أعلن أبو محمد الجولاني القيادي في إدارة العمليات المشتركة التابعة للمعارضة السورية -اليوم الخميس- أن المعارضة المسلحة تمكنت من دخول مدينة حماة، كما دعا العراق لعدم السماح للحشد الشعبي بالتدخل في سوريا.

وفي مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق “تلغرام”، خاطب الجولاني أهالي المدينة قائلا “أبشّركم أن إخوانكم المجاهدين الثوار بدؤوا بالدخول إلى مدينة حماة لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا 40 عاما”.

وأضاف “أسأل الله عز وجل أن يكون فتحا لا ثأر فيه بل فتحا كله رحمة ومودة”.

وبعد معارك شرسة استمرت أياما، تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من دخول مدينة حماة، رابع كبرى مدن البلاد، كما أعلنت إخراج مئات السجناء من سجن المدينة المركزي الذي دخلته أيضا.

وأقر الجيش السوري -في بيان- بخسارته المدينة، موضحا أنه “خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية.. تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها”.

وأضاف “قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة”.

عبر الخريطة التفاعلية.. أين وصلت قوات المعارضة السورية؟

مأساة حماة

وإثر اندلاع النزاع عام 2011، شهدت مدينة حماة تظاهرات شعبية سلمية قمعتها دمشق بالقوة، ولم تتمكن فصائل “الجيش السوري الحر” ومقاتلو المعارضة آنذاك من السيطرة عليها.

وتشكل خسارة حماة بعد مدينة حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، في غضون أيام، ضربة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد الذي كان تمكن خلال السنوات الماضية بدعم من حليفين رئيسيين، روسيا وإيران، من بسط سيطرته على ثلثي مساحة البلاد.

وشهدت حماة أحداثا دامية في عام 1982، حينما سحق الرئيس حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي بشار، انتفاضة، وتقدر منظمات حقوقية أن هذه الحملة العسكرية أدت الى مقتل 10 آلاف إلى 40 ألف شخص، وحُظرت على إثرها جماعة الإخوان في سوريا وفُرضت عقوبة الإعدام على كل من يدان بتهمة الانتماء إليها.

وأصدر القضاء السويسري العام الماضي مذكرة توقيف بحق رفعت الأسد، عم الرئيس الحالي، بتهمة ضلوعه في جرائم حرب حين كان آنذاك مساعدا لشقيقه حافظ.

في السياق ذاته، حث الجولاني رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان مصور، اليوم الخميس، على عدم السماح للحشد الشعبي بالتدخل في سوريا، محذرا من تصعيد التوتر بالمنطقة.

وقال الجولاني “فكما نجح العراق والسيد محمد شياع السوداني أن ينأى بنفسه عن الحرب بين إيران والمنطقة في الآونة الأخيرة.. نشد على يده أيضا أن ينأى بالعراق عن أن يدخل في أتون حرب جديدة مع ما يجري في سوريا”.

وأضاف “فسوريا هناك شعب ثار على هذا النظام.. نرجو ونأمل من الساسة العراقيين وعلى رأسهم محمد شياع السوداني أن ينأى بالعراق عن الدخول في مثل هذه المهاترات، وأن يقوم بواجبه بمنع تدخل الحشد الشعبي العراقي في ما يجري في سوريا بالوقوف في صف هذا النظام الزائل”.

وقال الحشد الشعبي إنه لم ينشر قوات في سوريا، وقال قادة داخله إنهم لن يفعلوا ذلك إلا بناء على أوامر من قياداتهم.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version