يُصادف اليوم الاثنين 15 مايو/أيار “اليوم الدولي للأُسر” (International Day of Families) الذي تُقيمه منظمة الأمم المتحدة، وبقدر ما نعلم أهمية الأسرة ودورها سواء بتأسيس الأبناء أو تقديم أفرادها الدعم لبعضهم بعضا، لكن أحيانا نحتاج إلى ما يُذكرنا بذلك، خاصة أمام نمط الحياة السريع والانشغال المستمر.

لذا في اليوم الدولي للأُسر، نستعرض قائمة من الأفلام الأجنبية المتنوعة التي صدرت في القرن الحالي وتناولت “ثيمة العائلة”، بكل ما يتعلق بها من صراعات وعلاقات إنسانية معقدة.

العائلة كما يراها الصغار

من عالم الرسوم المتحركة نرشح لكم اليوم 3 أفلام، هي “كوكو” (Coco)، و”إلى الأمام” (Onward)، و”إنكانتو” (Encanto)، وهي أعمال -على اختلاف حبكاتها- تتمحور حول ثيمات متقاربة أساسها الابن/الابنة الذي ينتمي لعائلة لا تُشبهه أو تتقبل اختلافه، مما يضطره للتمرد وإثبات الذات في ظل شعور طاغ بالوحدة.

وذلك بالتزامن مع محاولة البطل/ة العثور على إجابة عن تساؤل حتمي ومؤرق، أيهم أهم اتباع الشغف وعدم الانسياق خلف القطيع أم الانتماء إلى الأسرة على حساب الذات أم ثمة سبيل لتقارب وجهات النظر بين العالمين؟ وهو ما نكتشفه عبر مغامرات شديدة الإثارة والتشويق تجمع بين الدراما والموسيقى والكثير من الفانتازيا والخيال.

تدور أحداث فيلم “إنكانتو” حول عائلة أفرادها يتمتعون بقدرات سحرية، باستثناء “ميرابيل” التي تُحرم من الموهبة والأسوأ أنها تتسبب بالكثير من المشكلات فتنبذها العائلة وتتشائم منها، لكن حين توضع حياة العائلة بأكملها على المحك، وحدها ميرابيل تستطيع الوصول إلى حل وإنقاذ الجميع.

أما فيلم “كوكو” الذي تدور أحداثه في المكسيك، فيحكي عن “ميغيل” الطفل الذي يعشق العزف والغناء، وبسبب تاريخ قديم للعائلة تُحرّم الجدة على نسلها ممارسة هذا النوع من الفن، وهنا يتمرد ميغيل ويقرر الدفاع عن حلمه باستماتة، لكن مع توالي الأحداث يُغير الكثيرون قناعاتهم ويكتشفون أن للحب أوجه كثيرة أخرى.

فلسفة إعادة الاكتشاف

بخلاف الرسوم المتحركة، هناك أفلام درامية أيضا تمحورت حول العائلات والعلاقات المعقدة بين أفرادها، كاشفة كيف يمكن أن تحيا مع عائلتك لسنوات بدون أن تتعرّفوا إلى بعضكم حقا في ظل مسافة شاسعة تفصل بينكم ليس بالضرورة جسديا ولكن على مستوى الروح.

غير أن ظروفا تطرأ وتُحتّم على الأسرة البقاء معا والتعامل عن قُرب للحد الذي يُعيد صياغة العلاقات بين أفرادها الذين يعيدون اكتشاف أنفسهم واكتشاف الآخر ومحاولة تفهّم اختلافه ورؤية نقاط قوته.

ومن الأفلام التي حققت ذلك وننصحكم بمشاهدتها فيلم “ليتل ميس سانشاين” (Little Miss Sunshine) الحائز على جائزتي أوسكار، والذي يدور حول فتاة صغيرة تحلم بالاشتراك في مسابقة ملكة جمال الأطفال.

