“أبوك بسلم عليك وبحبك”، “استشهد واللقمة في فمه”، “قطعة من قلبي راحت”، هذه بعض العبارات التي ودع بها بعض أهالي مخيم النصيرات أطفالهم الذين استشهدوا بقصف طائرات الاحتلال ومدفعيته.

هذا وقد وثقت عشرات المقاطع التي انتشرت على منصات التواصل حجم آلة القتل التي استخدمتها إسرائيل في مجزرة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

وقد أظهرت مقاطع أخرى استشهاد العشرات من الأطفال والنساء وقد مزق القصف أجسادهم إلى أشلاء مع مئات الجرحى، بعد أن شن جيش الاحتلال هجوما وحشيا غير مسبوق على مخيم النصيرات ومناطق عدة في المحافظة الوسطى، من أجل استعادة 4 من أسراه.

وغصت منصات التواصل بمئات المقاطع والصور المؤلمة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على المخيم، إذ وثقت عدسة أحد المصورين استشهاد طفل والطعام في فمه خلال ارتكاب الجيش الإسرائيلي “مجزرة” بالنصيرات.

كما تداول ناشطون صورة أخرى لشاب استشهد بالقصف الإسرائيلي قبل أن ينتهي من إعداد طعامه، وعلق أحدهم على الصورتين بالقول “نحن في غزة نموت ونحن نتناول الطعام”.

وقد وثقت كاميرات الناشطين والمصورين مقاطع موجعة ومؤلمة لوداع الأهالي لشهدائهم، والذي وصفها أهالي غزة بالأيام الأكثر دموية منذ بدء العدوان على القطاع منذ أكثر من 8 أشهر.

ومع انتشار المقاطع والصور القادمة من أرض المجزرة، سادت حالة من الغضب بين جمهور منصات التواصل خاصة بعد إعلان أميركا مشاركة قواتها في المجزرة بجانب جيش الاحتلال.

ووصف أحد المغردين المشهد بالقول إن “مجزرة اليوم هي واحدة من أكثر المجازر دموية منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وإن المجازر التي ترتكب كل يوم تحت مرأى ومسمع العالم ووسط صمت وخذلان من المجتمع الدولي، وكأن الإبادة بحق أهالي غزة ليلا نهارا أمر طبيعي.

وتعليقا على مشاركة القوات الأميركية عن طريق الرصيف العائم، قال مدونون إن مجزرة النصيرات كشفت الدور الحقيقي للرصيف العائم الأميركي الذي لم يقدم أي مساعدة تذكر للفلسطينيين، إنما استخدمت شاحنات المساعدات الموجودة به والقوات المتمركزة فيه في عملية استعادة 4 أسرى إسرائيليين وشاركت في ارتكاب مجزرة بحق أهالي غزة.

وأشار آخرون إلى أن “العالم يجب أن يدرك أن هذا الكيان وحلفاءه فاقدون لكل المعايير الأخلاقية والإنسانية التي يتبجحون بالتغني بها!”.

وعبر ناشطون عن غضبهم بسبب المشاهدة البشعة التي خلفها العدوان الإسرائيلي بالقول هكذا استردوا أسراهم الذين يملؤون الشاشات، بـ210 شهداء في مجزرة النصيرات.

وأضافوا بأن لا أحد يذكر الأمعاء التي تبرز من جسد صبي في الشارع، وفروة الرأس التي تتدلى من رأس فتاة في المستشفى، والرجل العجوز بلا ساقين وبجانبه دراجته، والسيارة المشتعلة وبها شاب يحترق، والعيون التي خرجت من محجرها، جميع هذه المشاهد لم تحرك العالم المتحضر الذي يدعي الإنسانية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد شهداء مجزرة الاحتلال في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة وصل إلى 210، وأكثر من 400 مصاب.

وكانت صور خاصة حصلت عليها الجزيرة أظهرت استخدام القوات الخاصة الإسرائيلية شاحنة مساعدات وسيارة مدنية لتنفيذ عملية استعادة الأسرى.

وقال أبو عبيدة -الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في بيان له إن جيش الاحتلال الإسرائيلي تمكن اليوم عبر ارتكاب “مجازر مروعة” من استعادة بعض من أسراه في قطاع غزة، لكنه في نفس الوقت قتل بعضهم خلال العملية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version