تناقش الإدارة الأميركية الأهداف الإيرانية التي قد تستهدفها إسرائيل ردا على الهجمات الصاروخية التي أطلقتها طهران الثلاثاء.

وكشف الرئيس الأميركي، جو بايدن، الخميس، إن الولايات المتحدة تناقش توجيه ضربات لمنشآت نفط إيرانية، وأضاف “لن يحدث أي شيء اليوم”.

وذكر الرئيس الأربعاء أنه لن يدعم أي ضربة إسرائيلية تستهدف المواقع النووية الإيرانية.

وأضاف “نحن السبعة متفقون على أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا في شكل متناسب”، في إشارة إلى قادة مجموعة السبع.

وتتبادل إيران وإسرائيل التهديدات، إذ تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن تدفع طهران “ثمن” هجومها، وقالت واشنطن إنها ستعمل مع حليفتها لضمان أن تواجه إيران “عواقب وخيمة”.

من جانبه قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الخميس إن طهران ستكون مستعدة للرد.

ضوء أميركي “أصفر”

الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن

إسرائيل لديها “الضوء الأصفر” من الولايات المتحدة لتنفيذ هجمات ضد إيران، بحسب المحلل السياسي العسكري الأميركي في معهد هدسون، ريتشارد وايتز.

وقال في رد على استفسارات موقع “الحرة” أن الضوء الأصفر “يعني أنها ضربات لا تؤدي إلى حرب واسعة في المنطقة، ولهذا الموافقة ليست بالضوء الأخضر بتوجيه ضربات واسعة، أو عدم الموافقة بالضوء الأحمر بعدم السماح لإسرائيل بالرد”.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن بلادهم ستبدأ “ردا قويا” على الهجوم الإيراني في غضون أيام، وقد يشمل ذلك استهداف منشآت نفطية ومواقع استراتيجية.

أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، ريتشارد تشازدي قال لموقع “الحرة” إن الضربات الإيرانية رغم استخدامها مئات الصواريخ الباليستية لم تتسبب بوفيات، ولهذا “الأمل في أن يكون الانتقام متناسبا مع الضربة الإيرانية.. ومتسقا مع القانون الدولي”.

بايدن يكشف عن “نقاشات” بشأن هدف إيراني قد تضربه إسرائيل

تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، عن “نقاشات” جارية بشأن ضربات إسرائيلية محتملة ضد منشآت نفطية إيرانية، بعد الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل.

ولا يستبعد تشادزي احتمال ضرب إسرائيل لـ “البنية التحتية النفطية الإيرانية، ضمن هجوم إسرائيلي مدروس”، وهو ما يأخذه “الموقف الضمني أو الصريح من الإدارة الأميركية بأن يكون الرد متناسبا ومحسوبا”.

ويوضح وايتز بدوره أن الولايات المتحدة “تتقبل فكرة أن إسرائيل بحاجة إلى الرد على الهجوم الإيراني بشن ضربة عسكرية خاصة في إيران، لكن من دون مهاجمة الأهداف النووية، وهذا يعني أن أي أهداف أخرى قد تكون مقبولة” مع تحديد ماهية هذه الأهداف.

ويؤكد أنه على فرض وصول المنطقة لمرحلة الحرب الشاملة، فإن “الولايات المتحدة ستساعد في الدفاع عن إسرائيل، وربما ستنفذ ضربات ضد الأهداف العسكرية الإيرانية” إذا ما تطلب الأمر.

ووفق تقرير نشرته شبكة “سي أن أن” يأمل بايدن أن تتبنى إسرائيل “نهجا مدروسا يمكنه الحفاظ على حقها في الرد، مع تجنب إجراءات تؤدي إلى مزيد من الانتقام ودفع المنطقة إلى حرب شاملة”.

الولايات المتحدة وإسرائيل.. الأولويات بشأن التصعيد في الشرق الأوسط

مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يبرز السؤال حول كيفية استجابة الولايات المتحدة للأحداث المتسارعة في المنطقة، خاصة في ظل الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس والحملة البرية التي بدأتها الدولة العبرية مؤخرا واحتمالية فتح جبهة ثالثة مع إيران بعد موجة صواريخ الثلاثاء.

