نقلت وسائل إعلام في لبنان عن مصادر أمنية تفاصيل جديدة عن تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكي (البيجر) في لبنان أمس الثلاثاء، وكشفت أنها كانت مفخخة من مصدر استيرادها.

وحسب خبراء أمنيين، كانت أجهزة “بيجر” حزب الله  مفخخة عبر قطعة تسمى “آي سي” (IC) هي التي احتوت المواد المتفجرة، وهي منظومة متكاملة تستخدم عادة في الأجهزة الإلكترونية للتحكم في بعض وظائفها.

ووفق ما نقلته قناة “الميادين” عن مصادر أمنية لم تسمها، تحتوي هذه القطعة على مواد متفجرة مما يعني أن تفخيخ البيجر تم بشكل دقيق ومخفي داخل مكونات الجهاز نفسه.

وتابعت المصادر أن هذه المواد المفخخة والمتفجرة “لا تُكشف عند أي فحص عبر الأجهزة المتعارف عليها، ولم يكن في الإمكان لأجهزة الكشف المتوفرة وحتى لدول ومطارات عالمية كشف المادة المفخخة المزروعة وبتقنيات مركبة لخوارزميات خاصة بهذه العملية”.

ورجحت المصادر أن يكون جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد) وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) يقفان “وراء هذه الضربة العدوانية”.

شبكات | كيف انفجرت أجهزة البيجر في نفس اللحظة مع أفراد حزب الله؟

تكنولوجيا متطورة

وعن طريقة التفجير، ذكرت المصادر أن “التفجير نُفذ عبر رسالة قصيرة للجهاز بتكنولوجيا متطورة أيقظت المادة المخفية المتفجرة، إذ لم تكن بطارية البيجر في ذاتها من أوجد الموجة الانفجارية، بل كانت مادة الليثيوم التي تغذي الجهاز عند استقبال الرسالة المتسببة في التفجير”.

وأوضحت أن “المادة التفجيرية وُجّهت بهدف القتل، ولا سيما تلك الأجهزة المعلقة في الخصر، كي تدخل موجة التفجير إلى الجسم مباشرة”.

وأضافت أنّه بحدود 4 ثوان، بعد تلقي صوت الاتصال برسالة خطية، “انفجرت الأجهزة تلقائيا، سواء في وجه من فتحها أو من لم يفتحها”.

وقد كشف موقع المونيتور الأميركي عن مصادر استخبارية إقليمية رفيعة المستوى أن إسرائيل نفذت هجومها بأجهزة البيجر في لبنان بعد أن جمعت معلومات استخبارية تفيد بأن اثنين من أعضاء حزب الله اكتشفا اختراق الأجهزة.

وأشار الموقع إلى أن قرار تنفيذ العملية فُرض على إسرائيل بسبب هذا الخرق الاستخباري “قبل فوات الأوان”.

“غولد أبولو” تتبرأ

وفي وقت سابق اليوم، تبرأت شركة “غولد أبولو” التايوانية من تصنيع أجهزة “بيجر” التي تم تفجيرها في لبنان وذهب ضحيتها 12 قتيلا ونحو 3 آلاف جريح، أغلب إصاباتهم في الوجه واليدين.

وأوضحت الشركة، في بيان، أنها وقعت اتفاقا قبل 3 سنوات مع شركة أوروبية مقرها بالعاصمة المجرية بودابست تدعى “بي إيه سي” (BAC)، يمنحها ترخيصا بتصنيع الأجهزة واستخدام اسم الشركة، وهي من قامت بتصنيع أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان.

والثلاثاء، قتل 12 شخصا وأصيب نحو 2800 آخرين، بينهم قرابة 300 بحالة حرجة، جراء هجوم تسبب في تفجير آلاف من أجهزة “بيجر” يستخدمها حزب الله بصفة خاصة في الاتصالات، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.

ووسط صمت إسرائيلي، اتهمت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل بتنفيذ التفجيرات التي تسببت في واقعة “البيجر”، وتوعد الحزب إسرائيل بـ”حساب ‏عسير”.

وتنصل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لمستشاره توباز لوك على منصة “إكس” ألمح فيه إلى مسؤولية تل أبيب عن الهجوم قبل أن يحذفه.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version