قال مصدر دفاعي وشهود من رويترز إن القوات الإسرائيلية بدأت الانسحاب من مدينة جنين الفلسطينية في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، وذلك بعد أن نفذت واحدة من أكبر العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات.

وقال شاهدان من رويترز إنهما رأيا أرتالا من مركبات الجيش الإسرائيلي تغادر جنين فيما يبدو أنه مؤشر على انتهاء العملية الإسرائيلية التي بدأت في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين.

ولا يزال من الممكن سماع دوي الانفجارات في جنين الواقعة في شمال الضفة الغربية وسط تقارير عن معركة بالأسلحة النارية في مستشفى المدينة أو بالقرب منه. ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من تفاصيل تلك الواقعة.

بدأت العملية، التي قال الجيش إنها تهدف لتدمير البنية التحتية والأسلحة الخاصة بجماعات مسلحة في المخيم، بهجوم بطائرة مسيرة في الساعات الأولى من أمس ونشر أكثر من ألف من أفراد القوات الإسرائيلية.

وقال مسؤولون فلسطينيون إن 12 شخصاعلى الأقل لقوا حتفهم.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عند نقطة تفتيش بالقرب من جنين “في هذا الوقت نستكمل المهمة، ويمكنني القول إن نشاطنا المكثف في جنين لن يكون (مجرد) عملية وتنتهي”.

ومخيم اللاجئين المكتظ بالسكان، حيث يعيش حوالي 14 ألفا في أقل من نصف كيلومتر مربع، هو أحد بؤر موجة العنف التي تجتاح الضفة الغربية منذ ما يزيد على عام، وهو ما يثير قلقا دوليا متزايدا.

وأبرز حادث دهس وطعن في تل أبيب، مركز إسرائيل الاقتصادي، أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، احتمال حدوث مزيد من التصعيد كما حدث بعد هجوم سابق على جنين الشهر الماضي.

وقالت حركة (حماس) إن المهاجم عبد الوهاب خلايلة البالغ من العمر 23 عاما والذي قتل بالرصاص في مكان الحادث عضو بها، وأضافت في بيان أن أن العملية “دفاع مشروع عن النفس”.

وتصنف الولايات المتحدة حماس منظمة إرهابية. 

إجلاء 500 أسرة

حلقت طائرات مسيرة في سماء جنين مع سماع أصوات إطلاق نيران وانفجارات متفرقة بالقرب من المخيم حيث تحصن مقاتلون من جماعات مسلحة بمجموعة من الحواجز ونقاط المراقبة لصد أي مداهمات دورية للجيش الإسرائيلي.

لكن إمدادات الكهرباء والمياه ظلت مقطوعة عن المخيم وفي بعض أنحاء المدينة لليوم الثاني بعدما توغلت الجرافات في الشوارع بحثا عن العبوات الناسفة وتسببت في قطع أسلاك كهرباء وكسر ماسورة مياه رئيسية.

وقال الجيش إن القوات الإسرائيلية عثرت على عدد من مخابئ المتفجرات تحت الأرض، أحدها في نفق تحت أحد المساجد، وصادرت ألف قطعة سلاح وألقت القبض على 30 مشتبها بهم.

وفي وقت متأخر من مساء أمس الاثنين، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى 500 أسرة من المخيم، أو نحو ثلاثة آلاف شخص، وعبرت وكالات تابعة للأمم المتحدة عن قلقها بخصوص حجم العملية.

ونقلت شاحنات الطعام والمياه وإمدادات أخرى جمعها متطوعون في مدينة نابلس المجاورة إلى جنين حيث تم توزيعها في المستشفيات والمراكز الاجتماعية على النازحين بسبب القتال.

وقال جهاد حسان (63 عاما) الذي فر من المخيم مع عائلته بعد إصابة ابنه إن هجوم الطائرة المسيرة دفعه للمغادرة.

وأضاف بينما كان ينتظر ابنه في مستشفى جنين الحكومي “لا تسمع الصوت ولكن ترى الانفجار”.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن نحو 100 أصيبوا بينهم 20 في حالة حرجة.

وأغلقت كثير من المكاتب والشركات في أنحاء الضفة الغربية المحتلة أبوابها الثلاثاء استجابة لدعوات بتنظيم إضراب عام للاحتجاج على العملية الإسرائيلية التي وصفتها السلطة الفلسطينية بأنها “جريمة حرب”.

ويؤكد القتال مرة أخرى عدم وجود أي مؤشر على حل سياسي للصراع المستمر منذ عقود وتباينت ردود الفعل الدولية على العملية. وقالت الولايات المتحدة إنها تحترم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها لكنها أكدت ضرورة تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وقال محمد مصطفى عرفي مندوب مصر الدائم في جامعة الدول العربية إن العملية ستعرقل جهود تحقيق المصالحة بعد عنف متصاعد على مدى شهور. ونددت السعودية والبحرين بالعملية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version