ونددت مجموعة الدول السبع، التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفائهما، الخميس بالهجوم الصاروخي الإيراني وأكدت التزامها بأمن إسرائيل.

ويحذر الأكاديمي تشازدي من أن أي “استهداف للمنشآت النووية الإيرانية قد يكون مبررا بموجب القانون كهجوم وقائي استباقي، إلا أنه سيتسبب بكارثة سياسية ستضع المنطقة على شفا الهاوية”، وهي الفكرة التي “تعمل إدارة بايدن على تعزيزها لدى الإسرائيليين” لتجنب ذلك.

وتخوض “إسرائيل حربا وجودية” بحسب تشازدي، ولهذا ردها على إيران من الصعب التكهن به، إذ أن التصريحات الإيرانية بأن ردها “انتهى” بهجمات الثلاثاء، قد يعزز من التوجهات في إسرائيل “لتنفيذ ضربات منخفضة التأثير” ولكن “احتمالات حدوث ذلك ضئيلة” في رأيه.

ما الذي قد يغير قواعد اللعبة؟

الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت غالبية صواريخ إيران
الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت غالبية صواريخ إيران

نائب وزير الخارجية الأميركي، كيرت كامبل أكد أن المناقشات مع إسرائيل مستمرة.

وقال في تصريحات الأربعاء “إن المنطقة في واقع الأمر تتأرجح على حافة السكين، وهناك مخاوف حقيقية بشأن تصعيد أوسع نطاقا.. وهو ما قد يعرض ليس إسرائيل فحسب للخطر، بل والمصالح الاستراتيجية أيضا”.

محمد الباشا، محلل أمني متخصص في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن يصف موقف الإدارة الأميركية بـ “الحذر الدبلوماسي الشديد، والتعقيد جراء الصراعات الدائرة. إذ تفضل إدارة بايدن التعامل مع البرنامج النووي الإيراني من خلال المسارات الدبلوماسية والضغوط الاقتصادية، وتتحفظ علنا على فكرة توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية”.

ويتابع في رد على استفسارات موقع “الحرة” أنه مع ذلك “قد تكون واشنطن أكثر تقبلا لعمليات تستهدف مواقع غير نووية، كالمنشآت العسكرية أو مراكز الحرس الثوري الإيراني التي تعتبرها إسرائيل تهديدا مباشرا”.

دفاعات إيران ومنشآتها.. خفايا وقدرات “كعب أخيل”

في ظل حالة الترقب السائدة في المنطقة حول طبيعة “الثمن الإسرائيلي” الذي ستدفعه إيران بعد الهجوم الصاروخي الذي نفذته قبل أيام، تثار تساؤلات عن ماهية القدرات الدفاعية التي تملكها طهران و”حرسها الثوري”، وما إذا كانت كفيلة بدرء أخطار وتداعيات الرد الانتقامي المحتمل أم لا.

النائب الأسبق لقائد القيادة المركزية “سنتكوم”، مارك فوكس استبعد أن نرى تنسيقا لضربة أميركية إسرائيلية مباشرة على إيران.

وقال لبرنامج “الحرة الليلة” التركيز الأميركي الحالي ينصب على توفير قدرات دفاعية لإسرائيل، فيما تجري “من غير شك محادثات بين واشنطن وإسرائيل”.

وأكد فوكس “إسرائيل قادرة على تنفيذ ضربة للرد على إيران من دون مساعدة أميركية”.

ويرجح أن الولايات المتحدة لن تتدخل بشكل مباشر، إلا إذا “تغيرت قواعد اللعبة” على سبيل المثال “إذا نجح الحوثيون في ضرب سفينة أميركية، فهذا سيغير كل الحسابات، أو إصابة أهداف أميركية بأسلحة إيرانية”.

