ذكرت مصادر سودانية محلية أن انفجارا هز وسط العاصمة الخرطوم صباح اليوم الخميس وتصاعدت أعمدة الدخان في المكان، في وقت قدرت فيه الأمم المتحدة أن أكثر من نصف سكان السودان بحاجة لمساعدات إنسانية.

ورصد مراسل الجزيرة بجنوب الخرطوم وقوع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع بالأسلحة الثقيلة على الطريق المؤدي لولاية النيل الأبيض.

وقالت مصادر للجزيرة إن مدينة الفاشر -مركز إقليم دارفور وعاصمة ولاية شمال دارفور- شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النار بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، استخدمت فيه أسلحة مختلفة. وكانت القوتان -حسب المصدر- تطلقان النار من مواقع تمركزهما في المدينة ولم تنتشرا في أي مواقع جديدة.

من جهتها، أعلنت لجنة أطباء السودان ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات إلى 833 قتيلا والمصابين إلى أكثر من 3300.

ويشهد السودان، منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس المجلس محمد حمدان دقلو (حميدتي).

الوضع الإنساني

في غضون ذلك، قدرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص، كما قدرت حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد وللفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة -الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام- بنحو 3 مليارات دولار.

وقال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، راميش راجاسينغهام، للصحفيين “يحتاج اليوم 25 مليون شخص -أي أكثر من نصف سكان السودان- لمساعدات إنسانية وللحماية”، موضحا أن هذا العدد “هو أكبر عدد” محتاجين لمساعدات إنسانية تسجّله الوكالة الأممية في هذا البلد على الإطلاق.

وتتوقع الأمم المتحدة أن تحتاج إلى 2.56 مليار دولار لتقديم مساعدات داخل الأراضي السودانية، في مقابل 1.75 مليار دولار وفق تقديرات نهاية العام الماضي.

وستسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون شخص يعدّون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد، حسب راجاسينغهام.

وعبّر راجاسينغهام عن أسفه على تعرّض العاملين الإنسانيين لعدة هجمات، منهم من قتل، في حين نُهبت مكاتب ومخزونات، وأعرب عن أمله في أن يلتزم الطرفان المتحاربان قواعد إنسانية توصلا إليها الأسبوع الماضي بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية.

تعرف على تفاصيل اتفاق "إعلان جدة" بين الجيش السوداني والدعم السريع

جهود وساطة

على الصعيد الدبلوماسي، لا يزال الطرفان السودانيان يجريان محادثات حول وقف إطلاق نار “إنساني” للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات.

وشدّد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لشرق أفريقيا مايكل دانفورد على “ضرورة تمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول وإعطائهم الموارد والضمانات الأمنية لتقديم الدعم الفعال لأولئك الذين يعتمدون عليهم”.

من جهة أخرى، في مدينة جدة السعودية التي تستضيف غدا الجمعة قمة عربية، تطرق وزيرا الخارجية المصري سامح شكري والسعودي فيصل بن فرحان مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى مسألة النزاع في السودان، وعبّر ثلاثتهم عن تأييدهم وقف إطلاق النار، لكن من دون اقتراح أي خطوط عريضة له.

وأفريقيًا، أجرى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونون محادثة هاتفية مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان تناولا فيها أزمة السودان والجهود السعودية الأميركية التي نتجت عنها اتفاقية جدة.

ورحب وزير الخارجية الإثيوبي بدور السعودية والولايات المتحدة في توقيع اتفاق جدة، مجددا دعم بلاده للتوصل إلى حل سلمي.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version