أفاد موقع “أكسيوس” الأميركي، أن السفير المصري لدى الولايات المتحدة، معتز زهران، “تعرض لانتقادات قوية” من أعضاء بمجلس النواب الأميركي، الشهر الماضي، بسبب مقترح بشأن وقف إطلاق النار في غزة الذي سبق عملية رفح العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح الموقع أن هذه الواقعة تعكس “التوترات طويلة الأمد” بين العديد من المشرعين الأميركيين الداعمين لإسرائيل، والدول العربية التي عملت كوسيط بين إسرائيل وحماس، في إشارة إلى مصر وقطر.

وكانت المحادثة التي جمعت زهران بأعضاء مجلس النواب تتعلق بإعلان حماس في مطلع مايو الماضي، قبولها مقترح وقف إطلاق النار بوساطة مصرية قطرية، وفق ما نقل “أكسيوس” عن 3 مشرعين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وقال مسؤولون إسرائيليون حينها، إن الإعلان الصادر من حماس فاجأهم، واتهموا مصر بتقديم مقترح جديد لحماس دون تنسيق مع إسرائيل.

تقرير: المخابرات المصرية “خدعت الجميع” بمفاوضات غزة.. والقاهرة ترد

نقلت شبكة “سي أن أن” عن ثلاثة مصادر مطلعة إن الاستخبارات المصرية “عدلت بهدوء” بنود اقتراح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، ما أدى في النهاية إلى تعطيل صفقة كان من الممكن أن تفضي إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وتحدد مسارا لإنهاء القتال مؤقتا في غزة.

وكانت شبكة “سي إن إن” الأميركية، قد نشرت تقريرا حول “تغيير المخابرات المصرية لشروط المقترح الذي وقعت عليه إسرائيل، قبل عرضه على حماس” حينها.

ونفت مصر هذه التقارير، ووصل الأمر إلى تهديدها بالانسحاب من الوساطة.

وذكر “أكسيوس” أنه خلال المحادثة التي جمعت زهران بأعضاء الكونغرس، “سُئل السفير عما إذا كان يشعر أن مصر فقدت مصداقيتها” بعد هذه الواقعة، وأشار أحد المشرعين إلى أن السفير “غضب بشدة” بعد هذا الاتهام.

وذكر عضو الكونغرس لأكسيوس، أن زهران رد بالقول: “لا على الإطلاق، لا لا، مازلنا نستضيف [محادثات وقف إطلاق النار]. كيف يمكن أن نفقد مصداقيتنا إذا كانت [إسرائيل وحماس] موجودتان في القاهرة للتفاوض؟”.

كما أشار عضو آخر كان في المكالمة الهاتفية التي شهدت المحادثة المتوترة، إلى أن رد السفير على أسئلة النواب كان “دفاعيا تماما”.

فيما قال مشرع ثالث: “كانت مكالمة متوترة.. كنا واضحين للغاية معهم بأننا بحاجة إلى أن تتحمل مصر مسؤولياتها”.

وكانت مجموعة من أعضاء الكونغرس من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، قد دعت مصر في أكتوبر، إلى “تحمل مسؤوليتها الإنسانية” لتوفير مناطق آمنة للفلسطينيين وتسهيل تدفق المساعدات إلى غزة.

كما تعرضت قطر لحملة انتقادات، حيث اتهمها مشرعون أميركيون في يناير بأنها “لم تستغل علاقتها مع حماس بالشكل الكامل لضمان إطلاق سراح الرهائن”.

وتابع “أكسيوس” رصد تفاصيل المحادثة بين السفير المصري والمشرعين، حيث قال أحد النواب الأميركيين خلال المكالمة: “كان يجب أن تلعب مصر دورا أكبر في الوضع.. أعتقد أنهم لم يساعدوا بالقدر الذي كان بإمكانهم القيام به”.

وأضاف: “أعتقد أن هناك الكثير من الإحباط نحو السفير المصري والحكومة المصرية”.

ولم تستجب السفارة المصرية في واشنطن لطلب التعليق من “أكسيوس”.

يذكر أن مصر انخرطت في الوساطة بين مصر وإسرائيل منذ أشهر، إلى جانب قطر والولايات المتحدة. كما استضافت جولات من المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وتوترت العلاقة بين مصر وإسرائيل، مع تأكيد الأخيرة أنها ستشن حملة عسكرية على رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، حيث يتواجد أكثر من مليون نازح فلسطيني فروا من القتال.

وتزايدت التوترات بين البلدين، بعد أن سيطرت إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، حيث ترفض مصر التعامل مع إسرائيل فيما يتعلق بالمعبر، مشددة على أهمية أن يتم تنسيق التحركات عبر المعبر، الذي يمثل شريان حياة للقطاع المحاصر، مع جهة فلسطينية.

كما أعلنت إسرائيل أنها سيطرت على معظم محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر.

من جانبها، أكدت مصر مرارا رفضها أي محاولات “تهجير قسري” لمئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version