مع وصول الحرب في أوكرانيا يومها الـ 500، وتصاعد المعارك، ضد الجيش الروسي الغازي، يرى تقرير لموقع “أكسيوس” أن نجاح الهجوم المضاد الذي أطلقته كييف قد يؤدي إلى تسهيل الوصول إلى تسوية تفاوضية، لكنه يشترط ثلاثة أمور لتحقيق ذلك.

يرى التقرير بأن كل ما سيحدث، بناء على الشروط الثلاثة، التي سيأتي ذكرها لاحقا، يعتمد جزئيا على مساحة الأراضي المحتلة التي يمكن لأوكرانيا استعادتها.

1- الدبلوماسية

التقى مسؤولون أميركيون كبار سابقون مع نظرائهم الروس بمن فيهم وزير الخارجية، سيرغي لافروف، في محاولة لتمهيد الطريق لمحادثات سلام محتملة، وفقا لتقارير شبكة “إن بي سي” الإخبارية.

وعقد اجتماع مع لافروف في نيويورك، في أبريل، لكن لا توجد مؤشرات على أن الكرملين مستعد حاليا لتقديم تنازلات من أجل السلام.

وبالمثل، يواصل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الإصرار على أن أوكرانيا ستستعيد كامل أراضيها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو في عام 2014، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الأوكرانيين يؤيدون رؤيته.

وأخبر مسؤولون أوكرانيون مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بيل بيرنز، خلال زيارة سرية قادته، الشهر الماضي، إلى كييف، أنهم يعتقدون أنه إذا تقدمت القوات الأوكرانية في الشرق وتحركت على مسافة قريبة من شبه جزيرة القرم في الجنوب، فإن روسيا ستتفاوض من أجل تجنب الهزيمة والسيطرة على شبه الجزيرة المحتلة.

معلنا زيارة بوتين لتركيا.. إردوغان يشدد على ضرورة عودة روسيا وأوكرانيا “إلى مباحثات السلام”

أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الجمعة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يزور تركيا الشهر المقبل، وشدد على ضرورة أن تعود موسكو وأوكرانيا إلى مباحثات السلام.

تعليقا على ذلك، يقول تقرير “أكسيوس” إنه حتى في ظل هذه الظروف، من غير الواضح كيف يمكن أن تبدو الصفقة التي يمكن أن يوقعها كل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزيلينسكي، بالنظر إلى أن الأول ادعى أن مساحات شاسعة من أوكرانيا أصبحت أراض روسية.

ومع ذلك، فإن طريقة تعامل بوتين مع تمرد فاغنر حيث أبرم صفقة مع يفغيني بريغوجين لوقف مسيرته نحو موسكو تشير إلى أنه قد يكون على استعداد للتفاوض إذا “أجبر” على ذلك.

2- الهجوم المضاد

في الوقت الحالي، لم يحرز الهجوم المضاد لأوكرانيا سوى تقدم تدريجي.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، الأسبوع الماضي، إنه في حين أن أوكرانيا لم تجلب حتى الآن العديد من قواتها المسلحة والمدربة من الغرب للمشاركة في القتال، فإن قواتها لم تصل بعد إلى أكثر الخطوط الدفاعية الروسية تحصينا.

وتقدر وزارة الدفاع البريطانية أن القوة الروسية مستنفدة الآن لدرجة أن موسكو لن تكون قادرة على شن هجوم خاص بها، لكن مسؤولين في كييف يعترفون بأن دفاعات روسيا، التي تشمل طبقات متعددة من حقول الألغام والخنادق، كانت أقوى من المتوقع.

وأعرب كبير جنرالات أوكرانيا عن إحباطه من القول إنه يتحرك ببطء شديد، في حين قال زيلينسكي لشبكة “سي أن أن” إن أوكرانيا كان من الممكن أن تهاجم في وقت مبكر وبشكل أكثر فاعلية إذا تلقت المزيد من المعدات الغربية.

في غضون ذلك، قرر البيت الأبيض تقديم ذخائر عنقودية لمساعدة أوكرانيا على مهاجمة التحصينات الروسية، على الرغم من مخاوف من أن تلك القنابل ستعرض المدنيين للخطر.

القنابل العنقودية لأوكرانيا.. ما سر توقيت موافقة واشنطن على القرار؟

بعد 500 يوم على بدء الحرب الأوكرانية، ورغم امتناع واشنطن مبدئيا عن إرسال قنابل عنقودية لتستخدمها كييف ضد القوات الروسية، إلا أنها وافقت، الجمعة، على ذلك وسط انتقادات من منظمات إنسانية.

