كشف الإعلامي الأميركي كونان أوبراين عن أنه تلقى مكالمة مفاجئة من الممثل الراحل روبن وليامز، الذي قدّم له الدعم بعد إقالته من برنامج “ذا تونايت شو” (The Tonight Show) الذي تبثه قناة “إن بي سي” الأميركية.

وكان أوبراين تولى تقديم البرنامج خلفا لجاي لينو ابتداء من الأول من يونيو/حزيران 2009، قبل أن تقرر القناة إقالته يوم 22 يناير/كانون الثاني 2010 وإعادة لينو.

ونقلت مجلة “فاراييتي” عن أوبراين قوله: “كنت محظوظا بما يكفي لأن أعيش بعض اللحظات الرائعة مع روبن وليامز قبل وفاته. ومن أبرز تلك اللحظات بالنسبة لي كانت عندما مررت بفضيحة ’ذا تونايت شو‘. انتهى البرنامج أخيرا، ولم أكن أعرف إذا ما كنت أمتلك مستقبلا مهنيا بعد ذلك. كنت مستلقيا على أرضية غرفة المعيشة في منزلي، ورن الهاتف. رفعت السماعة، وكان المتصل روبن وليامز”.

ونقلت المجلة الأميركية عن الإعلامي الشهير قوله في بودكاسته الخاص “كونان أوبراين يحتاج إلى صديق” (Conan O’Brien Needs a Friend)، “لا أعرف حتى كيف حصل على رقم هاتفي. [وليامز سأل:] ’كيف حالك، يا رئيس؟‘ وقال لي: ’ستكون على ما يرام، ستكون رائعا‘”.

ثم أخبر وليامز أوبراين أن يتوجه إلى محل دراجات في سانتا مونيكا، حيث كان قد حجز له دراجة ليستخدمها ليوم واحد. وكان كلاهما من عشاق ركوب الدراجات في ذلك الوقت.

وأضاف الإعلامي (61 عاما) أنه قال له “ماذا؟” فرد قائلا: “لا، لا، فقط اذهب إلى هناك. قم بجولة وستشعر بتحسن”. وأضاف أنه ذهب إلى المحل، وكانت الدراجة من نوع كولناغو، وهي دراجة راقية جدا. وقال لي: “طلبت منهم أن يطلوها بألوان أيرلندية مجنونة”. وصلت إلى هناك وكانت الدراجة قبيحة للغاية، كانت مليئة باللون الأخضر ورسومات النقل وكل شيء. وقال لي: “ستحب هذه الدراجة، يا رئيس. لا تقلق”.

وختم، “شكرت روبن مرات عديدة. لم أكن أصدق أنه كان يفكر بي”.

من جانبه، قال إيريك آيدل -أحد أصدقاء وليامز المقربين- إن وليامز اعتاد القيام بمثل هذه التصرفات، فقد “كان يبذل جهدا كبيرا لجعلك تشعر بتحسن. هذا هو روبن بكل ما فيه: الكرم واللطف الممزوجان بروحه الفكاهية ليست مزيجا شائعا”.

وأوضح آيدل أنه تعلم من وليامز كيف يكون كريما مع المعجبين. وقال: “كنت أخبرهم فقط أن يذهبوا للجحيم، وكانوا يضحكون ويذهبون. وكان هذا الأسلوب ناجحا. لكنني شاهدت روبن ورأيت تعاطفه، وتذكرت أن هذه اللحظة هي لحظة كبيرة في حياة أحدهم، لأنهم انتظروا طويلا وهم يحبونك ويريدون هذه اللحظة. لذلك إذا كنت فظا أو مهملا، ستترك لهم ذكرى سيئة”.

وكان وليامز توفي عن 63 عاما، إذ عثر مساعده الشخصي على جثته يوم 11 أغسطس/آب 2014 بمنزله في تيبورون بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، حيث قضى مختنقا بسبب الشنق، حسب تقرير الشرطة المحلية.

وقبل وفاته، كان وليامز يعاني من المراحل المبكرة لمرض الشلل الرعاش (باركنسون) ومن اكتئاب حاد، حسب ما أكدت أرملته سوزان شنايدر بعد وقت قصير من وفاته.

وقدم الممثل الراحل خلال مسيرته العديد من الأفلام الأيقونية، مثل “صباح الخير يا فيتنام” (Good Morning, Vietnam) في 1987، و”مجتمع الشعراء الأموات” (Dead Poets Society) في 1989، و”السيدة داوتفاير” (Mrs. Doubtfire) في 1993، إلى جانب “غود ويل هانتينغ” (Good Will Hunting) الذي حاز عنه جائزة الأوسكار ضمن فئة أفضل ممثل بدور مساعد سنة 1998.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version