بعد أكثر من عام من التوتر بين لبنان وإسرائيل والحرب المفتوحة منذ شهرين، توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وعلى الرغم من عدم نشر تفاصيل كثيرة حول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، فقد كشف مسؤولون أميركيون ومراقبون في تصريحات خاصة لقناة “الحرة” عن أبرز بنود هذا الاتفاق.

ما هي آليات مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ومن سيقوم بها؟ وما هي حظوظ صموده؟

انسحاب تدريجي

وصف جويل روبن، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان بـ”الجوهري”.

وأوضح في تصريح لـ”الحرة” أن الدور الأميركي في هذه الصفقة تزامن مع مفاوضات أخرى تجري بغية التوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل، والتطبيع بين إسرائيل والسعودية.

وأشار روبن إلى أن الولايات المتحدة كانت المفاوض الرئيس لاتفاق وقف إطلاق النار الذي يسمح للجيش اللبناني بالسيطرة على كل الأراضي جنوبي نهر الليطاني “بعيدا عن يد حزب الله”.

وقال روبن إن الانسحاب الإسرائيلي سيكون تدريجيا بسبب عدم قدرة الجيش اللبناني حاليا على السيطرة على مناطق جنوب لبنان. وأوضح أن مساعدة الجيش اللبناني ضرورية في المرحلة المقبلة “ليصبح قادرا على السيطرة على أراضيه وتكون له الموارد لدفع المرتبات والحصول على المعدات”.

وأضاف أن التحديات في لبنان موجودة منذ عقود، وأنه من الضروري الآن أن يمنع لبنان التدخلات الخارجية من إيران وسوريا و”تنحية حزب الله جانبا”.

هوكستين للحرة: وقف إطلاق النار فرصة للبنان

قال المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكستين، في تصريح للحرة، إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، هو فرصة هامة للبنان، قصد “عودة الأمن والاستقرار والازدهار، واستعادة سيادته على كامل أراضيه، تمهيدا للبدأ في إعادة البناء”.

وأوضح جويل روبن، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق، أن تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار سيكون عبر لجنة ثلاثية، برئاسة الولايات المتحدة، ستتابع مزاعم وقوع انتهاكات من قبل الطرفين. وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي التي ستقرر إذا وقع هذا الانتهاك أم لا، وكيفية التعامل معه بالتعاون مع فرنسا وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وشدد روبن على ضرورة تحديد آليات إعادة إعمار واستقرار جنوب لبنان، موضحا أن الولايات المتحدة وأوروبا ودول الخليج يمكن أن تساهم في هذه الجهود “لكي لا يعود لبنان إلى إيران طلبا للمساعدة مرة ثانية كما حدث في 2006″، بحسب تعبيره.

وقال روبن إن قرار 1701 هو أساس وقف إطلاق النار، “لكن لم تكن هناك قدرة منذ 2006 على تنفيذ بنوده ومنع وقوع انتهاكات”. وأكد أهمية أن تكون هناك دول منخرطة مباشرة في آلية حل النزاعات كجزء من اللجنة الثلاثية برئاسة الولايات المتحدة.

الجيش اللبناني يبدأ الانتشار في الجنوب بعد وقف إطلاق النار

باشرت قوات الجيش اللبناني، الأربعاء، الانتشار في قطاع جنوب الليطاني، بعدما دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حيز التنفيذ فجر اليوم.

سحب السلاح

وقال الكاتب والباحث السياسي اللبناني، حسن قبلان، من بيروت إن قرار وقف إطلاق النار هو “إعادة إحياء قرار 1701 الموقع عام 2006”.

وأضاف قبلان في تصريحات لـ”الحرة” أن الاتفاق “لا لبس فيه”، ولا يضم أي ملحقات أو طلبات سرية، وينص على تمسك لبنان بسيادته الكاملة ولا يتضمن أي فقرة تسمح بحرية التحرك للجيش الإسرائيلي.

وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمن تعزيز انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني مع قوات “يونيفل” الأممية وانسحاب الإسرائيليين من جميع الأراضي اللبنانية.

