يمثل الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أمام محكمة فيدرالية في ولاية فلوريدا، الساعة الثالثة من بعد ظهر الثلاثاء، لمواجهته بلائحة اتهام جنائية تتعلق باحتفاظه بوثائق سرية بعد انتهاء ولايته.
وستكون هذه المرة الثانية التي يمثل فيها ترامب أمام محكمة منذ أبريل عندما دفع ببراءته في نيويورك بخصوص تهم تتعلق بدفع أموال لممثلة أفلام إباحية لشراء صمتها قبل انتخابات عام 2016.
ووصل الرئيس الأميركي السابق إلى ميامي، الاثنين، قادما من منزله الصيفي في بيدمينستر بولاية نيوجيرزي، على متن طائرته الخاصة، حيث توجه لقضاء ليلته في نادي الغولف الخاص به في ميامي، الذي يبعد 125 دقيقة عن “محكمة ويلكي دي فيرغسون جونيور” التي سيمثل أمامها.
وتشير لائحة الاتهام الفيدرالية المكونة من 49 صفحة إلى أن الرئيس السابق كذب وخطط للاحتفاظ بعشرات الوثائق السرية التي نقلها إلى مقر إقامته في فلوريدا بعد مغادرته البيت الأبيض عام 2021.
وأثارت لائحة الاتهام الخطيرة، التي يقول أنصار ترامب إنها ذات دوافع سياسية لعرقلة عودته إلى البيت الأبيض، مخاوف من حصول اضطرابات، إذ تتحضر شرطة ميامي لاستقبال محتجين قد يصل عددهم إلى 50 ألف شخص.
وتم تعزيز الإجراءات الأمنية حول “محكمة ويلكي دي فيرغسون جونيور” مع إعلان جماعات يمينية عزمها التظاهر، ومن بينها فرع محلي لمنظمة “براود بويز” المتطرفة.
وقال رئيس بلدية ميامي، الجمهوري فرانسيس سواريز، للصحفيين: “نشجّع الناس على أن يكونوا مسالمين في إظهار مشاعرهم”.
وتوقع خبراء تحدثوا لموقع “يو أس توداي” عدم حدوث اضطرابات بعد الملاحقات الجنائية ضد من شاركوا في اقتحام مبنى الكابيتول في 2021.
وقال فرانك فيغليوزي، مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق لشبكة “أم أس أن بي سي” الخميس: “المتطرفون العنيفون يقولون في غرف الدردشة إنهم يخشون التعرض للاعتقال إذا شاركوا في احتجاجات جديدة”.
وفي الجلسة الأولى المعروفة بجلسة المثول أو توجيه الاتهام، سيشرح القاضي التهم الموجهة إلى ترامب وسيبلغه بحقه في الاستعانة بمحام.
ومن المتوقع أن يدفع ترامب ببراءته من التهم الـ37، على غرار محاكمته السابقة في نيويورك، حسبما صرح لوسائل الإعلام، وفق شبكة “سي بي أس”.
وسيخضع ترامب بعد وصوله المحكمة، للإجراءات الروتينية المعمول بها مع المتهمين، إذ سيتم أخذ البصمات وتصويره، ونقله إلى قاعة المحكمة للمثول أمام القاضي، لكن ليس متوقعا أن يتم تكبيل يديه.
ومن المتوقع أن يٌمثل ترامب المحامي، تود بلانش، الذي كان ضمن فريقه القانوني في محاكمته السابقة، وكذلك ستكون هناك شركة محاماة.
ولن تحضر وسائل الإعلام الجلسة أثناء تواجد ترامب داخل قاعة المحكمة.
وكانت سيسيليا ألتوناغا، رئيسة قضاة محكمة المنطقة الجنوبية لفلوريدا، قد طلبت، في وقت متأخر، الاثنين، من العاملين في الإعلام عدم جلب الهواتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى إلى قاعة المحكمة.
وعلى غرار خطابه الذي ألقاه بعد محاكمة نيويورك، يتوقع أن يلقي ترامب خطابا في المساء من ناديه للغولف في بيدمنستر، ليعيد التأكيد على براءته أمام أنصاره.
والملياردير، الذي سيكمل عامه الـ77، الأربعاء، متهم بحيازة أسرار حكومية ورفض إعادتها والتآمر لعرقلة عمل المحققين الذين كانوا يسعون لاستعادتها.
وهو متهم أيضا بمشاركة معلومات بالغة السرية مع أشخاص لا يملكون تصريحا أمنيا، في قضية أكثر خطورة من أي قضية واجهها من قبل.
وتتضمن لائحة الاتهام صورا تظهر الصناديق التي كان من المفترض أن تكون في الأرشيف الوطني مكدسة في قاعات رقص وغرف نوم وحمّام في منتجع مارالاغو، مقر سكن ترامب في بالم بيتش.
ومع أن ترامب أول رئيس أميركي حالي أو سابق توجه له اتهامات جنائية، فإن هذا لم يُضعف آماله في العودة إلى البيت الأبيض.
وحافظ الرئيس السابق الذي ينافس لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات 2024 على نبرة التحدي بينما كان يستعد ليصبح أول رئيس أميركي تستدعيه محكمة فيدرالية.
وكتب ترامب على شبكة التواصل الاجتماعي التابعة له “تروث”: “علينا أن نكون جميعا أقوياء وأن نهزم الشيوعيين والماركسيين ومجانين اليسار الراديكالي الذين يدمّرون بلادنا بشكل منهجي”.
وقال ترامب لإذاعة محافظة ناطقة بالإسبانية بعد وصوله إلى ميامي: “لم يحدث شيء كهذا على الإطلاق. لم تحصل مثل حملة المطاردة هذه أبدا… عندما تنظرون إلى ما فعلوه وإلى الأفعال الجرمية والأعمال الشنيعة التي ارتكبوها، ثم يطاردونني”.
ترامب يواصل التحدّي عشية مثوله أمام المحكمة بقضية الوثائق السرية
وصل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى ميامي، الاثنين، عشية مواجهته لائحة اتّهام جنائية فدرالية لاحتفاظه بوثائق سريّة بعد انتهاء ولايته، في محاكمة تتجاوز بكثير تهم سوء التصرّف التي لاحقته في الماضي ونجح في التملّص منها.
وأظهر استطلاع لرويترز/إبسوس أن ترامب يتقدم كثيرا على منافسيه الساعين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، وأن 81 في المئة من الناخبين الجمهوريين يرون أن التهم الموجهة له ذات دوافع سياسية.
كيف تحول محامون لترامب إلى “مثيري مشاكل” قانونية ضده؟
تختلف لائحتا الاتهامات اللتين وجهتها للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في كل شيء من نوعية التهم إلى الجهات التي تدعي عليه، لكنهما تشتركان في زاوية واحدة، هو أن اللائحتين استندتا – جزئيا على الأقل- إلى أدلة حصل عليها المدعون من محاميه.
