نشرت مجلة “فورين بوليسي” مقالا عن اضطهاد المسلمين في الصين، وتناولت انتشار التقنيات التي تم صقلها في إقليم شينجيانغ شمال غرب البلاد وتطبيقها ضد أطفال المسلمين بمناطق أخرى.

ويقول كاتب المقال رسلان يوسوبوف، زميل ما بعد الدكتوراة في جمعية العلوم الإنسانية بجامعة كورنيل الأميركية، إن المسلمين في مدينة يوشي التي يقطنها مسلمون من قومية “هوي” بإقليم يونان -الذي تهيمن عليه أغلبية من قومية الهان الصينية- كانوا قد استيقظوا في 15 مارس/آذار الماضي، الموافق الثالث من شهر رمضان المبارك هذا العام على رسالة غير عادية متداولة على تطبيق “ويشات”.

مراقبة صيام التلاميذ

تحمل الرسالة “إشعارا عاما وعاجلا” من مكتب الشؤون العرقية والدينية في الأقاليم يجيز مراقبة الصيام بين تلاميذ المدارس.

وذكر الإشعار أن “لجنة الحزب والحكومات ومكاتب التعليم والرياضة على جميع المستويات يجب أن تحقق في مشاركة القاصرين في الصيام والأنشطة الدينية الأخرى”.

كما يطلب مكتب الشؤون العرقية من هذه الأجهزة “الالتزام بشكل شامل بمبدأ الفصل بين التعليم والدين، وتعزيز تعليم وتوجيه المعلمين والطلاب وأغلبية الشباب”.

وأشار كاتب المقال إلى أن الهوي ينحدرون جزئيا من التجار العرب والفارسيين زمن طريق الحرير، ويتحدثون لغة الماندرين الصينية ولا يمكن تمييزهم عنصريا عن غالبية الهان.

تذويب ثقافي

ورغم هذا التاريخ الطويل من الاندماج، فإنهم يجدون أنفسهم اليوم في بؤرة حملة شاملة بدأت في أعقاب منتدى الحزب الشيوعي الصيني حول العمل الديني في أبريل/نيسان 2016، حيث أمر الرئيس شي جين بينغ الجماعات الدينية بـ”الالتزام بقيادة الحزب ودمج مذاهبهم مع الثقافة الصينية”.

وأوضح الكاتب أن حلم الرئيس الصيني المميز يركز بشكل متزايد على استيعاب جميع الأقليات العرقية في نواة واحدة، كما حددتها ثقافة قومية الهان الصينية.

هدم مآذن المساجد

وحتى الآن تركزت الحملة على إزالة لافتات الطعام الحلال المكتوبة بالعربية وتعديل “العمارة الأجنبية” للمساجد، وهي إجراءات تم تبريرها على أنها تمنع انتشار ما يسمى اتجاهات “السعودة والتعريب” بين مسلمي الهوي، وفي هذا الإطار تم هدم رؤوس غالبية المساجد من قباب ومآذن.

وأطفال الهوي الآن أحدث هدف للجهود الرسمية لفصل أطفال الأقليات عن عقيدة والديهم وثقافتهم.

وتقتضي الخطة الجديدة -التي وسعت أيضا الحظر المفروض على الحجاب للتلميذات- منع أي ذِكر للإسلام في المدارس.

تقييد كتابة الأطفال

ونسب الكاتب إلى أحد مدرسي اللغة الصينية المحليين بمناطق الهوي قوله “كان من المعتاد أن يكتب الطلاب مقالات عن مسقط رأسهم، ويصفونه بأنه مكان به مسجد جميل، وصوت الأذان، وكان شهر رمضان احتفاليا، لكن هذه الأوصاف أصبحت إشكالية للغاية الآن”.

وأضاف “كلمة مسجد أصبحت حساسة جدا. وبدلا من ذلك، يُطلب من التلاميذ الآن الكتابة عن كيفية تنظيم الحكومة للعديد من الأنشطة المثيرة للاهتمام، وكيف تصبح الحياة أفضل، وكيف تصبح الشوارع أوسع. يجب أن تنقل المقالات الروح الوطنية”.

في مناطق الهوي، أصبحت مراقبة الإسلام بين الأطفال منتشرة، إذ يُمنعون من المشاركة في الخلوات والأنشطة الدينية، ولم يعد يسمح للمدارس الدينية بتنظيمها. ويتم إحضار معلمي الهان إلى المدارس الدينية كوسيلة لعلمنة المناهج الإسلامية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version