وأوضح قبلان أن القرار يدعو إلى “سحب سلاح حزب الله وليس عناصره”، الذين قال إنهم مواطنون عاديون ويعيشون في جنوب لبنان ومعظمهم لا يحملون السلاح “لكن الظروف الماضية أجبرتهم على حمل السلاح دفاعا عن بلداتهم”، على حد قوله.

وأوضح الكاتب الباحث السياسي أن حزب الله وافق على جميع نقاط قرار وقف إطلاق النار، ولاسيما سحب السلاح من منطقة جنوب الليطاني”. لكن قبلان أكد أن القرار “لا يتكلم عن نزع كامل لسلاح حزب الله على مستوى لبنان”.

حزب الله وجبهة الإسناد.. من التصعيد إلى الرضوخ

بعد تصريح الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، بأن “نقل نهر الليطاني إلى الحدود مع إسرائيل أسهل من ارجاع الحزب شماله، وأن جبهة لبنان لن تتوقف قبل وقف النار في غزة”، وافق حزب الله على شروط التسوية مع إسرائيل، التي تلزمه تفكيك ارتباطه بجبهة غزة، وتراجعه إلى شمال نهر الليطاني.

هدنة هشة

ولفت الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، مئير كوهين، من تل أبيب  إلى أن الاتفاق تم برعاية الطرف الأميركي و”هو اتفاق يشمل ثلاثة أطراف هي لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة”.

ووصف كوهين الهدنة بـ”الهشة”، وأشار إلى أن اتفاق وقف اطلاق النار لا يعني نهاية الحرب، عازيا سبب موافقة إسرائيل إلى ثلاث نقاط: “التركيز على الملف الإيراني ومنع حصوله على السلاح النووي، ومنع الإدارة الأميركية وصول مزيد من الأسلحة إلى إسرائيل، وأخيرا فصل المسارات”، على حد تعبيره.

وأوضح أن العديد من الإسرائيليين يشعرون أن هذا الاتفاق أضاع فرصة حسم المعركة بعد الضربة التي وجهتها إسرائيل إلى حزب الله. وأضاف “بدلا من توجيه ضربة قاضية، حولت إسرائيل حزب الله إلى غرفة الانعاش”.

وأضاف كوهين أن الاتفاقية وإن كانت تضم بعض النقاط السلبية، تحتوي أيضا على نقاط إيجابية مثل “التزام حزب الله بالانسحاب إلى شمالي نهر الليطاني، وأن يكون لإسرائيل حرية التدخل لمواجهة أي تهديد، وذلك بتفويض أميركي”.

وقال كوهين إن الولايات المتحدة منحت إسرائيل ضمانات بما يتعلق بالتدخل الإسرائيلي، “وعلى لبنان أن تأخذ هذا الموضوع بنظر الاعتبار”.

مصدر: الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ المهام بموازاة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

أكد مسؤول كبير لمراسل الحرة في تل أبيب، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي يركز بشكل أساسي على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تمت المصادقة عليه من قبل الكابينت، مشددًا على أن هذه هي المهمة الرئيسية للجيش في هذه المرحلة.

بعد أكثر من عام من التوتر على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل، والمواجهة العسكرية المباشرة والمفتوحة منذ شهرين مع حزب الله، بدأ الطرفان فجر الأربعاء بتوقيت لبنان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال الجيش اللبناني في بيان إنه بدأ تعزيز انتشاره في قطاع جنوب الليطاني، كما طلب سكان القرى والبلدات الحدودية تأجيل عودتهم إلى منازلهم لحين انسحاب الجيش الإسرائيلي من هناك.

على الجانب الآخر، منع الجيش الإسرائيلي عودة سكان بلدات الجنوب إلى الأماكن التي طالب بإخلائها أو الاقتراب من عناصره، واعتقل اربعة حاولوا الوصول إلى الجنوب.

من جهته، طالب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إسرائيل بالالتزام الكامل ببنود الاتفاق والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي تسيطر عليها.

وجدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، التزام لبنان بتطبيق القرار الأممي 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب، كما دعا إسرائيل إلى تطبيق الاتفاق والانسحاب من جميع المناطق التي توغلت فيها.

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، بدوره،  إن بلاده بدأت مرحلة جديدة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن لبنان كان ولا يزال بأمَسّ الحاجة للوحدة الوطنية، كما أكد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version