قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن القصف الجوي الذي تشنه القوات الأميركية على مواقع لجماعات مسلحة موالية لإيران في الشرق الوسط قد يكون أقل فعالية في تهدئة التوترات في المنطقة من اتفاق يوقف الاقتتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ووفقا لتقرير الصحيفة، فإن الضربات الأميركية الانتقامية ردا على مقتل 3 جنود أميركيين في قاعدة عسكرية شمال شرقي الأردن مدروسة بدقة لدرء الهجمات على القوات الأميركية في الشرق الأوسط بدون دفع إيران إلى صراع مباشر.

ومهما كان رد الفعل الذي يثيره القصف، فمن غير المرجح أن يمنع حلفاء إيران من شن مزيد من الهجمات ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية، غير أن محللين ومسؤولين في المنطقة تحدثت إليهم الصحيفة، يرون أن وقف تلك الهجمات يستوجب وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وكانت القوات الأميركية وجهت -الجمعة- ضربات لمواقع قالت إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في سوريا والعراق، ردا على مقتل الجنود الثلاثة، وسط تحذيرات من جر المنطقة إلى حرب.

وأعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن الضربات نفذت بطائرات انطلقت من الولايات المتحدة ضمت قاذفات بعيدة المدى، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه.

وأضافت أن المنشآت المستهدفة هي مراكز قيادة وتحكم وتجسس ومواقع تخزين صواريخ ومسيّرات.

وتعرضت القوات الأميركية في العراق وسوريا لأكثر من 160 هجوما منذ بدء الحرب في غزة، وهو ما يمثل تصعيدا حادا في صراع يتفاقم بوتيرة بطيئة يهدف المسلحون من ورائه إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة، على حد تعبير وول ستريت جورنال.

وتعزو الصحيفة الأميركية السبب في إشعال فتيل الصراع الملتهب بين الولايات المتحدة و”كوكبة الميليشيات المتحالفة مع إيران”، إلى الحرب التي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 والذي جاء ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الأقصى والاقتحامات المستمرة لمدن وبلدات الضفة الغربية.

هناك عقبات كبيرة تحول دون إقناع الجانبين (الاحتلال الإسرائيلي وحماس) بالموافقة على صفقة لوقف الحرب، وخاصة الانقسامات الداخلية في إسرائيل حول قبول شروطها كما هي.

ومنذ اجتياح إسرائيل لغزة، انخرط حزب الله اللبناني أيضا في تبادل لإطلاق النار على الحدود الشمالية لإسرائيل. وأثرت الهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران، بشدة على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى شن غارات جوية على الأراضي التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن.

وأعلنت الجماعتان –حزب الله والحوثيون- أنهما لن يوقفا القتال حتى تكف إسرائيل عن عدوانها على قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في غزة التي أودت بحياة 27 ألف شخص -معظمهم من النساء والأطفال- جعلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تحت ضغط أكبر لتحقيق هدفها السياسي ذي الطابع المزدوج المتمثل في أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يفضي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

وتدفع الولايات المتحدة باقتراح من شأنه أن يوقف الحرب في البداية لمدة 6 أسابيع للسماح للرهائن بالخروج وتمهيد الطريق لسلام أكثر استدامة.

بيد أن الصحيفة تقول إن هناك عقبات كبيرة تحول دون إقناع الجانبين بالموافقة على الصفقة، وخاصة الانقسامات الداخلية حول قبول شروطها كما هي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version