قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأربعاء إنه أجرى اتصالا جيدا للغاية استمر حوالي ساعة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في حين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده على وشك استعادة السيطرة الكاملة على منطقة كورسك الروسية.
وأضاف ترامب في منشور على منصته “تروث سوشيال” أن جزءا كبيرا من المحادثة ارتكز على المكالمة التي أجراها أمس مع بوتين لمواءمة مطالب واحتياجات كلّ من روسيا وأوكرانيا، مشيرا إلى أن المحادثات “تسير على الطريق الصحيح”، في وقت تدفع فيه واشنطن باتجاه وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
تصريحات زيلينسكي
يأتي ذلك في وقت حذر فيه زيلينسكي من الرضوخ لدعوة الكرملين وقف المساعدات العسكرية لبلاده.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي ألكسندر ستوب “لا أعتقد أن علينا تقديم أي تنازلات في ما يتعلق بالمساعدات لأوكرانيا، بل يجب أن تكون هناك زيادة في المساعدات لأوكرانيا”.
وأفاد بأن زيادة المساعدات ستمثل “مؤشرا على أن أوكرانيا مستعدة لأي مفاجآت من الروس”.
وأضاف زيلينسكي، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب، بالعاصمة هلسنكي، أن روسيا واصلت هجماتها على البنية التحتية للطاقة في بلاده بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الثلاثاء.
وذكر أن القوات الروسية نفذت خلال ساعات الليل غارات جوية على مستشفيين وأهداف أخرى في أوكرانيا، بما في ذلك منشآت الطاقة.
وتعهد زيلينسكي بألا تشن بلاده هجوما مضادا طالما لم تهاجم روسيا المدنيين والبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، مضيفا “إذا لم يهاجم الروس منشآتنا، فإننا بالتأكيد لن نهاجم أيضا”.
وأعرب الرئيس الأوكراني عن أمله في أن “تواصل الولايات المتحدة الضغط على روسيا لدفعها إلى الموافقة على وقف كامل لإطلاق النار”.
تصريحات بوتين
وفي المقابل، أعلن بوتين خلال اجتماع مع مسؤولي الأمن في بلاده أن “القوات الروسية نفذت مؤخرا سلسلة من الهجمات الجريئة والفعالة، وهي الآن تنهي تدمير المجموعة المعادية في منطقة كورسك”.
وخلال اجتماع آخر مع ممثلي النيابة العامة الروسية أكد بوتين أن “جميع العسكريين الأوكرانيين ولا سيما المرتزقة الأجانب في مقاطعة كورسك إرهابيون ويجب التحقيق في جرائمهم ومحاسبتهم حسب التشريعات الروسية”.
وقال “يجب تحديد الجرائم التي ارتكبوها وتوثيقها والتحقيق فيها بدقة، ويتعين على النيابة العامة والمدعين العسكريين الأخذ بذلك بعين الاعتبار، والعمل به بشكل كامل بالتعاون مع الجهات الأخرى في الأراضي المحررة لتحديد جميع هؤلاء المجرمين، ومن أصدروا الأوامر الإجرامية ونكلوا بمواطنينا ومحاسبتهم”.
والأسبوع الماضي، استعادت القوات الروسية بلدة سودجا، أكبر مستوطنة استولت عليها القوات الأوكرانية في كورسك خلال هجومها المضاد الصيف الماضي. ولم يتبق للقوات الأوكرانية الآن سوى بضع مستوطنات صغيرة قرب الحدود.
ونفت كييف سابقا تقارير الكرملين عن محاصرة آلاف الجنود الأوكرانيين أو انسحاب أوكراني كامل من المنطقة.
يذكر أن قوات أوكرانية بدأت التوغل في منطقة كورسك في أغسطس/آب 2024، لإبعاد القوات الروسية عن شرق أوكرانيا والحصول على ورقة مساومة في أي محادثات مستقبلية.
مسيرات
في غضون ذلك، أعلن الكرملين اليوم الأربعاء أن روسيا أوقفت هجوما بالطائرات المسيرة على أهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا بعد مكالمة هاتفية بين بوتين ترامب، وذلك بإسقاط 7 من تلك الطائرات بينما كانت تتجه إلى أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين إن الطائرات “كانت تصطف في ترتيب قتالي. جرى إسقاط 6 منها بواسطة منظومة الصواريخ أرض-جو “بانتسير” أما الطائرة السابعة فأسقطت بواسطة طائرة عسكرية روسية”.
واتهم بيسكوف أوكرانيا بعدم احترام وقف إطلاق النار الجزئي لمدة 30 يوما، الذي ينص على وقف تبادل الهجمات على منشآت الطاقة، قائلا إن كييف حاولت مهاجمة منشآت بنية تحتية للطاقة في روسيا الليلة الماضية.
وقال “نراقب عن كثب لمعرفة ما إذا كانت كييف ستلتزم ببذل كل ما في وسعها للتحرك نحو تسوية سلمية”.
وردا على سؤال عما إن كانت روسيا ستلتزم بتعليق الضربات على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، عبر بيسكوف عن اعتقاده بأنها ستلتزم. وقال “لم يصدر الرئيس أي أوامر بخلاف ذلك”.
ووافق بوتين على وقف مؤقت لمهاجمة منشآت الطاقة الأوكرانية خلال مكالمته مع ترامب لكنه رفض وقف إطلاق النار الكامل لمدة 30 يوما، الذي سعى إليه الرئيس الأميركي.
لكن أوكرانيا اتهمت روسيا بمهاجمة منشآتها للبنية التحتية للطاقة الليلة الماضية.
نفي أوكراني
على الجانب الآخر، وبعد مكالمة ترامب وبوتين بفترة وجيزة، في الساعات الأولى من صباح اليوم، أعلن زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن روسيا بدأت مرة أخرى استهداف “البنية التحتية المدنية”.
وفي منطقة سومي، لقي شخص حتفه وأصيب 3 جراء القصف، بحسب ما ذكرته الإدارة العسكرية الإقليمية عبر تطبيق تليغرام. كما تم استهداف مستشفى في المنطقة وتعرض لأضرار بالغة.
وقال الدفاع المدني الأوكراني إن شخصين أصيبا جراء سقوط حطام طائرات مسيرة في منطقة بوتشا قرب العاصمة كييف.
وقال سيرجي ليساك حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك، عبر تطبيق تليغرام، إنه هجمات بطائرات مسيرة في المنطقة ألحقت أضرارا بموقع للبنية التحتية.
وأوضح حاكم منطقة دونيتسك، فاديم فيلاشكين، أن مجمعا صناعيا في كراماتورسك، بشرق أوكرانيا، تعرض أيضا لأضرار. وفي سلوفيانسك المجاورة، أصيب 3 أشخاص بجروح وتضرر أكثر من 20 منزلا.
من جانبها، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية أن روسيا أطلقت صاروخين باليستيين طراز “إسكندر-إم”، و4 صواريخ معدلة من طراز “إس 300” المضادة للطائرات، و145 طائرة مسيرة خلال الليل. وأسقطت القوات الأوكرانية 72 طائرة مسيرة، في حين اختفت 56 طائرة مسيرة من على شاشات الرادار.
ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف تدخلا في شؤونها.