قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده ستحقق النصر في أوكرانيا، وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الدفاع الأميركية تقديم مساعدات إضافية إلى كييف، فيما اعتبر حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن من حق أوكرانيا الدفاع عن نفسها، ومهاجمة أهداف عسكرية في روسيا.

وقال بوتين، أمام “سان بترسبرغ الاقتصادي” أمس الجمعة، إن القوات الروسية ستحقق النصر في أوكرانيا، وأكد أن الجيش الروسي سيطر على 47 بلدة ومدينة منذ بداية العام الحالي.

واعتبر الرئيس الروسي أن أوكرانيا فقدت شرعيتها، مؤكدا أن المفاوضات المحتملة مع كييف يجب أن تستند إلى الوقائع الميدانية الحالية.

وقال إنه يشك في أن واشنطن ستتورط في حرب نووية إستراتيجية في حال وجهت روسيا ضربات انتقامية لأوروبا، وأكد أن بلاده لا تلوّح بعصا السلاح النووي، ولا حاجة لاستخدامها، ودعا الدول الأوروبية إلى التفكير في عواقب تلقي ضربات انتقامية بأسلحة تكتيكية.

وكان بوتين يرد على التقارير بشأن استعداد جهات غربية لمنح أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الأسلحة التي قُدمت لكييف من أجل مهاجمة أهداف داخل روسيا.

مساعدات أميركية

وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، في بيان أمس، عن مساعدات أمنية إضافية لأوكرانيا لتلبية احتياجاتها للدفاع عن أراضيها.

وقالت الوزارة إن المساعدات، التي تبلغ قيمتها 225 مليون دولار، تشمل صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي ومنظومات مدفعية وذخائر وعربات مدرعة وأسلحة مضادة للدبابات، وغيرها.

وأضافت أن الولايات المتحدة ستواصل العمل مع أكثر من 50 من الحلفاء والشركاء، لضمان حصول أوكرانيا على القدرات الحيوية اللازمة لمواجهة العدوان الروسي، وفق البيان.

فرنسا تعلن تسليم أوكرانيا طائرات حربية إضافة لتدريب طيارين

من جهته، قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إن لأوكرانيا الحقّ في الدفاع عن نفسها ومهاجمة أهداف عسكرية مشروعة في روسيا وفقا للقانون الدولي.

وأضاف ستولتنبرغ أن روسيا “شنت حربا ضد دولة مجاورة مسالمة وديمقراطية هي أوكرانيا، والتي لم تشكل تهديدا لروسيا في أي وقت من الأوقات”.

وفي باريس، أعلنت فرنسا تسليم أوكرانيا دفعة أولى من طائرات ميراج مع ضمان التدريب الضروري للطيارين.

وجاء ذلك عقب مباحثات أجراها الرئيس إيمانويل ماكرون في باريس مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.

وعود ماكرون

وأكد ماكرون أنه يريد “وضع اللمسات الأخيرة على تحالف” الدول المستعدة لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا، وقال إن “الكثير من شركائنا أعطوا موافقتهم بالفعل”، و”سنستغل الأيام المقبلة لوضع اللمسات النهائية على التحالف”، معتبرا أن هذا الطلب المقدم من أوكرانيا “مشروع”.

وقالت روسيا، الثلاثاء، إنها ستعتبر أي مدربين أجانب يُرسلون إلى أوكرانيا “أهدافا مشروعة” لضرباتها.

وتأتي زيارة زيلينسكي في إطار جولة أوروبية لحشد تأييد أوسع لبلاده في معركتها مع روسيا.

الرئيس الفرنسي ماكرون (يمين) يستقبل نظيره الأوكراني زيلينسكي (الفرنسية)

ودعا زيلينسكي الغرب إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق سلام عادل في ظلّ الغزو الروسي لأوكرانيا، معربا في الوقت ذاته عن ثقته في أنّ كييف ستخرج منتصرة من هذه الحرب.

وأعرب عن أمله في أن تؤدي القمة التي تستضيفها سويسرا في وقت لاحق هذا الشهر بشأن السلام في أوكرانيا، إلى تسريع التوصل إلى “نهاية عادلة” للصراع.

وتواصل كييف مطالبة أوروبا بزيادة دعمها العسكري، مع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في الأشهر الأخيرة في شرق أوكرانيا وشمالها، وفي وقت يشعر الحلفاء بالقلق إزاء التبعات المحتملة على الحرب، في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

تطورات ميدانية

في التطورات الميدانية، اتهم حاكم منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، الذي عينته روسيا، القوات الأوكرانية بقتل 22 شخصا، وإصابة 15 في قصف لبلدة سادوف الصغيرة.

وقال الحاكم فلاديمير سالدو إن أوكرانيا قصفت المنطقة عن عمد للمرة الثانية، مستخدمة صواريخ هيمارس التي أمدتها بها الولايات المتحدة لإسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا.

واستعادت القوات الأوكرانية مساحات واسعة من منطقة خيرسون في أواخر عام 2022، لكن مناطق أخرى لا تزال تحت سيطرة القوات الروسية.

وفي وقت سابق الجمعة، قُتل 4 أشخاص وأُصيب 57 في ضربة استُخدمت فيها صواريخ “أتاكمس” الأميركية الصنع على مدينة لوغانسك شرق أوكرانيا، والخاضعة أيضا لسيطرة موسكو.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية باراسكوفييفكا في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، حيث تحقق القوات الروسية تقدما في مواجهة الجيش الأوكراني.

وتقع هذه البلدة على مسافة نحو 25 كيلومترا جنوب غرب مدينة دونيتسك عاصمة المنطقة التي أعلنت موسكو ضمها في العام 2022.

وفي الجانب الأوكراني، قتلت امرأة مسنة (71 عاما) في قصف روسي لنيكوبول بمنطقة دنيبروبيتروفسك (وسط شرق)، بحسب الحاكم سيرغي ليساك.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version