ورأى الكاتب والمحلل السياسي ألان سركيس، أن “انتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية يشكل انتصاراً لمشروع الدولة، إذ يعيد انتخابه الموقع الأول في الدولة بعد فترة طويلة من الفراغ”.
وأشار سركيس في حديثه لـ”موقع سكاي نيوز عربية”، إلى أن “عون، القادم من المؤسسة العسكرية، يرمز إلى الالتزام بمشروع الدولة في مواجهة مشروع الدويلة (حزب الله)، الذي استفاد من الفراغ السياسي لفرض نفوذه والتصرف بما يحلو له”.
وقال سركيس: “مع انتخاب رئيس للجمهورية، سيتم تشكيل حكومة جديدة واستعادة تنظيم البلاد، مما يجعل مشروع الدولة الرابح الأول على حساب مشروع الدويلة”.
تطبيق القرارات الدولية
وأضاف أن “انتخاب جوزيف عون يعزز تنفيذ القرارات الدولية، لا سيما القرار 1701، الذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية، إلى جانب تطبيق الدستور اللبناني واتفاق الطائف”.
وأوضح أن “تطبيق هذه القرارات تعني انتصاراً إضافياً لمشروع الدولة، لا سيما من خلال جمع السلاح خارج سلطة الدولة، بدءاً من جنوب الليطاني ليشمل كافة الأراضي اللبنانية، ما يعزز سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني.”
رجل دولة
وشدد سركيس على أن “العماد جوزيف عون يحظى بدعم دولي وعربي لتنفيذ اتفاق الهدنة والقرارات الدولية، ما يجعله رجل دولة قوياً يمتلك الخبرة اللازمة بحكم عمله في المؤسسة العسكرية”.
ولفت إلى أن “سجل عون في مكافحة الفساد وإدارته للمؤسسة العسكرية يشكل نموذجاً لرجل دولة من الطراز الأول”.
وختم سركيس قائلاً: “قدوم جوزيف عون إلى سدة الرئاسة يضع حجر الأساس لاستعادة الدولة اللبنانية دورها وسلطتها، مما يساهم بشكل مباشر في إضعاف مشروع الدويلة وبناء مدماك الدولة القوية”.
لحظات مفصلية
وبدوره قال المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني زياد الصائغ لموقع سكاي نيوز عربية: “يعيش لبنان اليوم لحظة مفصلية تاريخية حيث الصراع قائم بين وجهات نظر: إما إطلاق مسار بناء الدولة، أو الاستدامة في مسار اللادولة حيث يسيطر تحالف المافيا – الميليشيا على حساب الأمن القومي اللبناني والمصلحة اللبنانية العليا”.
وأضاف: “بهذا المعنى، تبدو المفاضلة بين مخالفة الدستور أو تشريع الانحلال الكامل للجمهورية”.
وتابع: “من هنا أولوية إعادة الاعتبار لإلحاح تحرير الجمهورية وبناء الدولة، بالاستناد إلى هذه المعادلة حيث تسود ثلاثية الشعب – المؤسسات – السياسات تحت سقف دستور يُطبق وسيادة ناجزة”.
ويُوضح الصائغ: “إنه لا بد من فهم هذه اللحظة المفصلية التاريخية، وهي أبعد من انتخاب رئيس للجمهورية، بل هي تتعلق بإحياء الجمهورية”.
ويختم: “نحتاج مع الرئيس جوزيف عون نهجاً جديداً مع حكومة خارج السياق التقليدي. عدا ذلك، سنكون أمام ترقيع وتسوية وصفقة نخسر فيها الفرصة الأخيرة لنعيد لبنان إلى الحوكمة الرشيدة”.