أعلن رئيس جنوب أفريقيا، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اتفقا على عقد اجتماعات منفصلة مع وفد يضم زعماء ست دول أفريقية لمناقشة خطة محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس”.
وقال رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، إنه تحدث مع بوتين وزيلينسكي عبر الهاتف، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، واتفقا على استضافة “مهمة سلام للزعماء الأفارقة” في موسكو وكييف على التوالي.
وأضاف رامافوزا: “إن أساس مناقشاتنا هو الجهود المبذولة لإيجاد حل سلمي للصراع المدمر في أوكرانيا”.
وتابع في بيان أن الوفد سيضم إلى جانب رامافوزا، زعماء زامبيا والسنغال وجمهورية الكونغو وأوغندا ومصر.
وقال زعيم جنوب أفريقيا إن بوتين وزيلينسكي أعطياه الضوء الأخضر “لبدء الاستعدادات”.
وامتنعت أربع من تلك الدول الأفريقية الست، جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو والسنغال وأوغندا، عن التصويت في الأمم المتحدة، في عام 2022، لإدانة الغزو الروسي، فيما صوتت زامبيا ومصر لصالح الاقتراح.
ولم يذكر رامافوزا إطارا زمنيا أو يحدد أي معايير لمحادثات السلام المحتملة.
وقال زيلينسكي إنه لن يفكر في التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب التي استمرت 15 شهرا حتى تنسحب القوات الروسية بالكامل من الأراضي الأوكرانية.
وقال رامافوزا إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أطلع أيضا على اجتماعات الوفد الأفريقي المزمع و”رحب بالمبادرة”.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الاثنين، أن رامافوزا تحدث إلى غوتيريش، بعد ظهر الاثنين، خلال زيارته لجامايكا.
وقال دوجاريك “كما قلنا من قبل، نحن نؤيد أي مبادرة يمكن أن تقودنا إلى سلام يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، بما يتماشى مع القانون الدولي ويتماشى مع قرارات الجمعية العامة”.
وجاء الإعلان عن جهود السلام بقيادة أفريقية في الوقت الذي شنت فيه روسيا هجوما جويا كثيفا على كييف.
ولم يصدر أي رد فعل فوري، الثلاثاء، من الكرملين أو كييف، بحسب “أسوشيتد برس” التي ترى أن الزعيم الروسي يؤيد “فكرة سيريل رامافوزا حول مشاركة مجموعة من القادة الأفارقة في مناقشة آفاق حل الصراع الأوكراني”.
ولم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه هي المكالمة الهاتفية التي كان رامافوزا يشير إليها عندما قال إنه تحدث مع بوتين، في نهاية الأسبوع الماضي.
وذكرت “أسوشيتد برس” أن موقع جنوب إفريقيا الرائد في الوفد الأفريقي لا بد أن يخضع للتمحيص، إذ جاء إعلان رامافوزا بعد أيام من اتهام السفير الأميركي لجنوب إفريقيا بالوقوف إلى جانب روسيا في الحرب في أوكرانيا وحتى تقديم الأسلحة لمساعدة موسكو.
وزعم السفير الأميركي لدى جنوب إفريقيا، روبن بريجيتي، الأسبوع الماضي، أنه تم تحميل أسلحة وذخيرة على سفينة شحن ترفع العلم الروسي في قاعدة بحرية بجنوب إفريقيا، في ديسمبر الماضي، وتم نقلها إلى روسيا. ونفت حكومة جنوب إفريقيا إرسال أي أسلحة إلى روسيا.
وقال رامافوزا إن الأمر قيد التحقيق.
وزعمت جنوب إفريقيا أن موقفها من الحرب محايد، إذ تتمتع البلاد بعلاقات تاريخية قوية مع روسيا بسبب دعم الاتحاد السوفيتي السابق لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا عندما كانت حركة تحرير تقاتل لإنهاء نظام الفصل العنصري.
واستضافت جنوب إفريقيا أيضًا سفنًا حربية روسية وصينية لإجراء مناورات بحرية مشتركة قبالة سواحلها، في فبراير الماضي، والتي تزامنت مع الذكرى السنوية الأولى لغزو روسيا لأوكرانيا. وسافر قائد الجيش الجنوب أفريقي إلى موسكو واجتمع مع قائد القوات البرية الروسية، الاثنين.
وتحتفظ جنوب إفريقيا أيضًا بعلاقة قوية مع الولايات المتحدة والداعمين الغربيين الآخرين لأوكرانيا.
والتقى رامافوزا بالرئيس الأميركي، جو بايدن، في البيت الأبيض، في أواخر العام الماضي.
وتتمتع زامبيا أيضًا بعلاقات تاريخية مع روسيا. كما تعتبر أوغندا حليفا للولايات المتحدة في مجال الأمن الإقليمي في شرق إفريقيا، لكن الرئيس الأوغندي، يويري موسيفيني، تحدث عن صداقة بلاده مع روسيا وموقفها المحايد في الحرب في أوكرانيا.
ويريد الكرملين من كييف الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم ومقاطعات دونيتسك وخيرسون ولوهانسك وزابوريزهيا الأوكرانية، والتي وصفتها معظم الدول بأنها غير شرعية. ورفضت أوكرانيا المطالب واستبعدت أي محادثات مع روسيا حتى تنسحب قواتها من جميع الأراضي المحتلة، إذ تصمم كييف على استعادة جميع المناطق التي تحتلها روسيا.
المصدر: كابيتالاتور