بات مصير أوكرانيا مرتبطا بقادة في التسلل الهرمي للجيش، ومن أهمهم قائد القوات البرية، الجنرال أولكسندر سيرسكي، وفق مجلة إيكونوميست.

وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلنسكي، السبت، أن الجيش بدأ “الهجوم المضاد”. وبينما لم تتضح بعد تفاصيل هذا الهجوم، قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن القوات الأوكرانية نفذت محاولات “غير ناجحة” لمهاجمة منطقتي دونيتسك وزابوريجيا في جنوب البلاد، وكذلك باخموت، التي تقول روسيا إنها سيطرت عليها في الشهر الماضي، بعد 10 أشهر من المعارك العنيفة.

ودأبت أوكرانيا لأشهر على التأكيد أنها تخطط لشن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي التي تحتلها روسيا في الجنوب والشرق، لكنها تفرض تكتما صارما بشأن العمليات.

وسيتولى أولكسندر سيرسكي قائد القوات البرية الأوكرانية، القيادة العملياتية خلال هذا الهجوم، بصفته قائد القوات البرية.

وتدرب سيرسكي، المولود في 1965، في مدرسة القيادة العسكرية العليا في موسكو، وهي مدرسة تعادل “ويست بوينت” الأميركية خلال فترة الاتحاد السوفيتي، وفق إيكونوميست. 

وقبل أن يصبح قائدا للقوات البرية الأوكرانية، عام 2019، كان القائد البري للعمليات في شرق البلاد، ولعب دورا بارزا في العمليات التي انطلقت، عام 2014، بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم. 

ويقول محللون غربيون إن تكتيكاته القتالية تعكس تدريبه على النسق الهرمي السوفيتي، لكن مرونته في العمليات تجعله مميزا.

الجنرال أولكسندر سيرسكي حقق انتصارات كبيرة

وهو يؤمن باللامركزية، التي تعلمها خلال فترة عمله في بروكسل عام 2013، حيث التقى بممثلي حلف “الناتو” لمناقشة كيفية تحديث القوات الأوكرانية. 

وتقول إيكونوميست إن العديد من انتصارات الجيش الأوكراني، منذ الغزو الروسي في فبراير 2022، يمكن أن تعود إلى الجنرال سيرسكي. 

وفي فبراير 2022، عندما احتشدت القوات الروسية على الحدود، أمر الجنرال بنقل المعدات العسكرية من القواعد، حتى لا تتعرض للتدمير من جراء الضربات الجوية.

وبينما كان زيلنسكي يقلل من مخاطر وقوع هجوم على العاصمة كييف، كان سيرسكي يستعد لهجوم، حيث تم إنشاء حلقتين دفاعيين حول المدينة، وتم تقسيم حدودها بين الجنرالات المخولين اتخاذ قرارات تكتيكية. 

وفي مارس 2022، تم تفجير سد على نهر إيربين لإغراق المواقع الروسية وتدمير الجسر العائم لمنعها من الاقتراب من المدينة، وهو ما أدى إلى تراجع الغزاة.

وفي أبريل 2022، حصل الجنرال على وسام بوهدان خميلنيتسكي، الذي يُمنح “لواجب استثنائي في الدفاع عن سيادة الدولة وأمنها”.

وفي يوليو، خطط ونفذ عملية ناجحة لإبعاد القوات الروسية عن مدينة خاركيف، حتى لا تتمكن مدفعيتها من الوصول إليها.

وكان الجنرال سيرسكي هو من رفع العلم الأوكراني في مدينة بالاكليا المحررة. 

ومؤخرا، قاد الدفاع عن باخموت، وقال أثناء الدفاع عنها إن القوات الروسية لن تتخلى عن هدف السيطرة على باخموت “أيا يكن الثمن”.

ونشر قائد القوات البرية الأوكرانية مقطعا مصورا قال إنه للقوات الخاصة من داخل المدينة المدمرة. وكانت هناك انتقادات لتركيز هذا الجهد على مدينة غير مهمة من الناحية الاستراتيجية، لكن البعض قال إن الهدف ربما كان إنهاك الروس.

ويقول التقرير إن أوكرانيا ستكون بحاجة إلى العديد من القادة مثل الجنرال سيرسكي، حتى تحقق مكاسب في الهجوم المضاد.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version