اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بتدمير القصر الجمهوري القديم الذي تسيطر عليه في العاصمة الخرطوم، وتوعدت بما وصفته بـ”الرد المناسب”، في وقت كشفت فيه منظمة الصحة العالمية عن أحدث إحصاءات القتلى والنازحين جراء الاشتباكات المستمرة في أنحاء السودان.

وقالت الدعم السريع -في بيان نشرته عبر حسابها على تويتر اليوم الثلاثاء- إن هجوما بالطيران على القصر الجمهوري القديم باستخدام صواريخ أدى إلى تدميره، وأضافت “نؤكد للرأي العام المحلي والعالمي، أن هذا الفعل الشنيع لن يمر مرور الكرام دون أن يجد منا الرد المناسب”، وفق تعبيرها.

كما اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني “باستهداف عدد من المنشآت المدنية والأحياء السكنية والمصانع والمؤسسات الخاصة، مما تسبب في إصابة ومقتل عدد من المدنيين الأبرياء”، حسب البيان.

ولم يصدر عن الجيش السوداني تعليق فوري على اتهامات الدعم السريع.

ومع بداية الاشتباكات مع الجيش السوداني منتصف أبريل/نيسان الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع إحكام سيطرتها على القصر الجمهوري، وهروب عناصر الجيش تاركين أسلحة ومعدات عسكرية ومدرعات.

يأتي هذا، في وقت أعلن فيه الجيش -مساء أمس الاثنين- أن الموقف مستقر في جميع ولايات البلاد، ما عدا بعض الاشتباكات مع قوات الدعم السريع التي يصفها الجيش بـ”المليشيا المتمردة”.

وأضاف الجيش -في بيان- أن قواته اشتبكت مع مجموعة من الدعم السريع في منطقة الخرطوم بحري (شمال العاصمة)، ودمرت 4 عربات مسلحة لهذه المجموعة.

واتهم الجيش قوات الدعم السريع بالاستمرار في “أعمال نهب البنوك والمحلات التجارية وممتلكات المواطنين”.

ضحايا ونازحون

في غضون ذلك، كشفت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، عن مقتل 604 أشخاص على الأقل منذ بداية الاشتباكات المسلحة في السودان منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وقال متحدث باسم المنظمة الأممية طارق ياساريفيتش، في مؤتمر صحفي، إن “604 أشخاص لقوا حتفهم، وأصيب 5127 آخرين منذ بدء الاشتباكات في السودان”.

وأضاف أن الأمم المتحدة رصدت نزوح أكثر من 700 ألف نازح داخليا في السودان، على خلفية الاشتباكات، وهو ما يمثل ضعف العدد الذي كشفت عنه الأمم المتحدة الأسبوع الماضي. وكان آخر عدد للنازحين داخليا في السودان والمعلن من قبل الأمم المتحدة هو 340 ألف شخص.

وتحذر الأمم المتحدة من أن استمرار المعارك يمكن أن يدفع 2.5 مليون شخص إلى الجوع، مما يعني ارتفاع عدد من يعانون من “انعدام غذائي حاد” إلى 19 مليون شخص في غضون أشهر.

وتعرضت مرافق تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى لأعمال نهب على نطاق واسع، من بينها برنامج الأغذية العالمي في الخرطوم خلال نهاية الأسبوع، حسب ما قال متحدث باسم الأمم المتحدة أمس الاثنين.

كما تحاول منظمات الإغاثة غير الحكومية التفاوض على ضمان ممرات إنسانية آمنة، لإيصال مساعدات إلى الخرطوم ودارفور، حيث قُصفت أو نُهبت المستشفيات ومخازن المساعدات الإنسانية.

والأحد الماضي، أعلنت السعودية أن المحادثات التي انطلقت في جدة بين ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع “ستستمر أياما”، للوصول إلى “وقف فعال لإطلاق النار”.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي سعودي -أمس الاثنين- أنّ “المفاوضات لم تحرز تقدما كبيرا حتى الآن”، مشيرا إلى أن “وقفا دائما لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة. فكل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة”.

وتتواصل منذ 15 أبريل/نيسان الماضي اشتباكات في ولايات بالسودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، تبادل فيها الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عنها، عقب توجّه فرق تابعة لكل منهما للسيطرة على مراكز تابعة للآخر.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version