نفت كل من الولايات المتحدة ولبنان صحة المعلومات التي أشارت إلى أن واشنطن طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد.
هذا النفي تزامن مع زيارات مكثفة أجراها المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، آموس هوكستين، والمبعوث الخاص لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك في لبنان وإسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية لدفع جهود وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران.
مارك غينسبرغ الدبلوماسي الأميركي السابق، قال لقناة “الحرة” إن الحكومة الإسرائيلية مصرة على موقفها بأن تكون “حرة في التصرف” بموجب قرار أممي يتم تعديله ومراجعته “يتيح لإسرائيل حرية التصرف والدخول الى جنوب لبنان” وأوضح أن حرية التصرف هذه تعتبر “نقطة يصعب تحقيقها”.
وكانت وكالة رويترز نقلت مصدر سياسي لبناني كبير ودبلوماسي رفيع المستوى القول إن الولايات المتحدة طلبت من لبنان إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد مع إسرائيل من أجل إحياء محادثات متوقفة لإنهاء الأعمال القتالية بين إسرائيل وجماعة حزب الله.
وقال المصدران إن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستين نقل المقترح لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي هذا الأسبوع.
غينسبر أضاف لقناة “الحرة” أن الصعوبة الثانية في وقف إطلاق النار في لبنان “هي رفض حزب الله لأي تعديل على قرار 1701 وتطبيق بنود هذا القرار سيما تلك المتعلقة بطبيعة القوات المطلوب انتشارها في جنوب لبنان سواء كانت من الجيش اللبناني أو قوات أممية، أو تكون مزيج بينهما”.
بعد أسبوع من الهدوء.. تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت
بعد نحو أسبوع من الهدوء الحذر، جددت المقاتلات الحربية الإسرائيلية، فجر الجمعة، غاراتها الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، حسبما أفادت مراسلة الحرة.
مسؤول في البيت الأبيض نفى الجمعة، أن تكون الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال للحرة “لا وجود لأي مقترح من هذا القبيل”، مشددا أن واشنطن تعمل مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وأوضح المسؤول أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض زاروا لبنان وإسرائيل في الأيام القليلة الماضية لدفع هذه الجهود إلى الأمام.
مكتب ميقاتي نفى بدوره في بيان، نقلا عن رويترز، أن تكون واشنطن طلبت من بيروت إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال إن موقف الحكومة واضح بشأن السعي إلى وقف إطلاق النار من الجانبين وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى الجولة السابقة من الصراع بين الطرفين في عام 2006.
ولا تلوح في الأفق القريب بوادر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، على الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لتقريب وجهات النظر بين الحكومة اللبنانية وإسرائيل.
فما رشح عن اللقاءات التي أجراها المبعوثين الأميركيين هوكستين وماكغورك في إسرائيل، ومن قبلها في لبنان، أبقت كل طرف متمسكا بمواقفه وشروطه من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
لقاءات هوكستين وماكغورك في إسرائيل مؤخرا، مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يواف غالانت، تمحورت حول الرغبة في إنهاء تهديد حزب الله ضد إسرائيل، وعودة سكان الشمال إلى ديارهم.
لكن العقدة بين بيروت وتل أبيب تكمن في تطبيق القرار 1701، وتفسر كل طرف لبنود هذا القرار، إذ يلقي كل طرف باللائمة على الآخر في عدم الالتزام بما جاء فيه.
وينص القرار الذي أقره مجلس الأمن الدولي عام ألفين وستة، على ضرورة عدم وجود قوات مسلحة غير اليونيفيل والجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، ما يعني انسحاب قوات حزب الله من مناطق جنوب لبنان بشكل كامل.
لكن، ومنذ ذلك الحين، عزز الحزب وجوده العسكري في جنوب لبنان، وهو ما بات يشكل قلقا لإسرائيل، التي أكد رئيس حكومتها أن القضية الأساسية ليست في مسودة هذا الاتفاق أو ذاك، بل بقدرة إسرائيل على إنفاذ الاتفاق وإحباط أي تهديد لأمنها من لبنان.