أثارت إصابة البابا فرانشيسكو بالتهاب رئوي مزدوج ونقله إلى مستشفى جيميلي في روما الأسبوع الماضي، العديد من التساؤلات حول من سيقود الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية في المستقبل. وأفادت صحيفة “ذا إندبندنت” البريطانية أن حالة الحبر الأعظم البالغ من العمر 88 عاما توحي بأنها “معقدة”.
لكن دار الصحافة التابعة للفاتيكان أكدت أنه أمضى أمس الأربعاء ليلة هادئة بعد أن خضع لفحص بالأشعة المقطعية للصدر، بناء على توصية الفريق الصحي الفاتيكاني وفريق الأطباء في مستشفى جيميلي.
وذكرت صحيفة إندبندنت أن مرض البابا أدى إلى إلغاء فعاليات كانت مقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وألقى أيضا بظلاله على 2025 التي كان قد أعلنها بأنها السنة المقدسة، وتسببت مخاوفه الصحية في السنوات الأخيرة وكبر سنه في طرح أسئلة حول خلافته.
وأشارت إلى أن هناك بالفعل عددا من الكرادلة المعروفين الذين طُرحت أسماؤهم لشغل هذا المنصب. وكان إدوارد بنتين الصحفي والمحلل في شبكة “إي دبليو تي إن” التلفزيونية قد أصدر في عام 2020 كتابا حول هذا الموضوع بعنوان: “البابا القادم: أبرز الكرادلة” المحتملين لشغل هذا المنصب.
وعادة ما يعقد الفاتيكان مجمعا بابويا يجتمع فيه الكرادلة لانتخاب رأس الكنيسة القادم، عقب وفاة البابا أو في حالات نادرة بعد استقالته كما حدث مع البابا بنديكتوس السادس عشر، وفق تقرير الصحيفة البريطانية.
وتنص قواعد المجمع، اعتبارا من 22 يناير/كانون الثاني 2025، على أن هناك 138 ناخبا من أصل 252 كاردينالا، يحق فقط لمن هم دون سن الـ80 منهم المشاركة في الاقتراع السري في كنيسة سيستين لانتخاب بابا جديد.
وتُجرى 4 جولات من التصويت كل يوم حتى يحصل المرشح على ثلثي الأصوات، في عملية تستغرق عادة من 15 إلى 20 يوما، وفقا لموقع مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة.
ويعد الكاردينال بارولين -البالغ من العمر 70 عاما والمنحدر من إقليم فينيتو في شمال شرق إيطاليا، والذي ظل يشغل منصب أمين سر الفاتيكان منذ عام 2013- الأعلى رتبة بين كرادلة المجمع المنتخبين.
ولطالما اعتُبر بارولين شخصية معتدلة معقولة داخل مقر الكنيسة الكاثوليكية، بحسب تقرير الإندبندنت الذي أشار إلى أن صحيفة “ليكو دي بيرغامو” الإيطالية أجرت معه مقابلة تناولت العديد من القضايا الجيوسياسية.
وقال في المقابلة إن الكل يمكن أن يساهم في تحقيق السلام، “ولكن لا ينبغي السعي إلى فرض حلول أحادية الجانب تتعدى حقوق شعوب بأكملها، وإلا فلن يكون هناك سلام عادل ودائم”.
ومن الكرادلة البارزين في الفاتيكان أيضا المجري بيتر إردو، البالغ من العمر 72 عاما، الذي سبق أن ترأس مجلس مؤتمرات أساقفة أوروبا. وقد اشتُهر بأنه أكثر الأصوات المحافظة داخل الكنيسة الكاثوليكية.
وهناك لويس أنطونيو تاغل سابع فلبيني يصبح كاردينالا، وسيكون أول حبر أعظم آسيويا إذا انتُخب لخلافة البابا فرانشيسكو. ويشغل تاغل البالغ من العمر 67 عاما منصب نائب رئيس الدائرة الفاتيكانية للتبشير، وهو أكثر ميلا إلى اليسار على غرار البابا الحالي.
وقد انتقد تاغل موقف الكنيسة ولغتها تجاه الشاذين جنسيا والأمهات غير المتزوجات والكاثوليك المطلقين أو المتزوجين مرة أخرى.
أما الكاردينال ماتيو زوبي رئيس مجلس أساقفة إيطاليا (69 عاما)، فهو أحد الكرادلة المفضلين لدى البابا فرانشيسكو الذي ظل يوفده في بعثات سلام إلى أوكرانيا التقى خلالها بالرئيس فولوديمير زيلينسكي، واجتمع في موسكو بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وزار أيضا واشنطن حيث قابل الرئيس آنذاك جو بايدن.
ثم هناك الكاردينال رايموند ليو بورك، المولود في ولاية ويسكونسن الأميركية، وهو أحد أبرز المحافظين المنتقدين لفلسفات البابا فرانشيسكو الأول الأكثر ليبرالية.
ولفتت الإندبندنت إلى أن بورك اشتبك علنا مع البابا فرانشيسكو، خاصة فيما يتعلق باستعداده للسماح للمطلقين والمتزوجين من جديد بتناول القربان المقدس، رافضا لغة الكنيسة الجديدة حول وسائل منع الحمل الاصطناعية والزواج المدني والشاذين جنسيا.