يمثل مقتل زعيم حركة حماس، يحيى السنوار، حدثا مفصليا في مسار الحرب الدائرة بغزة منذ أزيد من عام، وفي الوقت الذي قد يخلق فيه هذا المستجد فرصة محتملة لإنهاء الصراع، يفرض في المقابل، تحديات جديدة على جميع الأطراف.

وبقدر ما يمثل مقتل مهندس هجوم السابع من أكتوبر، أحد أكبر مكاسب القوات الإسرائيلية ميدانيا في غزة، فإنه يفرض في الوقت ذاته، تحديات جديدة بشأن  التوصل إلى اتفاق لاستعادة الرهائن وإنهاء الحرب الدائرة في القطاع الفلسطيني، وفقا لـ”تايمز أوف إسرائيل”.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أن “تشتت حماس قد يصعب عملية التفاوض الموحدة”، من أجل التوصل لاتفاق يفضي لإطلاق سراح الرهائن.

وأشارت في السياق ذاته، إلى أن احتمال “عدم وجود خليفة واحد للسنوار”، قد يؤدي أيضا إلى تحول حماس إلى ميليشيات متعددة يديرها قادة محليون، كل منهم لديه مطالبه الخاصة، علاوة على صعوبة جمع جميع الرهائن في ظل الوضع الجديد، خاصة مع وجود قيادة أقل قوة ومصداقية.

من جهتها، أوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن مقتل السنوار يخلق فرصة لإسرائيل لإعلان النصر وإنهاء الحرب في قطاع غزة، غير أنها أشارت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، لا يزال يبقي على جميع “خياراته” مفتوحة.

واعتبر نتانياهو الذي كان قد توعد بـ”القضاء” على حماس بعد هجوم مسلحي الحركة على جنوب إسرائيل، العام الماضي، أن مقتل السنوار “محطة مهمة” في تراجع الحركة لكن “الحرب لم تنتهِ بعد”.

ومع ذلك، تضمّن خطابه، بحسب الصحيفة، “إشارات” إلى أنه قد يحول تركيز إسرائيل من القضاء على ما تبقى من حماس إلى إعادة الرهائن الإسرائيليين الـ101 الذين ما زالوا مختطفين في غزة من قبل الجماعة التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

مقتل السنوار يفتح باب التكهنات بشأن مصير الرهائن بغزة

أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية، بأن رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، سيعقد اجتماعا أمنيا خاصا بمشاركة وزراء الحكومة ومسؤولين أمنيين في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، الخميس، غداة مقتل زعيم حماس، يحيى السنوار.

ويواجه نتنياهو ضغوطا متزايدة من الولايات المتحدة لاعتبار القضاء على السنوار نقطة تحول مهمة في مسار الحرب، وذلك لإحياء المساعي المتوقفة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار من شأنه تحرير الرهائن.

وتؤيد هذا الموقف أيضا المؤسسات العسكرية والاستخبارية الإسرائيلية، وفقا للصحيفة الأميركية.

وترى الولايات المتحدة في مقتل زعيم حركة حماس فرصة فريدة، وتعتزم “مضاعفة الجهود” من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب بين الحركة وإسرائيل في قطاع غزة.

وفيما تبذل واشنطن مساع متواصلة لوقف الحرب المستمرة، منذ أكثر من سنة في قطاع غزة، قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، أعلن الرئيس جو بايدن، الخميس، أنه “حان الوقت للمضي قدما” نحو وقف إطلاق النار.

وقال إنه سيرسل وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل خلال “أربعة أو خمسة أيام” للضغط على السلطات الإسرائيلية بهذا الصدد.

مقتل السنوار.. تداعياته على مستقبل عمليات إسرائيل العسكرية في غزة

قبل أكثر من عام أطلقت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد حماس متعهدة بالقضاء على قادتها وبالأخص العقل المدبر وراء هجمات السابع من أكتوبر، زعيم الحركة، يحيى السنوار.

وبحسب الصحيفة، يمثل مقتل السنوار، “أهم انتصار ملموس لإسرائيل” بعد عام من القتال في غزة، وبعد أن قضت إسرائيل على جميع قادة حماس البارزين في غزة تقريبا، باستثناء شقيق السنوار محمد، الذي يشرف على العمليات العسكرية اليومية للجماعة، ويمكن أن يصبح رئيسها الآن.

كما تجادل المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية منذ أشهر بأن القضاء التام على حماس غير واقعي، وأن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لإنقاذ الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة.

وفي ظل هذه المستجدات الأخيرة، يبقى أمام نتانياهو مساران يمكنه اتباعهما إما اغتنام الفرصة لإنهاء الحرب وتلبية مطالب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، أو مواصلة القتال إرضاءً لقاعدته السياسية اليمينية.

ويشير التقرير إلى أن قرار نتانياهو سيكون حاسما في تحديد مصير الحرب الأوسع في الشرق الأوسط، ومصير الرهائن في غزة، وأيضا على علاقات إسرائيل الدولية المتوترة، بل حتى على مستقبله.

ماذا يعني مقتل السنوار لحماس وإسرائيل؟

بمقتل زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار تكون الحرب في غزة دخلت في مرحلة جديدة و”حساسة إلى حد كبير” كما يراها مراقبون وخبراء تحدث معهم موقع “الحرة”.

من جهتها، أشارت صحيفة “هآرتس”، إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يواجهون صعوبة في هذه المرحلة في تقييم مدى تأثير مقتل زعيم حماس على مصير الرهائن في غزة وأي صفقة محتملة للإفراج عنهم.

وبالإضافة إلى المخاوف من أن حماس، قد تسعى للانتقام لموت زعيمها بإيذاء الرهائن، يعرب مسؤولون أيضا عن أملهم في أن يكون كسر الجمود في المحادثات بشأن صفقة الرهائن وتوجيه حماس نحو اتفاق وقف إطلاق النار ممكنا الآن بعد خروج السنوار من الصورة.

واعترف أحد المصادر المشاركة في المفاوضات لـ”هآرتس”، قائلا، إن”من السابق لأوانه معرفة كيف سيؤثر القتل على الصفقة”.

واعتبر تقرير هآرتس، أن مقتل السنوار يثير أربعة أسئلة رئيسية تتعلق بمصير الرهائن الـ101 المتبقين في غزة؛ أولها بشأن خليفته في قيادة حماس والمفاوضات بشأنهم.

وثانيا، عن مكان تواجد الرهائن، وكيفية تأثير أي صفقة  على حسابات الحرب الإقليمية، بالإضافة إلى سؤال بشأن إن كانت التطورات الأخيرة ستؤدي إلى مرونة إسرائيلية في المفاوضات.

وذكرت هآرتس، أنه كان يُعتقد سابقا أن السنوار يحيط نفسه برهائن كدروع بشرية، لكن تحركه مؤخرا دون رهائن قد يكون أنقذ حياتهم.

وبينما أفادت بأنه كان يُنظر إلى السنوار على أنه عقبة أمام التوصل إلى اتفاق لأسباب تكتيكية واستراتيجية، أوضحت أن مقتله، إضافة إلى اغتيال قادة آخرين في حماس وحزب الله، قد يدفع  إيران وحزب الله وحماس للسعي لإنهاء القتال.

كما قد يتيح مقتل السنوار لنتانياهو إعلان “النصر الكامل” الذي كان يسعى إليه، وقد يسمح له بانتهاج سياسة أكثر مرونة لتأمين إطلاق سراح الرهائن، لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مهتما بذلك، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version