أتاح الهجوم المباغت للجيش الأوكراني على كورسك الروسية في 6 أغسطس/آب الجاري أسر العشرات من الجنود الروس الذين باتوا “ورقة مقايضة” بيد كييف لمبادلتهم بأسراها من الجنود الأوكرانيين لدى موسكو، بحسب مراسلة صحيفة “إل كورييري دي لا سيرا” الإيطالية، مارتا سيرافيني.

وسمحت كييف لعدد محدود من المراسلين الصحفيين بالقيام بجولة نادرة لأحد سجون منطقة “سومي أوبلاست” شمالي أوكرانيا، حيث تمكنوا من مشاهدة 70 أسيرا من أسرى الحرب الروس الذي يقبعون في 3 زنازين، وكانت سيرافيني من بين الصحفيين الأجانب القلائل الذين سُمح لهم بزيارة المعتقل شريطة التكتم على موقعه.

وبحسب سيرافيني، فإن هؤلاء الجنود -وأغلبهم تجاوز العشرين من العمر- ليسوا إلا فريقا من عدد أكبر وقعوا في الاعتقال، فإلى هذا السجن وحده نقل نحو 300 أسير منذ 6 أغسطس/آب الجاري، وحُوّل عدد منهم إلى سجون غرب البلاد، بعيدا عن الجبهة والغارات الروسية.

وترى الصحفية الإيطالية -التي تمكنت من الحديث مع عدد من الأسرى- أنهم سيكونون “ورقة مقايضة” بيد كييف.

وعند سؤالهم إن كانوا يأملون صفقة تبادل، كان الرد “نعم، نريد العودة إلى الديار”، لكن أوكرانيا تريد استخدام السجناء ورقة مقايضة لاستعادة من تبقى في قبضة روسيا من “كتيبة آزوف”.

ويصف جميع الجنود معاملتهم عند اعتقالهم، بـ”العادية”، كما كتبت مراسلة “إل كورييري دي لا سيرا” أنها لم تلحظ علامات تعذيب أو ضرب على السجناء، لكن الوضع في الزنزانة الثانية كان متوترا بعض الشيء، حيث لم يرغب  كثيرون في الحديث إلى الصحفيين.

وفي تلك الزنزانة يطرق جندي معصوب الرأس بنظره إلى الأرض، ويروي زميله في السرير المزدوج متكلما كمن يكز على أسنانه أنه كان يدرس في الجامعة حين جرى تجنيده، قائلا: “وعدونا بألا نشارك في القتال، لكن الأمر لم يجرِ على ما يرام”.

وتقول الصحيفة الإيطالية إن الرئيس فلاديمير بوتين وعد أمهات المجندين حديثا في روسيا بأن لا يزج بأبنائهن في القتال، ووفى بوعده إلى حد كبير، لكن الأغلبية أرسلوا لحراسة الحدود الغربية الشاسعة لتعويض النقص في الجيش النظامي هناك، ولم يدر أبدا في خلد القيادة الروسية أنهم سيواجهون هجومًا أوكرانيًّا، إلى أن حدث ما حدث في 6 أغسطس/آب.

يُذكر أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أمس الاثنين أن الجيش يحقق أهدافه في منطقة كورسك، وذلك بعدما قال الأحد إن الهجوم يرمي إلى إقامة “منطقة عازلة” بين روسيا وأوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي “هذا الصباح، جدّدنا (إمداد) صندوق تبادل (أسرى الحرب) لبلدنا”.

وأعلنت كييف أن الهجوم على الأراضي الروسية يهدف إلى إجبار موسكو على التفاوض بناء على شروط “منصفة”، في وقت تواجه فيه القوات الأوكرانية صعوبات على الجبهة الشرقية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version