وبينما تتعالى أصوات التحذير من انفجار العنف، يبرز تساؤل جوهري: هل تمتلك الإدارة السورية الجديدة القدرة على احتواء الأزمة، أم أن البلاد مقبلة على فصل جديد من الفوضى؟.

إيران وحزب الله.. هل يؤججان الصراع لمصالح إقليمية؟

يرى الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، سمير التقي، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن إيران تتعامل مع النزاعات الداخلية في سوريا كفرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي، مشيرًا إلى أن: “كلما تعمقت الصراعات الداخلية في سوريا، ازدادت قدرة طهران على فرض أجندتها، مستفيدة من الانقسامات الداخلية لإطالة أمد سيطرتها عبر وكلائها المحليين”.

التقارير الميدانية تكشف عن تحركات ميدانية يقودها مقداد فتيحة، أحد الضباط السابقين في الجيش السوري، لتشكيل ميليشيات جديدة بدعم مباشر من إيران وحزب الله تحت مسمى “جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا”.

هذه التطورات تعزز المخاوف من أن تتحول سوريا إلى ساحة مواجهة بالوكالة بين القوى الإقليمية، مما يعمّق الانقسامات ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.

هل يتحول الساحل إلى بؤرة صراع لا يمكن السيطرة عليها؟

إحدى أكثر القضايا إثارة للقلق في الساحل السوري هي انتشار السلاح العشوائي بين مجموعات غير منضبطة، مما يزيد من احتمالية اندلاع مواجهات عنيفة غير محسوبة العواقب. وفقًا للتقي: “توزيع السلاح على شباب بلا انضباط عسكري ولا هيكلية تنظيمية واضحة يفتح الباب أمام سيناريوهات كارثية، تشبه ما حدث في العراق ولبنان”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق مجازر مروعة خلال الأيام الأخيرة، راح ضحيتها أكثر من 530 مدنيا، معظمهم من أبناء الطائفة العلوية، في مشهد يعيد إلى الأذهان أفظع فصول الحرب الأهلية السورية. فهل تتحول هذه الجرائم إلى وقود يشعل فتيل حرب أهلية جديدة، أم أن هناك نافذة أمل للحل؟.

فاروق الشرع.. هل يمتلك النفوذ الكافي لكبح الانفجار؟

في خضم هذه الفوضى، يبرز اسم فاروق الشرع، الذي لطالما دافع عن ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، محذرًا من تداعيات استمرار النهج الأمني والعسكري.

ورغم أن الشرع يُنظر إليه كأحد الشخصيات القادرة على لعب دور في تهدئة الأوضاع، إلا أن السؤال المطروح هو: هل لا يزال يمتلك النفوذ الكافي للتأثير في مراكز القرار؟.. يرى التقي أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون عسكريًا، مؤكدًا: “لا استقرار في سوريا دون توافق سياسي حقيقي. الفرضيات العسكرية أثبتت فشلها، والمصالحة الوطنية تبقى السبيل الوحيد لتجنب السيناريوهات الأسوأ”.

المشهد القادم.. انهيار أم فرصة للحل؟

الأحداث الجارية في الساحل ليست مجرد اضطرابات محلية، بل تعكس أزمة وطنية ممتدة منذ أكثر من عقد، حيث باتت البلاد عالقة بين حسابات إقليمية ودولية، وسط غياب رؤية واضحة للحل. استمرار العنف دون خارطة طريق سياسية قد يدفع سوريا نحو سيناريو شبيه بالحرب الأهلية اللبنانية، أو حتى انهيار الدولة بالكامل، بينما يبقى نجاح جهود التهدئة مرهونًا بوجود إرادة سياسية حقيقية.

فهل تشهد سوريا خلال المرحلة القادمة تحولًا نحو مسار سياسي ينقذها من الانهيار؟ أم أن البلاد مقبلة على مزيد من الفوضى، في ظل تناحر القوى الداخلية والخارجية على النفوذ؟.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version