كشف المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، الخميس، أن إيران استمرت في تهريب الأسلحة والمخدرات إلى اليمن في غمرة الصراع الجاري هناك منذ سنوات.

وقال في مؤتمر صحفي “نحن قلقون للغاية من أن هذا سيستمر على الرغم من الفوائد التي يمكن أن تأتي من صفقة سعودية مع إيران” وأردف “ما زلت قلقا بشأن دور إيران في اليمن رغم أننا رحبنا بالاتفاق بين السعوديين والإيرانيين”.

ليندركينغ عبر أيضا عن أمله في أن تغير إيران سلوكها “وبروح الاتفاق مع السعوديين تدعم بقوة جهود السلام في اليمن وسيكون ذلك موضع ترحيب” ومضى مؤكدا “أنا على ثقة في أن المنطقة تتجه في الاتجاه الصحيح”.

وذكر بأن الولايات المتحدة، رحبت بالاتفاق السعودي الإيراني قائلا “أي شيء يؤدي إلى خفض التصعيد الإقليمي فإن الولايات المتحدة تدعمه”.

ثم تابع “إذا تقدم السعوديون والإيرانيون وتحققت توقعاتهم المتبادلة فيما يتعلق بالعملية الأمنية والسياسية في اليمن فسنرى أن هذه الاتفاقية تفيد بالفعل سلام اليمن”.

وبخصوص مساعي السلام في اليمن، أكد ليندركينغ أنه يعتقد بأن السعوديين والحوثيين بدعم من عمان، ينخرطون في المفاوضات بطريقة بناءة، وقال “أعتقد أنه من الممكن أن يحرزوا المزيد من التقدم”.

ليندركينغ أكد في السياق أن المفاوضات جارية لتأمين اتفاق أكثر شمولاً في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال “ما زلنا نعتقد أن هذه هي أفضل فرصة للسلام في اليمن منذ بدء الحرب” ثم تابع  “لدينا الآن فرصة للبناء على التقدم لتحقيق سلام أكثر ديمومة واستدامة”.

إلى ذلك، شدد الرجل “في هذه اللحظة الحرجة، تظل الولايات المتحدة ملتزمة كما كانت تعمل دائماً لتحقيق عملية سلام شاملة بقيادة يمنية” مشيرا إلى أن واشنطن  تشارك بنشاط لحشد الدعم للانتقال إلى عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية، تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال “يجب أن يقرر اليمنيون في نهاية المطاف دولة اليمن المستقبلية” وأضاف “لا يعود لنا ولا للسعوديين ولا للإمارات اتخاذ هذه القرارات، هذه القرارات لا يتخذها المجتمع الدولي، بل يجب أن يتخذها اليمنيون أنفسهم”.

في السياق، لفت ليندركينغ، إلى أن العملية السياسية في اليمن ستستغرق وقتا وستواجه على الأرجح العديد من الانتكاسات، لكنه عبر عن تفاؤله بأن أمام اليمن فرصة حقيقية من أجل السلام، وقال “هذا شعور نتشاطره مع شركائنا الإقليميين”.

واشترط الرجل أن تكون دول المنطقة داعمة للعملية السياسية، وقال “يجب أن تشارك دول المنطقة في عبء التمويل ودعم الاحتياجات الإنسانية لليمن ويجب على الجميع أن يتحدوا حول عملية الأمم المتحدة”.

ولفت قائلا “ما زلنا أكبر مانح إنساني حيث ساهمنا بأكثر من 5.4 مليار دولار منذ بدء النزاع في اليمن”.

وفي ظل ما وصفه بـ “العملية الإيجابية الجارية في اليمن” قال ليندركينغ إنه “ستكون هناك لحظة في المستقبل نأمل فيها بالتأكيد من أن تتمكن الولايات المتحدة من العودة إلى صنعاء وإعادة فتح سفارتنا ونشجع الآخرين على القيام بذلك أيضا” لكنه استدرك بالقول “لكن علينا أن نكون واثقين من أن الحرب قد انتهت وأننا قد انطلقنا بالفعل في عملية سياسية يمنية حازمة للغاية ولا يمكن التراجع عنها”.

وحول مصير موظفي السفارة الأميركية المعتقلين في اليمن قال ليندركينغ “هؤلاء مواطنون يمنيون وليسوا حتى مواطنين أميركيين” لكنه أردف “نحن نهتم بهم، إنهم يعملون لدينا، لقد كانوا موظفين مخلصين للغاية، إنهم ليسوا جواسيس، لم يرتكبوا أي خطأ، يجب إطلاق سراحهم فوراً ودون قيد أو شرط وإعادتهم لأسرهم”.

في سياق متصل كشف ليندركينغ أن ناقلة النفط التي اشترتها الأمم المتحدة لنقل النفط موجودة في جيبوتي وقال “يسعدني أن أبلغكم أن ناقلة النفط الخام الكبيرة جدا التي اشترتها الأمم المتحدة لنقل النفط من “صافر” موجودة الآن في جيبوتي وتستعد لبدء عملية نقل النفط في الأسابيع المقبلة”.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version