وأشار فوكس إلى أننا أمام “حقبة جديدة إذ كانت إسرائيل تتكل على نفسها”، ولكن خلال الهجمات الإيرانية السابقة في أبريل وتلك الأخيرة رأينا “تنسيقا أميركيا بريطانيا فرنسيا لمواجهة هجوم طهران، حيث دعمت البحرية الأميركية الدفاعات الإسرائيلية، بسبب عمق هذه الهجمات التي تم تنفيذها”.

ويتفق المحلل الباشا مع الرأي بأن “واشنطن ستتجنب المواجهة المباشرة مع إيران، لكنها ستحمي قواتها وقواعدها ومصالحها الإقليمية. قد تلجأ واشنطن إلى أساليبها المعتادة كالضغوط الدبلوماسية والاقتصادية، ودعم حلفاءها في المنطقة، وتنسيق استجابات عسكرية محدودة أو غير مباشرة عبر أطراف إقليمية”.

ويلفت إلى خطورة عدم إيلاء إسرائيل الرأي الأميركي الأهمية اللازمة، “إذ يريد نتانياهو تغيير قواعد الاشتباكات ورفع سقف التوقعات، مظهرا رغبة صريحة في المواجهة وعدم المبالاة بشريكه الأميركي”.

ويشن حزب الله وحلفاء إيران الآخرون في المنطقة، وهم جماعة الحوثي في اليمن وفصائل مسلحة في العراق، هجمات في المنطقة دعما لحركة حماس في حربها مع إسرائيل في قطاع غزة.

إدوارد جوزيف، أستاذ في الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جونز هوبكنز يرى أن بايدن “يسعى إلى تجنب حرب مفتوحة بين إيران وإسرائيل”.

ويرى جوزيف وهو، متخصص في إدارة الصراعات، أن ضرب المواقع النووية “سيشكل تهديدا قاتلا للنظام الإيراني، ولكن في الوقت ذاته امتلاك إيران لأسلحة نووية قد يشكل تهديدا للشرق الأوسط ككل”.

وتابع “أنظروا كيف يتصرف وكلاء إيران في المنطقة الآن، وتخيلوا كيف سيتصرفون ما إذا كانوا تحت رعاية دولة تمتلك أسلحة نووية” مذكرا بما فعلته الميليشيات الموالية لطهران في سوريا والعراق.

وواصلت الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بالأسلحة رغم توتر العلاقات خلال العام الماضي بسبب نهجها خلال الحرب في قطاع غزة التي اندلعت عندما هاجم مسلحو حركة حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

خارطة الأهداف الإسرائيلية في الداخل الإيراني

المنشآت النووية الإيرانية

ويؤكد جوزيف أن ما أعطى الضوء الأخضر للضربة الإسرائيلية الوشيكة على إيران، هي الهجمات بـ “وابل من الصواريخ الإيرانية على إسرائيل، رغم أن هذا يتعارض مع تصريحات المرشد الأعلى لإيران أن العبء للرد على مقتل حسن نصر الله يقع على حزب الله وليس على طهران”.

وزاد أنه في حال توسع الصراع لحرب شاملة في المنطقة، على طهران أن تتعامل مع تحديات وأسئلة في الداخل “ماذا لو أدت المعارك لتدمير برنامجها للأسلحة النووية؟ وكيف يمكنها التعامل مع حرب شاملة؟”.

ورجح محللون تحدثوا لوكالة رويترز أن ترد إسرائيل باستهداف منشآت عسكرية إيرانية وخاصة التي تنتج الصواريخ الباليستية مثل تلك التي استخدمت في الهجوم في أول أكتوبر. كما يمكن أن تدمر أنظمة الدفاع الجوي ومنصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.

كيف ستتأثر الأسواق إن قصفت إسرائيل مواقع نفطية إيرانية؟

يختبر خطر نشوب حرب متصاعدة بين إسرائيل وإيران قدرة سوق النفط الدولية على الحفاظ على أسعار النفط الخام دون تأثر، إذ على مدى عقود ماضية كانت الصراعات في المنطقة الغنية بالنفط تخيف أسواق النفط وتؤثر على الاقتصاد.

يمكن أيضا لإسرائيل استهداف قطاع النفط الإيراني، مما يلحق الضرر بالاقتصاد الإيراني.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version