سلطت حلقة (2024/12/18) من برنامج “موازين” الضوء على واقع اللغة العربية والتحديات التي تواجهها، وتساءلت عن أسباب تراجع الاهتمام بالعربية خاصة في الدول العربية.

وبحسب الأمم المتحدة، تعد اللغة العربية إحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما في العالم، إذ يتكلمها ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان المعمورة.

وتتوقع الإحصائيات أن تصبح العربية اللغة الأم لنحو 647 مليون نسمة بحلول عام 2050، أي ما يشكل نحو 7% من سكان العالم.

غير أن ما تظهره الأرقام لا يعكسه واقع اللغة العربية في الدول العربية، وهو ما أشار إليه أستاذ اللغة العربية في كلية القانون الكويتية العالمية، محمد حسان الطيان، حيث قال إن واقع العربية يذكّره بقول الشاعر أبي نواس:
“تعجبين من سَقَمي.. صحتي هي العجبُ”. والمقصود أن العربية مازالت باقية وراسخة رغم الأخطاء ورغم ما يراد لها من الهدم.

ووصف واقع اللغة العربية بأنه أسوأ مما يتصور، لأن “مستوى الطلبة لا يبشر بخير”، فمثلا هناك من الطلبة من لا يحسن قراءة سطر باللغة العربية بطريقة سليمة. غير أن أستاذ اللغة العربية يرى في المقابل أن هناك ما يثلج الصدر في موضوع اللغة العربية، ويعطي مثالا بطفل صغير صادفه أنشد قصائد للشاعرين كعب بن زهير وأبي الطيب المتنبي، ويقول إن الطفل عندما يربّى على الفصاحة سينشأ فصيحا سليم اللسان وقوي الجنان.

وعن دور وسائل الإعلام في شد الناس أو تنفيرهم من اللغة العربية، أشار الطيان إلى أن بعض الإعلام يخاطب المتلقي بلغة رصينة وجميلة، لكن البعض الآخر يضج بالأخطاء لأن هناك تهاونًا في موضوع اللغة ويحتاج إلى علاج، مشيرا إلى أن البرامج والحوارات التلفزيونية والدراما وأفلام الأطفال كلها تخدم اللغة.

ومن جهة أخرى، لا يرى أستاذ اللغة العربية -في حديثه لبرنامج “موازين”- وجود خوف من اندثار اللغة العربية الفصحى أو أن تنوب عنها اللهجات المحلية، لأن القرآن الكريم محفوظ بين يدي الناس.

ولفت أيضا إلى دور الاستعمار في طمس اللغة والهوية في الدول العربية التي خضعت للاستعمار الأجنبي، لكنه يؤكد أن الجزء الأكبر يتحمله العرب وأهل اللغة.

وعن دور المجامع اللغوية في الحفاظ على اللغة العربية، شدد سعد مصلوح، وهو أستاذ اللسانيات والصوتيات وعضو المجمع اللغوي الليبي على أهمية هذه المجامع، وقال إن هدفها واحد وهو اللغة العربية، ولكنه تساءل: ما الحكمة أن يكون لكل قطر عربي مجمع لغوي؟

ومع تأكيده على أهمية القرار السياسي، أشار مصلوح إلى أن اللغة العربية لا تشغل القيادات السياسية، ولم يهتموا بقضة اللغة لا في الميزانيات المرصودة ولا في القرارات السياسية، ولذلك تحولت المجامع اللغوية إلى مؤسسات إشهارية.

ولخص الأستاذ الليبي التحديات التي تواجهها اللغة العربية في قوله “غفلتنا عن هويتنا”، وشدد على أن اللغة العربية تحتاج إلى قرارات سياسية في التعليم وفي الإعلام.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version