لكن طالب العبد المحسن -الذي جاء في عام 2006 إلى ألمانيا ويصف نفسه بأنه “معارض سعودي”- كان معروفا لدى السلطات القضائية بسبب قضايا لا تستحق وضعه تحت المراقبة، أكبرها تهمة تهديد في عام 2013 على خلفية إصدار محكمة في مدينة روستوك شمالي ألمانيا عقوبة تقضي بعمله لمدة 90 يوما كل يوم مقابل 10 يوروات فقط.

وعزت المحكمة في حينها القرار إلى “مضايقته السلام العام من خلال التهديد باستخدام العنف” بسبب عدم اعتراف غرفة الأطباء في ولاية مكلينبورغ فوربومرن شمالي ألمانيا ببعض شهاداته، وفي هذه الولاية اجتاز السعودي تخصص الطب بين عامي 2011 و2016.

وعندما رفضت الغرفة الاعتراف بهذه الشهادات، وهدد العبد المحسن بـ”ممارسات سيكون لها وقع دولي شبيه بما حدث في بوسطون” المدينة الأميركية التي شهدت في 15 أبريل/نيسان 2013 هجومين إرهابيين على ماراثونها السنوي راح ضحيته 3 أشخاص و260 مصابا.

بعدها، واصل العبد المحسن مسلسل الاضطرابات والأفعال الغريبة، فبحسب وزارة داخلية الولاية المذكورة جاء في يناير/كانون الثاني 2014 إلى بلدية مدينة شترال زوند شمالي ألمانيا وطلب مساعدة مالية، وهدد مجددا بارتكاب فعل “سيتذكره الناس طويلا”، وهدد كذلك بـ”الانتحار”.

في عام 2016 قدّم العبد المحسن طلب لجوء لدى سلطات ولاية “ساكسونيا أنهالت” بوسط ألمانيا، وبرر ذلك بالارتداد عن الإسلام وبتأليف كتاب ناقد للدين.

هنا يجب التوقف قليلا عند المقابلة التي أعطاها في عام 2019 لصحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ”، ففي هذه المقابلة تسأله الصحيفة “الارتداد عن الإسلام عقوبته الإعدام في السعودية، أنت قررت عندما كنت في بداية العشرينيات الارتداد عن دينك، كيف تمكنت من الإفلات من العقوبة؟”.

أثناء اعتقال المشتبه به بعد تنفيذ الهجوم (مواقع التواصل الاجتماعي)

شرح طالب العبد المحسن في الإجابة كيف كان يتظاهر بالصلاة أمام أصدقائه ومعارفه وكيف كانت عائلته تكرهه لأنه ارتد عن الإسلام، وأسهب في شرح قدرته على خداع جميع المحيطين به، وعندما سألته عن سبب تقديمه طلب اللجوء إلى ألمانيا قال إنه بدأ يكتب ضد الإسلام في موقع الناشط السعودي رائف بدوي ولهذا تعرض للتهديد، قائلا “سيذبحونني إذا رجعت إلى السعودية، ولهذا قررت تقديم طلب لجوء إلى ألمانيا”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version