وكشفت تل أبيب تفاصيل التعقيدات التي أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تمريرها محتفلا بانتصاره، فشرحت تفاصيل ما جرى بمشاركة الجيش والشرطة والشاباك، التي عملت في ظل حزام ناري مكثف وإطلاق رصاص كثيف كاد يصيب مظلييها.
تفاصيل “عملية أرنون”
قال الجيش الإسرائيلي، في بيان: “تمكنت قوات وحدة الشرطة الخاصة من تحرير الأربعة المختطفين في عملية خاصة للفرقة 98 في قلب النصيرات بدأت مع دخول قوات الفرقة غمار القتال في وسط القطاع عدة أيام قبل العملية”.
وأضاف: “قوات لواء المظليين قادت عملية تخليص المختطفين والقوات الخاصة تحت النار ونقلتهم إلى نقطة الصعود إلى المروحية في قلب قطاع غزة”، لافتا إلى أن “قوات لواء كفير عملت على مدار عدة أيام في المنطقة، حيث تصرفت تحت قيادته قوات مظليين وقوة خاصة من وحدة دوفدفان”.
وأشار الجيش إلى أن “قوات اللواء 7 مدرعات عملت بسرعة على تصفية المقاتلين وتدمير البنى وتفعيل النيران لتمكين المختطفين من الفرار”، موضحا أن “طائرات سلاح الجو شنت غارات على عشرات الأهداف العسكرية لإنجاح العملية”.
وأبرز البيان أن “العملية نفذت بعد أسابيع طويلة من جمع المعلومات الاستخبارية الدقيقة في الشاباك وقيادة المختطفين في هيئة الاستخبارات”.
وأكدت الصور، التي نشرها الجيش الإسرائيلي، أن حماس تستخدم منازل المدنيين لاحتجاز الرهائن، ومنزل الصحفي عبد الله الجمال الناشط في حماس، وفق الجيش، واحد من هذه المنازل.
إفساد فرحة نتنياهو
في غزة، بدا واضحا أن حماس مصرة على إفساد فرحة نتنياهو بأبرز إنجازاته بعد تسعة أشهر من عمر الحرب على غزة.
وأبرزت الحركة الفلسطينية، من خلال صور إعلامها الحربي، أنها ما تزال تحتجز العدد الأكبر من الرهائن، باعثة كذلك لنتياهو برسالة إضافية مفادها أن عملية النصيرات أدت إلى مقتل ثلاثة محتجزين آخرين أحدهم يحمل الجنسية الأميركية.
هذا وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الأحد، أن 274 فلسطينيا على الأقل قتلوا من بينهم عشرات الأطفال وأصيب مئات آخرون في الغارة الإسرائيلية التي أنقذت أربعة رهائن.
مقتل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين أظهر التكلفة الباهظة لمثل هذه العمليات بالإضافة إلى الخسائر المرتفعة بالفعل جراء ثمانية أشهر من الحرب التي أشعلها هجوم حماس في 7 أكتوبر.
وبعد عملية النصيرات، لم يعد الطرفان يريان جدوى في أية مفاوضات لإطلاق سراح الرهائن المتبقين.
وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت: “سنواصل القتال حتى يعود 120 رهينة إلى الوطن”. كما ذكر نتنياهو: “لن نهدأ حتى نكمل المهمة ونعيد جميع الرهائن”.
في المقابل، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إن إسرائيل لا تستطيع فرض خياراتها على الحركة، مضيفا أن “الحركة لن توافق على أي اتفاق لا يحقق الأمن لشعبنا أولا وقبل كل شيء”.