المؤرخ والباحث الإسرائيلي زئيف إيرلتش (71 عاما) كان برفقة رئيس أركان لواء غولاني العقيد يوآف ياروم، قرب قلعة أثرية في بلدة شمع جنوب لبنان (قالت مصادر إسرائيلية إن اسم الموقع “قبر النبي شمعون”) حين باغتهم صاروخ أطلقه عناصر من حزب الله اللبناني على المنطقة، ما تسبب بانهيار المبنى الذي كان يقف فيها، وأدى إلى مقتل المؤرخ وإصابة العقيد بجروح بليغة.

ولاقى انتشار الخبر رواجا كبيرا بين أوساط المغردين العرب، حيث تساءل ياسر الزعاترة عبر تغريدة عما كان يفعله عالم الآثار “الصهيوني العجوز” في جنوب لبنان، مضيفا أن الصحف الإسرائيلية وصفته بالباحث البارز في تاريخ أرض إسرائيل، ومؤلف كتب “السامرة وبنيامين”، و”دراسات يهودا والسامرة”.

وأكد الزعاترة أن الباحث الذي كان يرتدي الزي العسكري ويحمل سلاحا “قطعا لم يأت إلى لبنان لأجل القتال، بل جاء ينقّب عن آثار أجداده، كما يفعل في الضفة الغربية منذ عقود دون جدوى”.

كما علق أحد المغردين بالقول إن زئيف قُتل في جنوب لبنان بعد أن “طلب من صديق له، وهو قائد كتيبة في الجيش، إدخاله للبحث عن أدلة تاريخية في “أرض إسرائيل”، وإنه كان قد كتب العديد من المقالات المزيفة التي تهدف إلى إثبات أن أرض فلسطين تعود لليهود. مؤكدا أنه يعمل في توثيق المواقع الأثرية في القرى العربية في الضفة الغربية وينسبها لليهود. وقال أيضا إن “لديه العديد من المؤلفات والأبحاث والكتب المزورة التي تهدف إلى تزييف التاريخ”.

وعقّب أحد المغردين على فيديو نشره المؤرخ سابقا حيث يقف ويظهر وراءه مسجد أثري، ويقول فيه: “انظروا إلى هذا المسجد القديم في جنوب لبنان! يوجد تحته معبد قديم بناه اليهود”. وأضاف أن زئيف الذي “تسلل إلى لبنان برفقة جيش الاحتلال الإسرائيلي دون تصريح لإثبات أن جنوب لبنان جزء من إسرائيل. تم قتله قبل أن يتمكن من إنهاء المهمة”.

وقال معلق آخر إن الباحث المتخصص في “تاريخ أرض إسرائيل زئيف كتب العديد من المقالات عن أحقية إسرائيل “التاريخية” بأراض فلسطينية ولبنانية وغيرها، دخل إلى لبنان ليبحث عن علامات تقول إن الجنوب لهم، أراد أن يوثّق تاريخا مزيفا فأصبح من التاريخ. شبابنا أنهوا أبحاثه”.

في حين أكد أحد المغردين أن إيرليتش مقرّب من قادة الاحتلال ويُسمح له بالدخول لمواقع أثرية في الضفة الغربية بحراسة من الجيش. كما أنه “من مؤيدي فكرة إسرائيل الكبرى، وإقامة المستوطنات في كل مكان كان فيه وجود يهودي” وذلك يشمل جنوب لبنان، حيث دخل ليرى الحرب عن قرب فـ”تم ترحيله إلى جهنم مع صديقه”، بحسب وصفه.

وقال آخر إن زئيف إيرليش الذي يحمل اسما آخر هو “خانوخ” مستوطن عادي، مشيرا إلى أن جميع المستوطنين جنود، قد “شوهد تطاير أشلائه من السعادة بعد ترحيب مناسب من الحزب” مستنكرا وصفه بالمدني بالقول: “مدنيين بين العسكر!؟”.

وعلقت الصحفية اللبنانية مايا أبي عقل على الحادثة بالقول إن عالم الآثار قتل قرب قلعة شمع الجنوبية، خلال تفتيشه عن “أرض إسرائيل”، حين باغت مقاتلان من حزب الله مجموعة من الجيش الإسرائيلي حيث أصيب معه رئيس أركان لواء غولاني يوآف ياروم وآخرون.

كما نشر أحد المغردين صورة للبروفيسور زئيف إرليتش قال إنها في جنوب لبنان، وهي الصورة الأخيرة له قبل مقتله، مضيفا أنه “أحد أهم المؤرخين الإسرائيليين التابع للجناح اليميني المتطرف والذي ينفي وجود الشعب الفلسطيني”، والذي يطالب بعدم منحه أي حقوق على أرضه.

كما أكد معلق آخر على أن زئيف الباحث في مجال علم الآثار التوراتي، “من سارقي الآثار من المواقع التاريخية وأحد أعمدة الاستيطان”.

في المقابل انتشر الخبر في الأوساط الإسرائيلية، وعلق مغردون إسرائيليون على الحادثة، حيث كتب وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو على حسابه في تويتر أن زئيف ليس مجرد خبير قتل في لبنان، بل قصة اليهود جميعا، وأن “الخبير البالغ من العمر 71 عاما كان لديه “طاقة صبي يبلغ من العمر 17 عاما، ولديه قصة لكل حجر. التاريخ في كل طريق. كتاب مقدس في أحد الجيوب، وخريطة في الآخر”.

في حين نشر أحد المعلقين صورة تجمعه مع زئيف وآخرين قائلا إنه “عاش في جيلنا في أرض أجدادنا وسقط اليوم في لبنان”. مشيرا إلى أن الصورة الملتقطة كانت عند “قبر يوسف الصديق الذي أحبه كثيرا”.

وفي تويتر حساب يكتب في الوصف أنه “مجموعة من المواطنين الإسرائيليين الذين يهتمون بحقوق الإنسان ويعارضون الاحتلال. هدفنا هو رفع مستوى الوعي بما يحدث في الأراضي المحتلة من خلال تقاريرنا المباشرة كناشطين”؛ نشر تدوينة عقب مقتل الباحث الإسرائيلي في لبنان أرفق فيها صورة لجندي إسرائيلي وقال إن “الذي قتل زئيف حانوخ إيرليتش أمس في لبنان هو التفوق اليهودي. نفس التفوق اليهودي الذي يقتل الفلسطينيين في الضفة الغربية، والذي يدمر القرى، والذي يشعل النار في المنازل، ويقتل الأطفال والنساء في غزة من أجل الانتقام. والجيش يتراجع ولا يتوقف. قُتل جندي من الجيش بينما كان يحافظ على ذلك التفوق اليهودي”.

وقد اعترف وزير المالية الإسرائيلي ورئيس الحزب الديني الصهيوني بتسلئيل سموتريتش في حسابه على منصة إكس بأن الباحث المقتول في جنوب لبنان قد عمل بمساعدة مباشرة من الجيش الإسرائيلي على مر السنوات، حيث كتب أنه “ساهم كثيرا في أمن البلاد. وقد ساعده كبار الضباط على مر السنين في تحليل وفهم المنطقة وتداعياتها على الأمن والعمليات المستمرة”.

وعلى الرغم من أن كل الصور المنتشرة للباحث تظهره وهو يرتدي زيا عسكريا كاملا، ويحمل بندقية آلية، فإن جيش الاحتلال أعلن أن الخبير مدني وليس عسكريا، وأعلن عن فتح تحقيق بشأن طريقة دخوله إلى جنوب لبنان ووصوله إلى المكان الذي قتل قربه.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version