قال الجيش الإسرائيلي ومسؤولون طبيون إن قوات إسرائيلية مدعومة بطائرات هليكوبتر عسكرية قتلت خمسة فلسطينيين، بينهم قاصر، وأصابت أكثر من 90 آخرين إذ أدت مداهمة في الضفة الغربية إلى اشتباك استمر لساعات مع مسلحين، وفقا لوكالة “رويترز”.

وأضاف الجيش أن ثمانية جنود إسرائيليين أصيبوا بعد تعرضهم لإطلاق نار أثناء عملية في جنين للقبض على اثنين من الفلسطينيين يُشتبه في تنفيذهما هجمات. وينتمي ثلاثة على الأقل من القتلى الفلسطينيين إلى حركة “الجهاد”.

ومع توقف عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة منذ ما يقرب من عقد، شهدت جنين ومناطق أخرى في شمال الضفة الغربية مداهمات إسرائيلية مكثفة على مدى شهور وسط سلسلة هجمات شنها فلسطينيون في شوارع المدن الإسرائيلية.

ومع إطلاق مسلحين في البلدة النار بكثافة ووابلا من العبوات الناسفة على القوات الإسرائيلية، قال الجيش إنه اضطر للقيام بمهمة لسحب المصابين وتعطل عدد من مركباته خلال القتال.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي للصحفيين “لهذا السبب رأيتم أيضا قواتنا في منطقة شائكة للغاية واضطررنا لإحضار طائرة هليكوبتر”.

وسلط الاستخدام غير المعتاد لطائرات هليكوبتر عسكرية في العملية الضوء على ضراوة القتال في جنين حيث تتمتع جماعات مسلحة مثل حركتي “حماس” و”الجهاد” بوجود قوي منذ فترة طويلة في مخيم اللاجئين المجاور.

وقال بتسلئيل سموتريتش، رئيس أحد الأحزاب في ائتلاف رئيس الوزراء, بنيامين نتنياهو، المؤلف من أحزاب دينية وقومية، إن الحكومة يتعين عليها تنفيذ عملية هجومية كبيرة “لاستعادة الردع” في جنين ونابلس ومناطق أخرى بالضفة الغربية.

وأضاف “حان الوقت للتعامل معهم بقسوة”.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن العمليات الإسرائيلية في جنين “تصعيد خطير يجر المنطقة إلى مزيد من إراقة الدماء” ودعت المجتمع الدولي إلى “التدخل الفوري والعاجل”.

وأظهر مقطع فيديو، صوره أحد السكان وحصلت عليه “رويترز”، انفجارا يستهدف عربة مدرعة لنقل الجنود وسط دوي طلقات نارية. وأظهرت مقاطع أخرى طائرة هليكوبتر عسكرية تطلق صاروخا وقنابل حرارية.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن استخدام طائرات الهليكوبتر العسكرية هو الأول منذ 20 عاما في الضفة الغربية. ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على سؤال عن آخر مرة استخدم فيها الطائرات هناك، وفقا لرويترز.

وقال متحدث باسم الجيش إن طائرة هليكوبتر من طراز أباتشي أطلقت النار في منطقة مفتوحة لصد مسلحين خلال نقل مصابين من المدرعة بعد استهدافها.

وأضاف: “نعلم بوقوع عدد كبير من الإصابات المباشرة بين الفلسطينيين”.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن من بين القتلى قاصرا عمره 15 عاما يدعى أحمد صقر. وأعلنت “الجهاد” أن ثلاثة من القتلى من عناصرها. وقالت الوزارة إن 91 فلسطينيا آخرين أصيبوا، بينهم 23 في حالة حرجة.

وقال صحفيون فلسطينيون إن قوات إسرائيلية أطلقت عليهم النار خلال عملية، الاثنين، رغم ارتدائهم سترات زرقاء تشير إلى أنهم صحفيون. وأظهر مقطع مصور صحفيين وهم يختبئون على سطح أحد المنازل، وقال أحدهم إن قناصة إسرائيليين استهدفوهم.

وقال رئيس الهلال الأحمر في جنين، محمود السعدي، لـ”رويترز” إن فرقا طبية تابعة للهلال الأحمر تعرضت لنيران إسرائيلية في أثناء نقل الجرحى، ما ألحق أضرارا بسيارتي إسعاف.

ونفى الجيش الإسرائيلي علمه بوقوع أي إطلاق نار على مسعفين أو صحفيين، مشيرا إلى أن الحادث قيد المراجعة.

وقال في بيان “الجيش الإسرائيلي لا يطلق النار على أفراد غير ضالعين في أعمال عنف، ولا يستخدم الذخيرة الحية سوى بعد استنفاد جميع الخيارات الأخرى”.

وإلى جانب “الجهاد”، قالت حركة “حماس” التي تحكم قطاع غزة إن عددا من نشطائها شاركوا أيضا في الاشتباكات.

وبحلول عصر الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إن جميع قواته غادرت المدينة، التي شهدت تنفيذ جنود إسرائيليين عملية كبيرة في يناير  أدت إلى مقتل تسعة فلسطينيين وتبادل إطلاق النار لفترة قصيرة عبر الحدود مع غزة.

وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إن مثل هذا التصعيد الذي حدث في جنين يهدد بإحداث أزمة كبيرة في المنطقة، ودعا الجانبين للمشاركة من جديد في مسار سياسي.

لكن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، قال إن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل التي تراها ضرورية.

وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن الفلسطينيين “سيواصلون الدفاع عن أنفسهم”، حيث “تتعرض منازلهم للقصف وأراضيهم للسرقة وأطفالهم للقتل”.

وفي حادث آخر مساء الاثنين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن زكريا الزعول، 20 عاما، قُتل بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار على رأسه في بلدة حوسان قرب بيت لحم.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن فلسطينيين على الأقل أصيبا بجروح في اشتباكات مع قوات إسرائيلية في المنطقة. ولم يرد بعد بيان مع الجيش.

وفي وقت سابق من مساء الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إن مهاجمين اثنين صدموا جنودا بسيارتهم عند نقطة تفتيش في شمال الضفة الغربية.

 وأضاف الجيش في بيان أن الجنود أطلقوا النار على المشتبه بهما وأصابوهما وأصيب جنديان في الحادث.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن شخصين أصيبا برصاص القوات الإسرائيلية، أحدهما في حالة حرجة، وصلا لتلقي العلاج في أحد مستشفيات جنين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version