قالت القوات الروسية إن المعارك احتدمت مع الجيش الأوكراني اليوم الجمعة في زاباروجيا جنوبي أوكرانيا، في حين أعلنت موسكو إصابة مبنى سكني بمدينة فورونيج الروسية جراء هجوم بطائرة مسيرة.

وقال حاكم مقاطعة فورونيج جنوبي غربي روسيا إن الطائرة المسيرة سقطت على مبنى سكني في مركز المقاطعة، مما أدى إلى إصابة شخصين على الأقل بجروح.

ويعد هذا أول هجوم من نوعه على مدينة فورونيج التي يسكنها قرابة مليون نسمة وتقع ما بعد مقاطعة بيلغورود الحدودية التي تعرضت لقصف أوكراني مكثف.

وسجلت هجمات بطائرات مسيرة على مدن روسية منذ بدء روسيا هجومها على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022، لكنها تصاعدت في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع إعلان كييف استعدادها لشن هجوم مضاد كبير.

وقال ألكسندر غوسيف حاكم فورونيج عبر تطبيق تليغرام “سقطت مسيّرة على شارع بيلينسكي”. ويقع هذا الشارع وسط المدينة قرب جامعة فورونيج.

وعرضت وسائل إعلام رسمية روسية صورا لمبنى تحطمت بعض نوافذه واسودّ أحد جدرانه في مكان سقوط المسيرة على ما يبدو.

وأعلن الكرملين على الفور أن أجهزة الاستخبارات الروسية تحقق في الهجوم الذي استهدف فورونيج.

على صعيد آخر، أفادت السلطات المحلية الموالية لروسيا في مقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا بسقوط 3 جرحى في قصف أوكراني استهدف مدينة غورلوفكا في المقاطعة.

يشار إلى أن غورلوفكا تتعرض لقصف يومي بعشرات القذائف والصواريخ، نظرا لموقعها الجغرافي الذي يصل مدينة باخموت الإستراتيجية بمدينة دونيتسك عاصمة المقاطعة.

آثار قصف صاروخي روسي على مقاطعة شيركاسي وسط أوكرانيا (رويترز)

ضربة جوية روسية

وفي الجانب الآخر، قالت السلطات الأوكرانية إن روسيا نفذت ضربة جوية جديدة على أوكرانيا خلال الليل بصواريخ كروز وطائرات مسيرة، في حين وردت أنباء عن مساعدات عسكرية جديدة من الولايات المتحدة لكييف بقيمة ملياري دولار.

وقال الجيش الأوكراني صباح اليوم الجمعة إنه أسقط 4 صواريخ كروز (مجنحة) من أصل 6 صواريخ أطلقتها روسيا، كما أسقط 10 طائرات مسيرة هجومية من أصل 16 خلال الهجوم، الذي قال سلاح الجو الأوكراني إنه استمر نحو 6 ساعات خلال الليل.

من جهتها، قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن شخصا قتل وأصيب 3 آخرون، وأشارت إلى أن الحطام المتساقط تسبب في تدمير 4 بنايات.

ونشرت الوزارة صورا على تليغرام لفرق إطفاء تتعامل مع نيران مشتعلة في أحد المباني السكنية على ما يبدو.

كما أعلنت السلطات الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك شرقي البلاد سقوط قتيل و7 مصابين جراء قصف روسي على مدن عدة في المقاطعة.

من جهتها، أعلنت الإدارة العسكرية في مقاطعة خاركيف شمالي شرقي البلاد تضرر منشأة طبية ومبان سكنية جراء قصف وهجوم بالطائرات المسيرة الليلة الماضية.

قادة الجيش الروسي أبلغوا القيادة السياسية أنهم تمكنوا من صد هجمات أوكرانية مكثفة (رويترز-أرشيف)

معارك زاباروجيا

وعلى وقع القصف تشتد المعارك في جبهات عديدة جنوبي أوكرانيا وشرقيها، إذ تشير التقديرات الروسية إلى أن الجيش الأوكراني قد بدأ على الأرجح هجومه المضاد الذي أعد له على مدى أشهر، لكن كييف رفضت التعليق على الأمر، واتهمت موسكو بنشر أكاذيب بشأنه.

