كشف تقرير لـ”المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية” حول “سمعة المغرب في العالم” أن صورة هذا البلد المغاربي الخارجة “لا تزال متوسطة”.

التقرير، الصادر الأسبوع الماضي، والمنجز بتنسيق مع وكالات دولية تقدم استشارات في مجال “السمعة الدولية” و”تدبير العلامة التجارية الوطنية”، استند إلى مسح جرى في 26 بلدا بينها الولايات المتحدة الأميركية والجزائر وإسرائيل.

واعتمد التقرير 22 مؤشرا بينها جودة الحياة ومستوى العيش وحقوق الإنسان و”الأخلاقيات والمسؤولية”، لتحديد تصنيف المغرب وكشف كيف تنظر إليه بلدان أخرى.

“شعب ودود” وأزمة “أخلاقيات”

في الوقت الذي كشف فيه التقرير أن سمعة المغرب خارجيا “إيجابية” في مؤشرات مرتبطة بطبيعة الشعب المغربي الذي وصفته مجمل الاستطلاعات التي أجريت بأنه “وجود ولطيف، فضلا عن عوامل أخرى مثل بيئة وطبيعة البلد، وتوفر فضاءات الترفيه و”نمط حياة جذاب”، و”النجاح الرياضي” المرتبط بتمكن المغرب من احتلال الرتبة الرابعة في مونديال قطر 2022، وردت تقييمات سلبية في مؤشرات أخرى منها احترام حقوق الإنسان ومكافحة تغير المناخ و”الأخلاقيات والشفافية والمسؤولية”.

ويقصد التقرير بـ “الأخلاقيات والشفافية والمسؤولية” المؤشر الذي يُستخدم لتقييم مدى التزام مؤسسات البلدية الرسمية وغير الرسمية بـ”الممارسات الأخلاقية والمعايير المسؤولية الاجتماعية” في أنشطتها، على غرار محاربة الفساد والرشوة في المعاملات وتطبيق القوانين وشروط النزاهة.

وفي هذا الصدد، ذكر التقرير “تظل التقييمات أقل إيجابية بالنسبة للسمات المتأصلة في أبعاد الأخلاقيات والمسؤولية والجودة المؤسساتية ومستوى التنمية، وخاصة الأخلاقيات والشفافية واحترام حقوق الإنسان ومكافحة تغير المناخ والبيئة المؤسساتية والسياسية ومناخ مواتٍ للأعمال والاستعمال الناجع للموارد العمومية، وذلك على الرغم من الجهود التي يبذلها المغرب في هذه المجالات”.

وبالمقارنة بين الأبحاث التي رصدت “سمعة المغرب خارجيا” بين عامي 2015 و2024، سجل التقرير “تحسنا” في مؤشرات، لكنه تحدث عن تراجع في أخرى تتعلق بمستوى التنمية و”الجودة المؤسساتية” و”الأخلاقيات والمسؤولية”.

المغرب في الخارج

من الأمور الملفتة للنظر في التقرير كشفه تراجع سمعة المغرب في إسرائيل إلى أدنى مستوياتها، إذ اعتُبر هذا البلد الأكثر تمثلا لصورة سلبية عن المغرب مقارنة بدول أخرى شملها التنصيف، مرجعا السبب إلى الحرب في غزة.

تحذيرات في المغرب من ظاهرة “الموظفين الأشباح”

كشف تقرير لمؤسسة مغربية رسمية عن اختلالات خطيرة في إدارة الموارد البشرية بجماعة العاصمة الرباط، ما دفع حزب معارض إلى مطالبة النيابة العامة بفتح تحقيق فيما وصفه بـ”التسيب” وهدر المال العام.

وقال التقرير إن تغير منظور الإسرائيليين للمغرب بسبب الموقف من الحرب في غزة أدى إلى تراجع تصنيف اعتباره بلدا ذا سمعة جدية إلى مستوى غير مسبوق، متراجعة بـ8.7 نقط، وهي الأكبر مقارنة مع بقية الدول التي شملها الاستطلاع.

البلد الثاني الذي يحمل صورة سلبية أكثر عن المغرب هو إسبانيا، متبوعا بالجزائر.

أما في الولايات المتحدة، فقد تحسن التقييم بشكل طفيف، بالغا 49.2 نقطة من أصل 100، ومرتفعا بـ0.7 نقطة مقارنة بعام 2023. 

وبهذ التنصيف تحتل الولايات المتحدة الترتيب الرابع في قائمة دول مجموعة السبع في تقييم منظورها لـ”سمعة المغرب الخارجية”، بعد ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، في حين لكندا وروسيا واليابان وإيطاليا تمثلا أكثر سلبية عن المغرب.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version