لن توافق الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” على قبول عضوية أوكرانيا، لكنها ستقدم لها ضمانات أمنية طويلة المدى، وفق تقرير لمجلة إيكونوميست.

وتوضح المجلة أن الحلفاء سيقدمون “الأسلحة والاستخبارات والمساعدات” لسنوات مقبلة، لكن لن يوافقوا على عضوية أوكرانيا في الحلف، وهو مطلب لطالما أثارته كييف.

وتقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام إلى حلف “الناتو” في سبتمبر 2022.

ودعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، السبت، قمة الحلف التي تنعقد في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، يومي 11 و12 يوليو الجاري، إلى منح بلاده “دعوة” للانضمام إلى التحالف العسكري الغربي.

وقال زيلنسكي: “نحن بحاجة في قمة فيلنيوس إلى إشارة واضحة للغاية وجلية مفادها أنه يمكن لأوكرانيا أن تصبح بعد الحرب دولة كاملة العضوية”.

وأضاف أن “هذه الدعوة للانضمام إلى الحلف الخطوة الأولى، خطوة عملية جدا، وستكون مهمة جدا بالنسبة إلينا”.

لكن وفق المجلة، فإنه من غير المتوقع أن تتم الموافقة على المطلب حاليا، وسيتعهد القادة في القمة بدلا من ذلك بمنح أوكرانيا “ضمانات” أمنية دائمة.

وذكرت أن الحلفاء الغربيين يناقشون سبل مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها بنفسها، الآن وفي المستقبل، وهدفهم “تعزيز مصداقية الغرب بدعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة، وبالتالي إضعاف أمل روسيا في أن شن حرب طويلة يمكن أن يقلب الطاولة”.

والهدف الآخر تأمين المساعدة الغربية لأوكرانيا تحسبا لاحتمال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل.

وعن طبيعة دعم أوكرانيا، تشير المجلة إلى وثيقة نشرت العام الماضي في “اتفاق كييف الأمني” تنص على جهود “لعدة عقود من الاستثمار المستمر في القاعدة الصناعية الدفاعية في أوكرانيا، ونقل الأسلحة القابلة للتطوير، والدعم الاستخباراتي من الحلفاء، والبعثات التدريبية المكثفة، والتدريبات المشتركة تحت علم الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.

وتصورت الوثيقة استخدام الجهات الضامنة “جميع عناصر قوتها الوطنية والجماعية” للرد على أي هجوم.

وبالنسبة لأوكرانيا، فإن أفضل ضمان أمني هو عضوية الحلف ووعده بالدفاع المتبادل، عملا بالمادة 5 من المعاهدة التأسيسية للمنظمة التي تشير إلى أن الهجوم على عضو واحد هو هجوم على الجميع.

لكن الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، تخشى تفسير قبول أوكرانيا، وهي دولة في حالة حرب، على أنه محاربة دول “الناتو” لروسيا، كما أن القول إن المادة 5 لن تطبق في الوقت الحالي، أو أنها لا تغطي خط المواجهة، سيعني إلغاء الالتزام بالدفاع المتبادل لدول الحلف.

وحتى في مسألة الضمانات، تخشى الولايات المتحدة أن تكون قوية للغاية، مما يعني التزاما بالدفاع عن أوكرانيا بشكل مباشر، بحسب ما أوردت “إيكونوميست”.

ومن غير المرجح أن تأتي الوعود مباشرة من “الناتو”، لكنها ستكون ثنائية أو تشمل بعض الدول، وفق التقرير، وربما تأتي من “مجموعة السبع” ولكن على الأرجح من أربع دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

والنسبة لأوكرانيا، سيتم الحكم على قيمة هذه الالتزامات على أساس معيارين: “هل ستعزز قدرة أوكرانيا على توجيه ضربة حاسمة الآن بعد أن أصبحت القوات الروسية في حالة فوضى بعد تمرد “فاغنر”؟ وهل ستقرب أوكرانيا من الناتو؟”

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version