وحين تتاح الفرصة أمام الطفلة، تضطر أسرتها للسفر معا مسافة طويلة بسيارة متهالكة، وخلال الرحلة التي ينضم إليها كل فرد على مضض، يعيدون اكتشاف أنفسهم واكتشاف الآخر محاولين تفهّم تفرّده ورؤية اختلافه كمركز قوة لا ضعف، مما يُعيد صياغة العلاقات بينهم ويزيدهم تقاربا وأُلفة.

علاقات من أرض الواقع

أفلام مثل “قصة زواج” (Marriage Story) تمنحنا صورة أكثر واقعية عن “الزيجات” حين تنتهي رغم الحب القديم والأحلام المشتركة، ويضطر الأزواج للطلاق وبالوقت نفسه الاستمرار في حياة بعضهما والتعامل معا من أجل مصلحة الأبناء، مع كل ما قد يحمله لهم ذلك من ألم أو أمل بالعودة من جديد، خاصة حين يكون الانفصال بناء على رغبة طرف واحد فقط وليس الاثنين.

“قصة زواج” تأليف وإخراج “نواه بومباك”، وبطولة سكارليت جوهانسون وآدم درايفر، وقد شبهه بومباك بالمشروع الشخصي كونه مستوحى من انفصاله عن زوجته وكذلك من طلاق والديه وتجربتي انفصال مر بها أعز أصدقائه.

يستعرض العمل حكاية تشارلي ونيكول اللذين جمع بينهما العمل والزواج لسنوات طويلة أثمرت عن طفل، وما لم يتوقعاه هو أن يصل بهما الأمر في النهاية إلى قاعة المحكمة والتراشق حَد العداء، فأين اختفى الحب؟

إذا كنتم من هواة تلك النوعية من الأفلام التي تركّز على استعراض العلاقات الأسرية الثنائية، نرشح لكم أفلام أخرى مثل “الزوجة” (The Wife)، و”الأب” (The Father)، و”الابن” (The Son).

الأسرة بعيون غير أميركية

أما من الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، فنرشح لكم الفيلم الكندي “كودا” (Coda) الحائز على 3 جوائز أوسكار. العمل يحكي عن أسرة من 4 أفراد، الأب والأم والابن من الصم والبكم، أما الابنة فلا تعاني نفس المعاناة، مما يضطرها لأن تكون مسؤولة عن الكثير من شؤون الأسرة.

وبمرور الوقت وتقدم الابنة بالعمر تتعارض أحلامها والطريق الذي تتمنى أن تشقه لنفسها، وشعورها بالذنب تجاههم ورغبتها باستكشاف الحياة، فتقف حائرة، لا تعرف أين السبيل.

ترشيحات لعشاق الكوميديا

أخيرا إذا كنتم من عشاق الأفلام الكوميدية الخفيفة الصالحة للمشاهدة العائلية أو قضاء عطلة ماتعة، فعلى الأغلب سيعجبكم فيلم “تذكرة إلى الجنة” (Ticket to Paradise) بطولة جوليا روبرتس وجورج كلوني.

وفيه يلعبان دور زوج وزوجة سابقين انفصلا منذ سنوات طويلة، وشاء القدر أن يلتقيا مجددا من أجل زواج ابنتهما من شاب غير أميركي لا يجدونه مناسبا لها فيقرران التنسيق معا وتنحية خلافاتهما القديمة جانبا لإفساد الزيجة، وهو ما يجري في إطار طريف أشبه بكوميديا التسعينيات الرومانسية التي يفتقدها الكثير من جيل الثمانينيات والسبعينيات.

ومن الفئة نفسها نرشح لكم أيضا فيلم “يوم نعم” (Yes Day) الذي يحكي عن أسرة من أم وأب و3 أبناء، تحترف الأم قول كلمة “لا” أمام غالبية المواقف، مما يؤثر على أداء الأبناء الدراسي والشخصي. وهنا ينصح أحد المعلمين الزوجين بمنح الأبناء من وقت لآخر يوما لا يقولون فيه إلا كلمة “نعم” على كل ما يطلبه منهم أولادهم، وهو ما يجربونه بالفعل، تُرى كيف كانت النتيجة؟

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version