نجحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة، في تحييد معظم الصواريخ البايستية الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل، الثلاثاء.

وقُتل مدني واحد فقط، في الضفة الغربية، في إحدى أكثر الهجمات الجوية كثافة التي واجهتها إسرائيل على الإطلاق. ومرة أخرى، أثبتت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المتطورة جدارتها، وفقا لموقع أكسيوس.

وذكر الموقع أن نظام “آرو” أو “السهم” الإسرائيلي، المصمم لاعتراض الصواريخ بعيدة المدى مثل التي أطلقتها إيران الثلاثاء، لعب دورا رئيسيا في التصدي للضربات الإيرانية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، بوعز ليفي، لـ”أكسيوس” إن النظام “أدى كما هو متوقع”، وحقق نتائج “رائعة”.

“نظام آرو”

ويعد “آرو” أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوراً في العالم، مع نظام رادار متقدم لاكتشاف المقذوفات القادمة وصواريخ فرط صوتية لإسقاطها.

ومجموعة “آرو سيستم” أو “هاتز” بالإسرائيلية، هي عائلة أنظمة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ الباليستية.

وصممت إسرائيل منظومة الصواريخ آرو-2 وآرو-3 بعيدة المدى، بينما تأخذ في الحسبان التهديد الصاروخي الإيراني، بهدف التعامل مع التهديدات داخل الغلاف الجوي وخارجه، وفقا لرويترز.

والمتعهد الرئيس لهذا المشروع هو شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية المملوكة للدولة، في حين تشارك بوينغ في إنتاج الصواريخ الاعتراضية.

تكتشف أنظمة الدفاع الجوي “آرو” عموما، وتقوم بتتبع واعتراض وتدمير الصواريخ التي بمختلف الرؤوس الحربية، وذلك على مساحة كبيرة، وبالتالي تحمي الأماكن الاستراتيجية والمراكز السكانية، وفق تعريف للمنظومة نشره موقع Israel Aerospace Industries.

وكشف ليفي، أنه تم استخدام “آرو 2” و”آرو 3″، التي تحلق صواريخها على ارتفاعات أعلى، في صد الهجوم الأخير.

فيما رفض تقديم تفاصيل محددة عن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها أو معدل نجاحها، قائلا “لا نريد إعطاء المزيد من البيانات لأعدائنا في هذا الوقت”.

ويبلغ مدى صاروخ “آرو 2” 90 كيلومترا، ويبلغ أقصى ارتفاع 51 كلم، وفقا لتحالف الدفاع الصاروخي، الذي وصف آرو 2 بأنه ترقية لدفاعات صواريخ باتريوت الأميركية.

وفي الوقت نفسه، يستخدم آرو 3 تقنية الضربة القاتلة لاعتراض الصواريخ الباليستية القادمة في الفضاء، قبل أن تعود إلى الغلاف الجوي في طريقها إلى الأهداف.

وقال الجيش الإسرائيلي، في 31 أكتوبر 2023، إنه استخدم منظومة الدفاع الجوي آرو لأول مرة منذ اندلاع الحرب مع حركة حماس، في السابع من أكتوبر 2023، لاعتراض صاروخ أرض-أرض فوق البحر الأحمر أُطلق من اليمن باتجاه إسرائيل.

ووقعت ألمانيا مع إسرائيل في سبتمبر من العام الماضي، اتفاقا لشراء منظومة الدفاع الصاروخي آرو-3 مقابل نحو أربعة مليارات يورو (4.2 مليار دولار).

وإلى جانب “آرو”، قامت السفن الحربية الأميركية “بولكيلي” و”كول”، المنتشرة في شرق البحر المتوسط، أيضا، بإطلاق 12 صاروخا من أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها، لاعتراض  صواريخ إيرانية.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدر، إن الرد الأميركي جاء من المدمرتين الصاروخيتين الموجهتين للبحرية “يو إس إس كول” و”يو إس إس بولكيلي” اللتين كانتا تعملان في شرق البحر الأبيض المتوسط.