وأعلنت مجموعة قوات “فوستوك” الروسية اليوم الجمعة اندلاع مواجهات ضارية بالمدفعية والطائرات المسيرة، وبمشاركة وحدات المشاة.

وقال متحدث باسم المجموعة إنه تم تدمير 13 دبابة أوكرانية في المعارك الدائرة بمقاطعة زاباروجيا (جنوب) و8 دبابات أخرى في مقاطعة دونيتسك (شرق).

وجاء ذلك بعدما قالت القوات الروسية إنها صدت محاولات متكررة من الجيش الأوكراني خلال الأيام الماضية لاختراق الجبهة وشق صفوف قواتها.

وأبلغ كبار قادة الجيش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس أن روسيا تمكنت من صد الهجمات بنجاح، التي تقول عنها موسكو إنها جزء من هجوم مضاد كبير تشنه أوكرانيا منذ الأحد الماضي.

وقال مدونون عسكريون روس إن هناك معارك ضارية على جبهة زاباروجيا بالقرب من مدينة أوريكيف.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times) عن 3 مسؤولين أميركيين كبار قولهم إن الهجوم الأوكراني المضاد ينفذ حاليا.

مساعدات أميركية بمليارين

من ناحية أخرى، نقلت شبكة “بلومبيرغ” (Bloomberg) عن مصادر مطلعة أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تستعد لتقديم حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة ملياري دولار.

وأوضحت المصادر أن هذه الحزمة ستتضمن معدات لدعم الدفاع الجوي الأوكراني.

وجاءت هذه الأنباء بعد ساعات من محادثات أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في واشنطن، وأكدا خلالها ضرورة ردع روسيا في أوكرانيا وتعزيز الدعم لكييف.

مكالمة لمجموعة “تخريب”

في غضون ذلك، تواصل السلطات الأوكرانية التعامل مع تداعيات تدمير سد نوفا كاخوفكا جنوبي البلاد، وقد نشرت ما قالت إنها مكالمة هاتفية تثبت مسؤولية روسيا عن تفجير السد، وسط اتهامات متبادلة بين الجانبين.

وقال جهاز الأمن الداخلي الأوكراني اليوم الجمعة إن المكالمة التي رصدها تثبت أن “مجموعة تخريب” روسية فجرت سد ومحطة كاخوفكا لتوليد الطاقة الكهرومائية في مقاطعة خيرسون.

ونشر الجهاز على قناته في تليغرام مقطعا صوتيا مدته دقيقة ونصف الدقيقة للمكالمة التي بدا فيها أن رجلين يناقشان تداعيات الكارثة باللغة الروسية.

وقال رجل منهما وصفه جهاز الأمن الداخلي الأوكراني بأنه جندي روسي “إنهم (الأوكرانيين) لم يضربوه. كانت هذه مجموعتنا التخريبية.. أرادت تخويف (الناس) بهذا السد”.

وأضاف “لكن الأمر لم يمض وفق الخطة، و(قاموا) بأكثر مما خططوا له”.

ولم يكشف الجهاز عن تفاصيل أخرى للمحادثة أو المشاركين فيها. وقال إنه فتح تحقيقا جنائيا في جرائم حرب و”إبادة بيئية”.

وذكر في بيان أن “الغزاة أرادوا ابتزاز أوكرانيا بتفجير السد وأحدثوا كارثة من صنع الإنسان في جنوبي بلادنا”.

من جانب آخر، قالت الإدارة العسكرية الأوكرانية في خيرسون اليوم الجمعة إن مستوى المياه التي فاضت بعد تدمير السد انخفض إلى نحو 5.35 أمتار.

وذكرت الإدارة أن المياه غمرت حتى الآن 3624 منزلا، وأن السلطات أجلت 2352 شخصا من المناطق المتضررة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version