يذكر أن ميلي حذر من أن هذه ليست سوى المراحل الأولى من الهجوم الأوكراني، الذي سيكون “طويلا جدا” و”شديد الدموية”.

يقول ألكسندر غابوييف، مدير مركز “روسيا أوراسيا” في مؤسسة كارنيغي، لموقع أكسيوس، إن المسؤولين العسكريين الروس متفائلون بحذر بشأن كيفية تنفيذ الهجوم المضاد، لكنهم يعترفون بأن الأمور يمكن أن تتغير بشكل كبير قبل الشتاء.

3- التهديد النووي

بينما يأمل المسؤولون في كييف أن تدفع اختراقاتهم العسكرية بوتين إلى السعي لوقف إطلاق النار، يشير غابوييف إلى أنها قد تدفعه أيضا إلى الوصول إلى مخزونه النووي إذا بدا أن قبضته على السلطة مهددة.

يقول غابوييف: “السيناريوهات التي نعتقد أن بوتين قد يستخدم فيها الأسلحة النووية هي في الحقيقة أحداث ذات تأثير عالٍ وقليلة الاحتمال، وهي التطورات السريعة في ساحة المعركة التي تجعل بوتين يعتقد أنه يخسر هذه الحرب بطريقة كارثية”.

ويأخذ المسؤولون في واشنطن وبكين هذا الاحتمال على محمل الجد، إذ حذر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بوتين شخصيا، في مارس، من استخدام الأسلحة النووية، وفقا لتقرير نُشر هذا الأسبوع في صحيفة “فاينانشال تايمز”.

وفي الوقت ذاته، أبلغت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بوتين أنهم سيهاجمون روسيا بوسائل غير نووية إذا تابع التهديدات باستخدام سلاح نووي تكتيكي.

وتوقف بوتين عن توجيه مثل هذه التهديدات، ربما لأنه كان مقتنعا بأن استخدام سلاح نووي تكتيكي في ساحة المعركة لن يساعد روسيا على كسب الحرب، وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز.

استخدام النووي في حرب أوكرانيا.. هل ضغط الرئيس الصيني على بوتين؟

حذر الرئيس الصيني، شي جينبينغ، شخصيًا، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين من مخاطر استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن العملاق الآسيوي لديه مخاوف جدية بشأن الحرب التي تشنها موسكو على كييف، وذلك وفقًا لمسؤولين من بكين والغرب.

في غضون ذلك، اقترح محللان عسكريان روسيان بارزان استراتيجية أخرى: ضربة نووية استباقية في بولندا أو في أي مكان آخر على أراضي الناتو لإقناع الغرب بالتراجع.

الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، قال إن الحرب يمكن أن تنتهي بضربة نووية مدمرة، وإن “نهاية العالم النووية” أمر محتمل.

يقول غابوييف إن مثل هذه التصريحات قد تعكس المزاج السائد في موسكو، لكنها لا تعكس بالضرورة المناقشات الداخلية في الكرملين.

من جانبه، قال بوتين، الشهر الماضي، إن روسيا “ليست بحاجة” لاستخدام أسلحتها النووية.

زيلينسكي حذر من نوع مختلف من التهديد النووي، حيث قال، الثلاثاء، إن روسيا وضعت “أشياء تشبه المتفجرات” على سطح محطة زاباروجيا النووية.

ونفى الكرملين ذلك وزعم أن كييف ربما كانت تخطط لهجوم “تخريبي” خاص بها.

ولن يتسبب أي انفجار محتمل في زاباروجيا في كارثة شبيهة بكارثة تشيرنوبيل، وسيتم احتواء خطر الإشعاع في المنطقة المحلية، كما يقول الخبراء لشبكة “سي أن أن”.

تجدر الإشارة إلى أن بريغوجين عاد إلى روسيا، وفقا لرئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان سيتم استيعاب مرتزقته في الجيش الروسي أم لا.

وأثار تمرد فاغنر لفترة وجيزة احتمال قيام زعيم روسي جديد بالسيطرة على الكرملين والجهود الحربية الروسية وترسانتها النووية.

كما قدم تذكيرا، بعد ما يقرب من 500 يوم من القتال، بأن هذه الحرب لا يزال بإمكانها أن تتحول في اتجاهات غير متوقعة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version