قضت محكمة سعودية بالسجن 30 عاما بحق مواطن ندّد بالفساد وانتهاكات لحقوق الإنسان في المملكة على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أقل من شهرين على إلغاء حكم سابق بإعدامه، على ما أفاد شقيقه وكالة فرانس برس، الثلاثاء.

وكانت منظمة العفو الدولية طالبت، في أغسطس الماضي، “بالإفراج الفوري وغير المشروط” عن الغامدي.

وقالت المنظمة وقتها في بيان: “كانت جريمة محمد بن ناصر الغامدي المزعومة هي التعبير عن آرائه على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يكن ينبغي محاكمته، ناهيك عن الحكم عليه بالإعدام في المقام الأول”.

واكتسبت قضية المدرس السعودي المتقاعد محمد الغامدي (56 عاما) بُعدا مختلفا بعدما أكّد ولي العهد السعوديّ محمد بن سلمان بنفسه “صحة” تفاصيل قضيته في مقابلة نادرة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز الإخبارية الأميركية في سبتمبر الماضي.

وأعرب ولي العهد، الذي يتولى أيضا منصب رئيس الوزراء عن أمله أن “يكون القضاة أكثر خبرة في المرحلة المقبلة من المحاكمات”.

ومطلع الشهر الماضي، ألغت محكمة استئناف سعودية بالفعل حكم الإعدام بحق الغامدي وهو شقيق سعيد الغامدي، الداعية الإسلامي الناقد للحكومة السعودية، الذي يتخذ من لندن منفى اختياريا.

وأكّد الداعية سعيد الغامدي لفرانس برس أنّ “محكمة الاستئناف قضت الثلاثاء بسجن شقيقي محمد 30 عاما لإدانته بنفس الاتهامات السابقة في الحكم المنقوض”.

وفي يوليو 2023، قررت المحكمة الجزائية المتخصصة التي تأسّست في العام 2008 للنظر في قضايا الإرهاب، الحكم على الغامدي بالإعدام على خلفية اتهامات تتعلق بمنشورات فُسرت على أنها تدعو “للإخلال بأمن المجتمع والتآمر على الحكم” عبر حسابه على منصة اكس.

وقال حقوقيون حينها إن القضية مبنية جزئيًا على الأقل على منشورات تنتقد الحكومة وتؤيد “سجناء الرأي” مثل رجلَي الدين المسجونين سلمان العودة وعوض القرني.

وذكر مركز “الخليج لحقوق الإنسان” أنه كان لحساب الغامدي 9 متابعين فقط على منصة إكس، لدى النشر.

وكتب الداعية سعيد الغامدي الذي يحظى بأكثر من 500 ألف متابع على منصة اكس “هذا التخبط في الأحكام يحكي الحالة المأساوية والمزرية التي وصل لها القضاء المسيّس في المملكة. فشقيقي ليس مذنباً أصلاً حتى يعتقل ويحاكم بهذه الطريقة”.

ولم يتضح بعد إذا كان بوسع الغامدي التقدم باستئناف على الحكم الجديد بحبسه، بحسب شقيقه سعيد.

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة السعودية على تفاصيل الحكم الجديد.

وفي يوليو الماضي، حكمت المحكمة نفسها على شقيق آخر هو أسعد الغامدي، وهو مدرس وأب لستة أبناء أصغرهم طفلة عمرها ست سنوات، بالسجن 20 عاما.

ومنذ تولي الأمير محمد منصب ولي العهد في 2017، تتّبع السعودية أجندة إصلاحية طموحة تُعرف باسم “رؤية 2030” تهدف إلى تحويل المملكة التي كانت مغلقة سابقا إلى وجهة سياحية وتجارية عالمية وتعتمد إصلاحات اجتماعية. لكن ذلك يترافق مع استمرار قمع المعارضة. وتتعرّض المملكة لانتقادات بسبب سجلّها في حقوق الإنسان والتضييق على الحق في التعبير على وجه الخصوص.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version