ولم يحدد البنتاغون الصواريخ الاعتراضية المستخدمة، لكن المدمرتين الأميركيتين مجهزتان بنظام الدفاع الصاروخي الباليستي إيجيس، وبصواريخ اعتراضية يمكنها ضرب وتدمير الصواريخ الباليستية القادمة في منتصف مسارها أو مرحلتها النهائية، وفقا لسي أن أن.

وقال مسؤول أردني، إن القوات الجوية الأردنية اعترضت أيضا صواريخ إيرانية، الثلاثاء، لكن لم يتم تقديم تفاصيل.

أنظمة إسرائيلية أخرى

وتستخدم إسرائيل مجموعة من الأنظمة لصد الهجمات الجوية، بدءا من الصواريخ الباليستية ذات المسارات التي تخرج من الغلاف الجوي، وصولا  إلى الصواريخ منخفضة التحليق.

وتشمل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية الأخرى “مقلاع داود” و”القبة الحديدية”، المخصصة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى، والتي حدت بشدة  من فعالية الهجمات من حماس في غزة وحزب الله في لبنان.

واعتبرت شبكة “سي أن أن”، أنه بينما يتم إيلاء الكثير من الاهتمام لنظام القبة الحديدية عالي الفعالية، والذي يستخدمه الجيش لإسقاط صواريخ حماس وحزب الله، إلا أنه يبقى الأقل قدرة بين أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية.

وطورت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة المملوكة للدولة منظومة القبة الحديدية بدعم من الولايات المتحدة، وصارت جاهزة للعمل في عام 2011.

منظومة القبة الحديدة الإسرائيلية
منظومة القبة الحديدة الإسرائيلية

وتطلق كل وحدة محمولة على شاحنة صواريخ موجهة بالرادار لإسقاط صواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيرة في الجو.

وتقول شركة رافائيل، إنها سلمت مجموعتين من منظومة القبة الحديدية للجيش الأميركي في عام 2020. وتسعى أوكرانيا للحصول على إمدادات أيضا في حربها مع روسيا.

ونشرت إسرائيل نسخة بحرية من القبة الحديدية لحماية السفن والأصول البحرية في عام 2017.

وتحدد المنظومة بسرعة إذا كان الصاروخ في طريقه لإصابة منطقة مأهولة بالسكان، وإذا كان الأمر غير ذلك، تتجاهل الصاروخ وتسمح له بالسقوط دون ضرر.

وتوفر القبة الحديدية تغطية تكفي لمدينة ضد صواريخ يتراوح مداها بين 4 و70 كيلومترا.

ويأتي من بعد القبة الحديدية على سلم أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي “مقلاع داوود”، الذي يحمي من التهديدات قصيرة ومتوسطة المدى.

ويستخدم مقلاع داوود، وهو مشروع مشترك بين رافائيل وشركة رايثيون الأميركية العملاقة للدفاع، صواريخ اعتراضية من طراز “Stunner وSkyCeptor” لتدمير أهداف على بعد 300 كلم، وفقا لـ”مشروع التهديد الصاروخي” في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وجرى تصميم هذه المنظومة الصاروخية لإسقاط الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التي يتراوح مداها بين 100 و200 كيلومتر.

منظومة “مقلاع داوود” تعترض الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والطائرات والمسيرات- صورة أرشيفية.

وهذه المنظومة مصممة كذلك لاعتراض الطائرات المسيرة وصواريخ كروز.

وتتراوح كلفة منظومتي الاعتراض الإسرائيليتين لإسقاط التهديدات القادمة ما بين عشرات الآلاف وملايين الدولارات. وتطور إسرائيل نظاما يعمل بالليزر لدرء مخاطر صواريخ العدو وطائراته المسيرة بكلفة تقديرية تبلغ دولارين فقط لكل عملية اعتراض.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version