تناولت الإعلامية ريتا خان تأثير الصوابية السياسية على صناعة السينما العالمية، متسائلة إن كان هذا المفهوم الذي بدأ بهدف الحد من الإهانات والتنميط قد وصل إلى درجة من التشدد أفسد الغاية الأصلية منه.

وأوضحت في حلقة جديدة من برنامج “مراجعات ريتا” أن الصوابية السياسية تعني في الأساس تجنب الإساءة لأي شخص بناء على العرق أو الجنس أو الشكل أو البنية الجسدية، وهو ما جعلها تلعب دورا مهما في السينما، خاصة بعد عقود من الاعتماد على التنميط السلبي وتقديم شخصيات معينة بشكل متحيز.

وأشارت ريتا إلى أن السينما في الماضي اعتمدت على تصوير العرب مثلا كإرهابيين أو بدو ساذجين، في حين شهدت مواقف مثل رفض الممثل المصري الأميركي رامي مالك لعب دور إرهابي عربي في فيلم “لا وقت للموت” نقلة نوعية، إذ رفض أن يكون جزءا من هذا التنميط المستمر.

وتحدثت ريتا أيضا عن التنميط الجندري، مشيرة إلى أن سلسلة “جيمس بوند” كرست صورة البطلات كعناصر جذب وإغراء، وقللت من أدوار النساء إلى مجرد أدوات لإظهار قوة البطل، كما استعرضت معاناة سلمى حايك التي حُصرت لفترة طويلة في أدوار “الحسناء المثيرة” رغم رغبتها في أداء أدوار كوميدية.

وأضافت أن التنميط لم يقتصر على الأفراد، بل شمل بلدانا بأكملها، مثل تصوير دول أميركا اللاتينية على أنها موطن المخدرات والهجرة غير النظامية، واستشهدت بتجربة مايكل بينيا الذي قضى سنوات يؤدي أدوار رجل العصابات، قبل أن يسمح له بتمثيل شخصية رائد فضاء في فيلم “المريخي”.

ورأت ريتا أن الصوابية السياسية جاءت استجابة لاعتراضات الجمهور على هذا التحيز، مشيرة إلى أفلام أحدثت نقلة نوعية مثل “12 عاما من العبودية” و”سلمى”، حيث قدمت شخصيات تعكس تجارب إنسانية واقعية بعيدا عن التنميط.

لكنها تساءلت عن الجانب السلبي لتطبيق الصوابية السياسية، مشيرة إلى أن بعض الأعمال قد تلجأ إلى الإفراط في تجنب الإهانة، مما يؤدي إلى تقييد الإبداع، وأكدت أن الهدف ليس فقط تحقيق العدالة، بل تقديم شخصيات حقيقية ومعقدة تعكس التنوع الإنساني.

واختتمت ريتا الحلقة بتأكيدها على أن السينما بصفتها فنا عالميا يجب أن توازن بين احترام الحساسيات الثقافية وتعزيز الإبداع، بحيث تقدم قصصا تنبض بالإنسانية وتلهم الجمهور، دون الوقوع في فخ الإفراط أو السطحية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version