مع تغير ألوان أوراق الشجر وقصر طول النهار، يمر بعض الأفراد بأكثر من مجرد التحول الموسمي، ويعانون من الاكتئاب الموسمي الذي يعدّ نوعا فرعيا من الاكتئاب العام.

وذكرت صحيفة “دالاس مورنينج نيوز” أن الطبيب أنماري ماكنامارا، الأستاذ المساعد في جامعة تكساس إيه آند إم، قال “هذا يعني أن الشخص يشعر بمعظم حلقات الاكتئاب في موسم معين”. وأضاف “هذا النوع الفرعي من الاكتئاب العام يؤثر على الأفراد في أوقات معينة من العام، مثل الخريف أو الشتاء، وما يميزه هو تكرار نمط حلقات الاكتئاب”.

ورغم عدم فهمها بصورة كاملة، فإن الأسباب المحتملة تشمل اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية وعوامل الكيمياء الحيوية التي من بينها نقص فيتامين د والميلاتونين والسيروتونين.

وأضاف ماكنامارا “أسباب الاكتئاب الموسمي بالتحديد غير واضحة، ولكن بعض النظريات تشير إلى تغيرات إيقاعات الساعة البيولوجية بسبب تقلص مدة سطوع الضوء في الشتاء، بالإضافة إلى العلاقات المحتملة مع الميلاتونين وفيتامين د والسيروتونين، وهي مادة كيميائية تساعد في الإصابة بالاكتئاب. ومع ذلك، لا يوجد دليل حاسم يدعم أي نظرية محددة”.

ووفقا للتحالف الوطني للمرض العقلي، فإن واحدا من بين كل 5 بالغين في الولايات المتحدة يصاب بمرض عقلي في تكساس سنويا، وذلك يعني أن 3.3 ملايين بالغ في تكساس قد يعانون من حالة صحية عقلية، وهذا يعد أكثر من ضعف تعداد سكان مدينة دالاس.

الأعراض

وغالبا ما تشابه أعراض الاكتئاب الموسمي أعراض غيره من أنواع  الاكتئاب غير الموسمي، التي تظهر في صورة حزن دائم وافتقار إلى الرغبة في أداء الأنشطة وتغيرات في أنماط الشهية والنوم، وخمول وصعوبة في التركيز واتخاذ القرارات.

وأوضح ماكنامارا “الاكتئاب الموسمي يتشارك أعراضه مع الاكتئاب العادي مثل التغيرات في الشهية والنوم والارهاق وصعوبة التركيز. وما يميز الاكتئاب الموسمي هو التوقيت إذ تظهر الأعراض في موسم معين، عادة ما يكون الشتاء. وربما يشعر بعض الأشخاص بالرغبة في الإفراط في تناول الطعام، خاصة الكربوهيدرات، بالإضافة إلى الرغبة في النوم لفترات طويلة، ولكن هذه الأعراض ليست ضرورية للتشخيص، والعامل الرئيسي هو النمط الموسمي للأعراض”.

ويمكن أن تشمل أعراض الاكتئاب الموسمي خلال فصل الشتاء الإفراط في النوم وفي الأكل وخاصة الكربوهيدرات، والانسحاب من الحياة الاجتماعية.

ويمكن أن تشمل أعراض الاكتئاب الموسمي في فصل الصيف أيضا: الأرق، وضعف الشهية، والقلق، والسلوك العنيف أو العدواني.

وتماثل علاجات الاكتئاب الموسمي ما يستخدم لعلاج الاكتئاب العام، وتتضمن بصورة رئيسية علاج السلوك المعرفي والأدوية.

ويركز علاج السلوك المعرفي على تغيير الأفكار والسلوك السلبي، في حين تقدم الأدوية خيارا فعالا آخر. وقال ماكنامارا “يمكننا في بعض الأحيان تغيير كيفية شعورنا بتغيير كيفية تفكيرنا، والعلاج السلوكي المعرفي يعمل مع المريض لتغيير الأفكار والسلوك من أجل تغيير المزاج”.

ويعتمد خيار العلاج على التفضيلات الشخصية والنصيحة المتعلقة بالرعاية الصحية، كما يستخدم لعلاج الاكتئاب الموسمي العلاج الخفيف الذي يتضمن التعرض لأشعة الشمس.

وأشار ماكنامارا إلى أنه فضلا عن العلاجات المتخصصة، فإن إجراء تغيرات في أسلوب الحياة يمكن أن يساعد في تخفيف آثار الاكتئاب الموسمي.

الهواء الطلق

وقال” تقدم ممارسة النشاط الرياضي بصورة منتظمة في الهواء الطلق منفعة مزدوجة من حيث النشاط البدني وزيادة فترة التعرض لضوء النهار، في حين يوفر التواصل الاجتماعي والحفاظ على روتين يومي دعما عاطفيا واستقرارا”.

ويعد إدراك بداية الأعراض الحادة والسعي للمساعدة المتخصصة أمرا أساسيا، فالحصول على العلاج في الوقت المناسب يحسن بصورة كبيرة النتائج للذين يعانون من الاكتئاب الموسمي.

وقال ماكنامارا “يجب التعامل مع الاكتئاب الموسمي على أنه أمر يمكن للأشخاص التحكم فيه بالمساعدة، بدلا من كونه أمرا يواجهونه بمفردهم”.

وأشار المعهد الوطني للصحة العقلية إلى أن إمكانية التنبؤ ببداية الاكتئاب الموسمي تتيح للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أن يستفيدوا من بدء العلاجات خلال الخريف لمن يعانون من الاكتئاب الموسمي في الشتاء أو خلال الربيع لمن يعانون من الاكتئاب الموسمي في الصيف للمساعدة في منع حدوث أغراض الاكتئاب أو الحد منها.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version