دخلت تركيا مرحلة الصمت الانتخابي الساعة السادسة من مساء اليوم السبت، قبل ساعات من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة غدا الأحد، والتي اختتمت حملاتها بمشاهد تحمل رمزية كبيرة.

فقد أنهى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مرشح “تحالف الجمهور” للرئاسة، آخر أيام الحملة الانتخابية بصلاة المغرب في مسجد آيا صوفيا، حيث تجمعت حشود من المصلين.

وأظهرت لقطات على منصات التواصل الاجتماعي أردوغان وهو يدخل المسجد وسط تكبيرات المصلين، ثم جلس في الصف الأول وقرأ فواتح سورة البقرة.

وكان أردوغان قد أعاد في عام 2020 فتح هذا المسجد -الذي يعد رمزا لفتح القسطنطينية في القرن الـ15- لإقامة الصلوات، في قرار تاريخي بعد أن تم تحويله إلى متحف عام 1934.

وقبل صلاته في آيا صوفيا، عقد أردوغان لقاءات جماهيرية عدة في أحياء إسطنبول، حيث خاطب الحشود في عمرانية، وسنجق تبه، وكذلك في قاسم باشا، وهو الحي الذي كان يسكنه في سنوات شبابه.

وفي طريقه إلى آيا صوفيا، توقف أردوغان في حي الفاتح حيث زار حسن أفندي شيخ جماعة إسماعيل آغا الصوفية النقشبندية التي يقدر أتباعها في تركيا بالملايين. وقد تولى حسن أفندي مشيخة الجماعة بعد الراحل محمود أفندي.

أردوغان اختتم حملته الانتخابية بالصلاة في آيا صوفيا (مواقع التواصل)

اتهام للمعارضة وبايدن

وفي أواخر تصريحاته قبل الصمت الانتخابي، اتهم الرئيس التركي المعارضة بالعمل مع الرئيس الأميركي جو بايدن للإطاحة به، مستذكرا تصريحات أدلى بها بايدن خلال حملته للوصول إلى البيت الأبيض.

وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” قد نشرت تصريحات بايدن في يناير/كانون الثاني 2020، قال فيها إن واشنطن ينبغي أن تدعم خصوم أردوغان حتى يهزمونه.

في المقابل، اختتم كمال كليجدار أوغلو، المنافس الرئيسي لأردوغان ومرشح “تحالف الأمة”، حملته الانتخابية بزيارة رمزية لضريح مصطفى كمال أتاتورك، الذي يوصف بمؤسس تركيا الحديثة، في العاصمة أنقرة.

وسار كليجدار أوغلو إلى الضريح وسط حشد من الشبان والفتيات، ثم وضع الزهور على قبر أتاتورك.

وفي آخر أنشطته عبر منصات التواصل الاجتماعي، نشر كليجدار أوغلو مقطع فيديو، قال فيه إن أكثر المشروعات “جنونا” التي أعدها لتركيا هي الديمقراطية والحرية.

وقبل ذلك، عقد كليجدار أوغلو، أمس الجمعة، آخر لقاء جماهيري له في أنقرة، حيث سأل أنصاره “هل أنتم مستعدون للديمقراطية في هذا البلد؟ لإحلال السلام في هذا البلد؟ أنا عن نفسي مستعد، أعدكم بذلك”.

كليجدار أوغلو يضع الزهور على قبر أتاتورك (الأناضول)

يوم الانتخابات

ويتوجّه الناخبون الأتراك صباح غد الأحد إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد لمدة 5 سنوات، وانتخاب البرلمان الـ28 في تاريخ الجمهورية.

وتفتح مراكز الاقتراع الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، ويستمر التصويت حتى الساعة الخامسة مساء.

وتحظر الهيئة العليا للإذاعة والتلفزيون في تركيا من السادسة من مساء السبت أي دعاية للأحزاب على المحطات الإذاعية والتلفزيونية، ويستمر الحظر حتى يوم الاقتراع ويشمل جميع الأخبار المتعلقة بنتائج الانتخابات حتى الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي (السادسة مساء بتوقيت غرينتش) غدا الأحد. ويستثنى من ذلك ما تعلنه الهيئة العليا للانتخابات.

ويمكن للهيئة العليا للانتخابات أن ترفع الحظر قبل التاسعة مساء، إذا رأت ما يستوجب ذلك.

وحسب قرار الهيئة نفسها، يحظر بيع المشروبات الكحولية واستهلاكها في الأماكن العامة ابتداء من الساعة السادسة من فجر يوم الانتخابات وحتى منتصف الليل، كما يحظر حمل السلاح لغير قوات الأمن والمكلفين بحماية الأمن العام.

ويبلغ عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات 60 مليونا و697 ألفا و843 ناخبا، منهم 4 ملايين و904 آلاف و672 ناخبا يصوتون لأول مرة.

ويتنافس على كرسي الرئاسة 3 مرشحين هم: مرشح “تحالف الجمهور” الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح “تحالف الأمة” كمال كليجدار أوغلو، ومرشح “تحالف الأجداد” سنان أوغان.

وكان المرشح الرابع محرم إينجه زعيم حزب البلد قد أعلن الخميس الماضي انسحابه من السباق.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version