أظهرت لقطات التقطتها أقمار “سنتانيل 2” الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، ما يبدو وأنها قاعدة عسكرية جديدة تعمل جماعة “فاغنر” الروسية على إنشائها قرب العاصمة البيلاروسية، مينسك، بحسب ما نقلته شبكة “فوكس نيوز”، الخميس. 

وإن أثبتت الصور، التي التقطت الثلاثاء، صحتها، فإن ذلك يعني أن الجماعة المسلحة بدأت بإعادة ترتيب قواتها بعد أيام من تمردها المسلح، قصير الأمد، الذي سعى إلى الإطاحة بعدد من القادة الروس بزعامة يفغيني بريغوجين. 

وكانت وسائل إعلام روسية قد أشارت إلى أن قوات “فاغنر” وصلت إلى بيلاروسيا، الثلاثاء، وأنها قد تؤسس قاعدة جديدة في منشأة عسكرية مهجورة قرب بلدة أسيبوفيتشي، الواقعة على بعد 50 كلم عن مينسك. 

وأظهرت صور الأقمار الصناعية صفوفا من بنايات طويلة قرب قرية تسيل، وبالتحديد في حقل كان فارغا في 24 يونيو، أي قبل تمرد “فاغنر” بحوالي أسبوع، بحسب ما ذكرته “فوكس نيوز”. 

الأقمار الصناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية التقطت الصور في بيلاروسيا الثلاثاء

وأشارت الشبكة إلى أن الصور متوفرة للبحث العام على موقع الوكالة الأوروبية، وذكرت “فوكس نيوز” أنها حاولت التواصل مع وزارة الدفاع الأميركية للتعليق. 

وفي بيان للشبكة، قالت المسؤولة السابقة لدى وزارة الدفاع الأميركية، ريبيكا كوفلر، إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يسعى إلى فتح وجبهة ثانية في بيلاروسيا ليحضر مخزونا استراتيجيا جاهزا للقتال من أكثر “موسيقيي” فاغنر كفاءة. 

وأضافت كوفلر “من هنا، يمكن لفريق الاغتيال في فاغنر أن يشن ‘بليتزكريج’ (أي حربا خاطفة أو حرب البرق بالألمانية) جنوبا، موظِّفا حدود بولندا لصالحه مع تواجد القوات البولندية خلفه”. 

وحذرت من أنه “لا يتوجب استبعاد احتمالية أن يأمر بوتين بتمركز الوحدات الروسية في جيب مولدوفا في ترانسنيستريا، حيث تحظى القوات الروسية بمخزون هائل من الذخيرة التي تعود للحقبة السوفييتية. 

وتقول: “من هذا الموقع يمكن للروس أن يهددوا حدود الناتو بالقنابل النووية التكتيكية التي أهداها بوتين للتو (للرئيس البيلاروسي ألكسندر) لوكاشينكو”. 

وكان لوكاشينكو قد دعا الرئيس الروسي إلى تحضير موقع للعمليات العسكرية في بلاده كجزء من الصفقة التي ساهمت بإنهاء التمرد المسلح ضد روسيا، والذي توسط فيه الرئيس البيلاروسي. 

وكان بوتين قد أعلن، عقب التمرد المسلح، أن مقاتلي “فاغنر” أمامهم حرية الاختيار ما بين الذهاب إلى بيلاروسيا أو الانضمام إلى الجيش الروسي أو العودة لمنازلهم. 

يذكر أن التمرد المسلح شكل أكبر تهديد لنفوذ بوتين وتشبثه بالسلطة منذ أكثر من عقدين. 

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version