يجتمع زعماء مجموعة الدول الصناعية السبع “جي 7” في كل عام في محاولة للحفاظ على استقرار الاقتصاد العالمي، حيث يلتقون هذا العام في اليابان.

ويأتي الاجتماع في وقت حرج للولايات المتحدة بسبب أزمة سقف الدين، إذ سيسعى الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى طمأنة قادة دول مجموعة السبع أن مواجهة أزمة سقف الدين لن “تؤثر على الاقتصاد العالمي” بحسب تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وبعد سنوات من الاعتماد على الولايات المتحدة باعتبارها “القوة الأكثر أهمية لتحقيق الاستقرار على المستوى العالمي” إلا أن المشاكل “الوظيفية” التي تعاني وعانت منها واشنطن أصبحت تعني أن “التقلب” وعدم الاستقرار هو المعيار الجديد لأكبر قوة اقتصادية.

وأعاد التحليل التذكير بالمشاكل الاقتصادية التي عانت منها واشنطن من “عمليات إغلاق حكومية ممتدة، وأزمات مصرفية، وتوترات ترتبط بسقف الدين، وحتى عنيف سياسي لم يحدث سابقا”، وهو ما يجعل الزعماء الأجانب غير قادرين على التنبؤ للمستقبل، وفق الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن ما سينظر إليه القادة أن “التهديد الرئيسي المحتمل للاستقرار الاقتصادي العالمي هذا العام هو الولايات المتحدة”.

إلغاء زيارات دولية لبايدن

بايدن اجتمع بمكارثي في البيت الأبيض لمناقشة قضية رفع سقف الدين

وأثرت المفاوضات بين الرئيس بايدن والجمهوريين حول رفع سقف الدين على الدبلوماسية الأميركية “إذ تم إلغاء زيارات لمحطتين كان قد خطط لهما بعد لقاءات بايدن في اليابان، وهي بابوا غينيا الجديدة وأستراليا”.

وسيعود بايدن إلى واشنطن، الأحد، لمفاوضات “أخيرة” حول سقف الدين. لكنه شدد مرة أخرى على أن عدم رفع سقف الدين ليس خيارا.

وقال إن تخلفا عن السداد سيكون “كارثيا للاقتصاد والشعب الأميركي”، مضيفا أن “جميع المسؤولين متفقون على عدم تخلفنا عن سداد الديون”.

وأجرى بايدن وزعماء الكونغرس، من بينهم رئيس مجلس النواب، الجمهوري كيفن ماكارثي، جولتين من المحادثات المباشرة سعيا للتوصل لاتفاق لرفع سقف الدين وتفادي تخلف عن السداد.

بايدن سيجري زيارة تاريخية لها.. حقائق عن بابوا غينيا الجديدة

يجري الرئيس الأميركي، جو بايدن في مايو المقبل أول زيارة إلى دولة بابوا غينيا الجديدة، في أول زيارة لرئيس أميركي منذ 100 عام.

أكد الرئيس بايدن، الأربعاء، ثقته بالتوصل إلى اتفاق مع خصومه الجمهوريين على رفع سقف الدين العام بشكل يتيح للولايات المتحدة تفادي التخلف عن سداد ديونها اعتبارا من الأول من يونيو.

وقال بايدن في تصريحات مقتضبة في البيت الأبيض “أنا واثق من أننا سنتوصل الى اتفاق بشأن الميزانية وبأن الولايات المتحدة لن تتخلف عن سداد ديونها”.

واعتبر التحليل أن هذه أزمة سقف الدين أضعفت من قوة بايدن “كرئيس لقوة عظمى عبر المسرح العالمي، ليصبح قائدا محاصرا مضطرا للعودة للوطن لتجنب كارثة في الولايات المتحدة”.

“تآكل القيادة في العالم”

أزمة سقف الدين أضعفت من قوة بايدن
أزمة سقف الدين أضعفت من قوة بايدن . أرشيفية

رئيسة مركز وودرو ولسون الدولي للعلماء، جين هارمان، قالت للصحيفة “أعتقد أن أكبر تهديد لنا هو نحن.. تتآكل قيادتنا في العالم بسبب خللنا في الداخل. لا تزال الأسواق تراهن على تخلفنا عن السداد. وهذا رهان مناسب. ولكن إذا تمكنا من التمديد على المدى القصير.. وكان الثمن مرتفعا بالنسبة للميزانية بما في ذلك ميزانية الدفاع، سنتعثر عندما تكون أوكرانيا في أمس الحاجة إلينا، والصين تبني جسورا في كل مكان”.

ويشترط الجمهوريون أن يوافق بايدن على خفض كبير في نفقات الميزانية مقابل موافقتهم على رفع سقف الدين، متجاهلين مطلب الديمقراطيين المتكرر بزيادة “نظيفة” في سقف الاقتراض العام.

البيت الأبيض حذر في تصريحاته من مرة أن التخلف عن السداد لن يؤدي إلا إلى “زيادة جرأة خصوم الولايات المتحدة” معتبرا أن الجمهوريين يلعبون بالنار.

المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، قال إن “هناك دولا مثل روسيا والصين لا تحب شيئا أكثر من أن نتخلف عن السداد حتى يتمكنوا من توجيه أصابع الاتهام والقول: إن الولايات المتحدة ليست شريكا مستقرا وموثوقا به”.

وقلل كيربي في تصريحاته الأخيرة من هيمنة الحديث عن مشكلة سقف الدين في الولايات المتحدة على المناقشات في اجتماعات مجموعة السبع.

وقالت وزيرة الخزانة، جانيت يلين، الاثنين، إن الولايات المتحدة قد تبدأ في التخلف عن سداد ديونها “في موعد أقربه الأول من يونيو على الأرجح” بينما توقعت لجنة الكونغرس للموازنة ذلك الموعد في 15 يونيو.

وحذرت يلين من عواقب “كارثية” إذا ما بات متعذرا على الإدارة الأميركية أن تسدد فواتيرها، مما سيجعلها غير قادرة على سداد أجور الموظفين الفيدراليين، وهو ما من شأنه أن يؤدي إلى رفع معدلات الفائدة بشكل كبير مع ما يمكن أن يرافق ذلك من تأثير على الشركات وحاملي الرهون العقارية.

بايدن “فخور” بتقدم المفاوضات بشأن رفع سقف الدين 

قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، الأربعاء، إنه فخور بالتقدم الذي تم تحقيقه، في مفاوضات رفع سقف الدين، لكنه أشار بأنه لن أقبل أي اقتراح يتعلق بصحة المواطن.

واتهم الديمقراطيون الجمهوريين باستخدام تكتيكات مفرطة لدفع أجندتهم السياسية قبل الموعد الذي ستبدأ فيه الولايات المتحدة بالتخلف عن سداد ديونها بسبب نفاد أموال الحكومة.

وفي مؤشر على تصاعد التوتر حول احتمال تخلف عن السداد، بعث أكثر من 140 من كبار المدراء التنفيذيين في الولايات المتحدة برسالة إلى بايدن وقادة الكونغرس، الثلاثاء، يشددون فيها على ضرورة التوصل لاتفاق.

وجاء في الرسالة الموقعة من الرئيسين التنفيذيين لشركة فايزر ومصرف مورغن ستانلي وسواهما، “نحض بشدة على التوصل لاتفاق بسرعة كي يتسنى لهذا البلد أن يتفادى سيناريو مدمر محتمل”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version