في اللون الأخضر الغامق، والكموني والذهبي والأزرق التركوازي”.

ويعمل عودة، الذي امتهن الخط منذ ما يزيد على 20 عاما، لساعات طويلة، وعن ذلك يقول إن “العمل يشدك للاستمرار حتى تنتهي من آية أو لوحة فنية”.

وأشار إلى أن العمل يحتاج إلى كثير من الدقة والوقت الطويل، والأهم الشغف وحب العمل.

ورغم أن عودة يعول أسرته من هذا العمل المتخصص في زخرفة المساجد، فإنه لا يزال يرى في عمله موهبة محببة لقلبه وروحه.

إذ يمسك فرشاة الألوان واقفا أمام لوحة فنية يضع لمساته الأخيرة عليها، وينشد بعض الأناشيد الدينية، ويشير إلى قدرته على العمل “لساعات طويلة من دون أن أشعر بالملل أو التعب”.

ويقف أمام لوحة مزخرفة بداخلها آيات قرآنية، ويقول “عندما ترى هذا الجمال بعد ساعات وأيام من العمل، تشعر أنك أنجزت كثيرا”.

البداية

وعن بدايته، يقول الخطاط الفلسطيني إنه شغف بالخط منذ طفولته حينما كان يبلغ من العمر 13 عاما، وبدأ يثقف نفسه ويتدرب على الخط عبر التعلم من كراسات الخط وكتب قواعد الخط العربي.

وأضاف أنه درس كتبا لكبار الخطاطين المصريين والسوريين والعراقيين والأتراك.

وأوضح أنه بدأ مشواره العملي من دار الخط العربي بمدينة نابلس (شمال)، ليصبح اليوم واحدًا من أشهر الخطاطين الفلسطينيين، الذين يحولون جدران المساجد الداخلية إلى لوحات فنية.

كما تلقى عودة دورات تدريبية على يد كبار الخطاطين العراقيين في مدينة بغداد.

على مدار شهر من العمل المتواصل، استطاع الخطاط الفلسطيني عادل فوزي عودة (45 عاما)، تحويل مسجد قرية "رنتيس" غربي مدينة رام الله، إلى لوحة فنية، مزركشا إياه بآيات قرآنية وزخارف إسلامية. يمزج الفلسطيني عودة، بين الخط العربي والرسم العثماني في عمله، ويقول إنهما "توأمين". ويعتمد ألوانا يقول إنها "إسلامية وتتمثل باللون الأخضر الغامق، والكموني والذهبي والأزرق التركوازي". ( Issam Rimawi - وكالة الأناضول )

روح خاصة

ويرى عودة أن الخط اليدوي لا يزال يحافظ على قيمته رغم التطور التكنولوجي وإدخال الحاسوب في المهنة.

ويوضح أن “الأجهزة الحديثة في بعض الأحيان تعجز عن عمل ما، وأيضا الكتابة اليدوية تجعل للوحة روحا خاصة (..)، وهو ما لا تجده في الخطوط المحوسبة”.

ورغم انشغالاته وطول ساعات العمل، فإنه يسعى جاهدا لتعليم الخط العربي لمحبيه عبر دورات خاصة، ويقول إنه خرج نحو 300 طالب في السنوات الأخيرة.

وتعبيرا عن حبه وعشقه للخط، حوّل عودة سقف منزله الواقع في بلدة حوارة (جنوبي نابلس) إلى لوحة فنية من الخطوط العربية والرسومات والآيات القرآنية، ويقول إنها “لوحة فسيفساء بالرسم”.

جوائز

فاز عودة في العامين 2001 و2003 بالمرتبتين الأولى والثالثة في مسابقة خط الرقعة التي نظمها مركز “إرسيكا” التابع لمنظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول التركية.

وإرسيكا هو مركز أبحاث إسطنبول للثقافة والفنون الإسلامية، وهو أول مركز ثقافي وجهاز فرعي لمنظمة التعاون الإسلامي، تأسس عام 1979.

كما شارك الخطاط الفلسطيني في معارض عربية، أبرزها في مدينة دبي الإماراتية، إلى جانب مجموعة من الخطاطين من دول عربية وإسلامية.

وعام 2016، فاز بالمركز الثاني بمسابقة ملتقى رمضان في دبي، في خطوط الثلث والنسخ والمحقق، كما شارك في كتابة أكبر مصحف بالعالم الإسلامي.

يقول عودة إنه عمل “في مئات المساجد بالضفة الغربية، وبلدات عربية بالداخل المحتل (إسرائيل)”.

وأوضح أنه كتب ورسم بعض اللوحات لمساجد في دول عربية، التي تم تفريغها عبر الحاسوب ونقلها على جدران تلك المساجد.

مواهب متعددة

وللفنان عودة مواهب متعددة، تنبع كلها من عشقه القرآن الكريم، الذي يحفظه عن ظهر قلب، ويتلوه بما وُهب من صوت ندي، جعله في كثير من الأوقات يتقدم لإمامة المصلين.

كما يعزف الفنان الفلسطيني العود والغيتار، وينشد الموشحات الإسلامية.

ولفت إلى أن حفظه للقرآن الكريم سهل من عمله كثيرا، إذ يمكنه “معرفة الآية المناسبة وبمعنى متكامل في مساحة ما”.

وسهل له أيضا قراءة نصوص معقدة، خاصة المكتوبة بخط الثلث، وفق تعبيره.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version