بهجوم واحد، قتل 280 شخصا في منطقة الجنينة في دارفور السودانية، بعد ساعات فقط من توقيع هدنة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، منتصف مايو الماضي.

دارفور نفسها كانت مسرحا لعمليات إبادة جماعية استمرت لسنوات وتركت آلاف القتلى، كما أن الآلاف من سكانها نازحون بسبب العنف.

وتقول صحيفة نيويورك تايمز إن المسلحين الذين هاجموا الجنينة وصلوا على دراجات نارية وخيول وسيارات، واستمروا بإطلاق النار لساعات على المنازل واقتحموا المتاجر والعيادات الطبية.

ووفقا للصحيفة، فقد كان المسلحون الذين تدفقوا على الجنينة مدعومين من القوات شبه العسكرية (الدعم السريع) وقد قوبلوا بمقاومة شرسة من المقاتلين المسلحين، بمن فيهم بعض سكان المدينة، الذين تلقوا أسلحة من الجيش، وفقا لما نقلته الصحيفة عن أطباء وعمال إغاثة ومحللين.

وتعقب القناصون، وفقا للصحيفة، المدنيين الذين حاولوا الفرار من المنطقة مخاطرين بعبور مناطق جرداء في ظل درجات حرارة عالية.

وتشير مقابلات الصحيفة، التي أجريت خلال الأسبوع الماضي، مع نازحين وعمال إغاثة ومسؤولين في الأمم المتحدة أن “المنطقة محاصرة بمستويات من العنف لم يسبق لها مثيل في السنوات الأخيرة”.

ومنذ 15 أبريل الماضي، أدت الحرب في السودان بين الجيش بقيادة الفريق أول، عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التابعة للفريق أول، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، إلى مقتل أكثر من 1800 شخص ونزوح أكثر من 1,5 مليون شخص.

وفر أكثر من 370 ألف شخص من دارفور في الأسابيع السبعة الماضية، وفقا للمنظمة الدولية للهجرة.

وتصاعد القتال في المنطقة أيضا في السنوات الأخيرة بعد رحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وتدفق المرتزقة ومقاتلي المعارضة عبر الحدود التي يسهل اختراقها مع ليبيا وتشاد المجاورتين.

كما اشتبك المزارعون الأفارقة والرعاة العرب الرحل، المدعومون في بعض الأحيان من رجال “حميدتي”، في صراع الموارد والأراضي المتضائلة.

وفي مدن مختلفة في جميع أنحاء المنطقة، أفاد قادة المجتمعات المحلية وعمال الإغاثة والمراقبون بتراكم الأسلحة وزيادة حملات التجنيد من قبل الجيش والقوات شبه العسكرية على حد سواء. كما بدأ حميدتي، الذي يتم تجنيد قواته بشكل أساسي من القبائل العربية، في تجنيد جنود من القبائل الأفريقية في محاولة لكسب ود الناس وتعزيز سلطته في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن فلور بيالو، منسقة مشروع “أطباء بلا حدود” في الجنينة، قولها إن المنطقة “هي واحدة من أسوأ الأماكن على وجه الأرض في هذه اللحظة”.

وتعرضت اثنتا عشرة امرأة على الأقل للاغتصاب في الجنينة، وفقا لمنى أحمد، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة فرت من المدينة الشهر الماضي. وقالت أحمد للصحيفة إن العدد الحقيقي لضحايا الاغتصاب أعلى على الأرجح.

وقالت إن الأطراف المتحاربة في دارفور “لن تتوقف عند أي شيء حتى تنفد ذخيرتها أو جثثها للقتل”.

ومع انهيار محادثات وقف إطلاق النار في المملكة العربية السعودية والدعوة إلى حمل السلاح التي أطلقها حاكم دارفور، ميني أركو ميناوي، يمكن أن تنجر المنطقة إلى حرب أكثر شراسة وأطول أمدا.

ولسنوات، شنت حكومة الرئيس السابق، عمر حسن البشير، حملة قتل واغتصاب وتطهير عرقي في دارفور أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 300 ألف شخص منذ عام 2003.

وكان الجنرالان اللذان يتنافسان الآن على السلطة في السودان من بين أولئك الذين ارتكبوا تلك الفظائع، وفقا للصحيفة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version